وإذا بحثنا في الواقع العملي بقطع النّظرعن الروايات الموضوعة الّتي نمّقها بنوأميّة في فضائل عائشة لوجدنا أن رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم كان كثيراً مايتأذّى منها وكثيراً ما يغضب عليها، وهانحن ننقل رواية واحدة أخرجها البخاريوكثير من المحدّثين من أهل السنّة، تعربعن مدى النفور الذي كانت تشعر به أمالمؤمنين عائشة من قبل زوجها رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم.أخرج البخاري في صحيحه في الجزء السابع فيباب قول المريض إنّي وجع، أو وارأساه.قال: سمعت القاسم بن محمد قال قالت عائشة:وا رأساه! فقال رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم: «ذاك لو كان وأنا حيّ فأستغفرلك وأدعو لك» فقالت عائشة: واثكلياه،والله إنّي لأظنّك تحبّ موتي، ولو كان ذاكلظلت آخر يومك معرِّساً ببعض أزواجك(1).فهل تدلّك هذه الرواية على حبّ النبيّلعائشة؟؟ونخلص بالأخير إلى أنّ بني أميّة وعلىرأسهم معاوية بن أبي سفيان، يبغضون رسولالله صلّى الله عليه وآله، ومنذ أن آلتإليهم الخلافة عملوا على تقليب الحقائقظهراً على عقب، ورفعوا أقواماً إلى القمّةمن المجد والعظمة بينما كانوا في حياةالنبيّ أناساً عاديّين وليس لهم شان كبير،ووضعوا آخرين كانوا في قمة الشرف والعزّأيام النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.وأعتقد أنّ ميزانهم الوحيد في الرفعوالوضع هو فقط عداؤهم الشديد وبغضهماللاّمحدود لمحمد وأهل بيته علي وفاطمةوالحسن والحسين، فكل شخص كان ضد الرسولصلّى الله عليه وآله وضد أهل البيت الذينأذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراًرفعوا من شأنه واختلقوا له روايات (1) صحيح البخاري: 7/8 من كتاب المرضى والطبّ.