«ونفس الباب وفي نفس الحديث إذ يقول: وعنأبي سلمة سمع أبا هريرة بعد يقول: قالالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا يوردنّممرض على مصحّ، وأنكر أبو هريرة حديثهالأول، قلنا: ألم تحدّث أنّه لا عدوى، فرطنبالحبشية، قال أبو سلمة: فما رأيته نسيحديثاً غيره.»
مع أنّ الحديثين المتناقضين (لا عدوى، ولايوردنّ ممرضٍ على مصحّ) رواهما أيضاً مسلمفي صحيحه في كتاب السّلام باب لا عدوى ولاطيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول ولايوردنّ ممرض على مصحّ.ومن خلال هذه الأحاديث نعلم أنّ حديث لايوردن ممرض على مصح هو الحديث الصحيح الذيقاله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّملأنه لا يتناقض مع العلم وأمّا حديث لاعدوى فهو مكذوب عليه لأنّه حديث جاهلبالحقائق الطبيعية ولذلك فهم بعضالصّحابة تناقض الحديثين فعارضوا أباهريرة واستغربوا منه حديثه الأول، ولم يجدأبو هريرة مخرجاً من هذه الورطة فرطنبالحبشية. يقول شارح البخاري: تكلّم غضباًبما لا يفهم!..ومما يزيدنا تأكيداً بأنّ رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم كان أسبق مما أثبتهالعلم حديثاً في خصوص الأمراض المعديةأنّه كان يحذّر المسلمين من الطّاعون ومنالجذام ومن الوباء وغير ذلك.أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياءباب حدثنا أبو اليمان وكذلك مسلم في صحيحهكتاب السّلام، باب الطاعون والطيرةوالكهانة وغيرها.* عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلّىالله عليه وسلّم: