الخليفة وتظهره على حقيقته العارية وتكشفعن مدى جرأته على مقام الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم والذي كان يعارضه طيلةحياته في أغلب القضايا وعرف البخاري ومسلمومن كان على شاكلتهم بأنّ هذه الكلمةوحدها كافية لإثارة عواطف كل المسلمينحتّى أهل السنّة ضدّ الخليفة، فعمدوا إلىالتّدليس، فهي مهنتهم المعروفة لمثل هذهالقضايا وأبدلوا كلمة «يهجر» بكلمة «غلبعليه الوجع» ـ ليبعدوا بذلك تلك العبارةالفاحشة وإليك ما أخرجه البخاري ومسلم فينفس موضوع الرزية.* عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم وفي البيت رجال فيهمعمر بن الخطاب، قال النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم: هلّم أكتب لكم كتاباً لاتضلّوا بعده. فقال عمر: إنّ النبيّ قد غلبعليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتابالله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم منيقول: قرّبوا يكتب لكم النّبي كتاباً لنتضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر،فلمّا أكثروا اللّغو والاختلاف عندالنّبي قال لهم: قوموا ـ قال عبدالله بنمسعود ـ فكان ابن عباس يقول: إنّ الرزية كلالرّزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتبلهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم(1).وبما أن مسلماً. أخذها عن أستاذه البخاريفنحن نقول للبخاري مهما هذّبت العبارةومهما حاولت تغطية الحقائق فإنّ ما أخرجتهكافٍ وهو حجةٌ عليك وعلى سيّدك عمر. لأنلفظ «يهجر» ومعناه يهذي ـ أو «قد غلب عليهالوجع» ـ تؤدّي إلى نفس النتيجة لأنالمتمعّن يجد أنّ النّاس حتّى اليوميقولون «مسكين فلان تغلّبت عليه الحمّىحتى أصبح يهذي».وخصوصاً إذا أضفنا إليها كلامه «عندكمالقرآن حسبنا كتاب الله» (1) صحيح البخاري كتاب المرضى باب قولالمريض قوموا عني: 7/9. صحيح مسلم في كتابالوصية باب ترد الوصي: 5/76.