عن خارجة بن زيد بن ثابت أنّ أمّ العلاءأمرأةً من الأنصار بايعت النّبي صلّى اللهعليه وسلّم أخبرته أنه اقتسم المهاجرونقرعةً فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناهفي أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه،فلمّا توفّي وغسّل وكفّن في أثوابه دخلرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت:رحمة الله عليك أبا السّائب فشهادتي عليكلقد أكرمك الله، فقال النّبي صلّى اللهعليه وسلّم: وما يدريك أنّ الله أكرمه؟فقلت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمهالله، فقال عليه السلام: أمّا هو فقد جاءهاليقين والله إنّي لأرجو له الخير، واللهما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي.قالت: فوالله لا أزكي أحداً بعده أبداً.إن هذا لشيء عجاب والله! فإذا كان رسولالله صلّى الله عليه وسلّم يقسم باللهأنّه لا يدري ما يفعل به، فماذا يبقى بعدهذا.وإذا كان الله سبحانه يقول (بل الإنسانعلى نفسه بصيرة) وإذا كان الله يقول لنبيه:(إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك اللهما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليكويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك اللهنصراً عزيزاً) [الفتح: 1].وإذا كان دخول الجنة للمسلمين موقوفاًعلى اتباعه وإطاعته والتصديق به، فكيفنصدّق هذا الحديث الذي لا أقبح منه نعوذبالله من عقيدة بني أمية الذين ما كانوايؤمنون يوماً بأنّ محمّداً هو رسول اللهحقّاً وإنّما كانوا