اختصّت بفضائل عمر بن الخطاب ألا وهي قولالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم(وحاشاه طبعاً) بينما أنا نائم فتجدهادائماً في كل الرّوايات بينما أنا نائمرأيت النّاس يعرضون عليّ بينما أنا نائمأتيت بقدح لبن، بينما أنا نائم رأيتني علىقليب وبينما أنا نائمٌ رأيتني في الجنة.ولعلّ راوي الحديث كان كثير الحلموالأضغاث فكان يتأوّل ويختلق الرواياتعلى لسان النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم، فكم كذب عليه في حياته وهو موجودبين ظهرانيهم فكيف بعد وفاته وقد انحرفتالأمّة وتقاتلوا وأصبحوا مذاهب وأحزاباًكل حزب بما لديهم فرحون. ولكن بقي شيءواحدٌ سجّله المؤرّخون والصّحابة الذينكانوا من أنصار عمر بن الخطاب نفسه ألا وهوالخلق الذي كان يمتاز به عمر في الغلظةوالفظاظة والشدّة على الناس وحدّة الطبع،ومن كان هذا طبعه عادة لا يحبّه الناس قالتعالى: (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوامن حولك) [آل عمران: 159]. ولكنّ المعجبينبعمر يقلّبون الموازين ويجعلون منالنقيصة منقبة ومن الرذيلة فضيلة، فقدعمدوا إلى اختلاق رواية في شدّة السخافةوالبلاهة والمسّ بكرامة النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم الذي يشهد الله سبحانهبأنّه ليس فظّاً ولا غليظاً وإنما هو ليّنالطبع ـ فبما رحمة من الله لنت لهم ـ وإنّكلعلى خلق عظيم ـ بالمؤمنين رؤوف رحيم ـورحمة للعالمين ـ فلنستمع إلى هؤلاءالحمقى ماذا يقولون فيه.أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلقباب صفة إبليس وجنوده وأخرج مسلم في صحيحهمن كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عمر.* عن سعد بن أبي وقّاص، قال: استأذن عمر علىرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّموعنده نساءٌ من قريش يكلّمنه، ويستكثرنه،عالية أصواتهنّ، فلما استأذن عمر قمنيبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم ورسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم يضحك، فقال عمر: أضحكالله سنّك يا رسول الله؟ قال: «عجبت منهؤلاء اللاّتي كن عندي فلمّا سمعن