طلاقهنّ ـ كيف يحبّ رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم من تبغض إبنته الزهراءوتبغض أخاه وابن عمّه علي بن أبي طالب إلىدرجة أنها لا تذكر إسمه ولا تطيب له نفساًبخير(1). كلّ هذا وأكثر في حياته صلّى اللهعليه وآله وسلّم أمّا بعد وفاته فحدّث ولاحرج.وكل هذه الأفعال يمقُتها الله ورسولهصلّى الله عليه وآله وسلّم ولا يحبّانفاعلها، لأنّ الله هو الحق ورسوله صلّىالله عليه وآله وسلّم يمثل الحق، فلا يمكنله أن يُحب من كان على غير الحق.وسوف نعرف خلال الأبحاث القادمة بأن رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكنيحبّها، بل إنّه حذّر الأمة من فتنتها(2).سألت بعض شيوخنا مرّة عن سبب حبّ النبيالمفرط لعائشة بالذّات دون سواها؟فأجابوني بأجوبة عديدة كلّها مزيّفة.قال أحدهم: لأنها جميلة وصغيرة وهي البكرالوحيدة التي دخل بها ولم يشاركه فيها أحدسواه. وقال آخر: لأنها ابنة أبي بكرالصدّيق صاحبه في الغار.وقال ثالث: لأنها حفظت عن رسول الله نصفالدّين فهي العالمة الفقيهة. وقال رابع:لأنّ جبرئيل جاءه بصورتها وكان لا يدخلعلى النبي إلاّ في بيتها.وأنت كما ترى أيها القارئ بأن كلّ هذهالدّعايات لا تقوم على دليل ولا يقبلهاالعقل والواقع، وسوف نأتي على نقضهابالأدلة، فإذا كان الرسول يحبّها لأنهاجميلة وهي البكر والوحيدة التي دخل بها،فما الذي يمنعه من الزواج بالأبكارالجميلات اللآتي كن بارعات في الحسنوالجمال وكنّ (1) صحيح البخاري: 3/135 باب هبة الرجللامرأته من كتاب الهبة وفضلها.(2) الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/29.(3) صحيح البخاري: 4/46 باب ما جاء في بيوتأزواج النبي من كتاب الجهاد والسير.