عترة الرسول الذين هم أمان الأمة، أصبحوامشرّدين مسجونين مقتولين مسمومين.وهكذا أصبح أبو سفيان المنافق الذي ماوقعت حربٌ ضدّ الرّسول إلاّ وكان هوقائدها، أصبح محموداً مشكوراً حتّى قيل مندخل داره كان آمناً أمّا أبو طالب حاميالنبي وكفيله والمدافع عنه بكل ما يملك،والذي قضى حياته مناوئاً لقومه وعشيرته منأجل دعوة ابن أخيه حتّى قضى ثلاث سنوات فيالحصار مع النبيّ في شعب مكة وكتم إيمانهلمصلحة الإسلام أي لإبقاء بعض الجسورمفتوحة مع قريش فلا يؤذون المسلمين كمايريدون ـ وذلك كمؤمن آل فرعون الذي كتمإيمانه. أما هذا فكان جزاؤه ضحضاح من ناريضع فيها رجله فيغلي منها دماغه، وهكذاأصبح معاوية بن أبي سفيان الطليق بنالطّليق واللعين بن اللعين ومن كان يتلاعببأحكام الله روسوله ولا يقيم لها وزناًويقتل الصلحاء والأبرياء في سبيل الوصولإلى أهدافه الخسيسة ويسبّ رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم على مرأى ومسمع منالمسلمين(1)، أصبح هذا الرّجل يسمّى كاتبالوحي ويقولون بأن الله إئتمن على وحيهجبرئيل ومحمداً ومعاوية وأصبح يوصف بأنهرجل الحكمة والسياسة والتدبير.أما أبو ذر الغفاري الذي ما أقلّت الخضراءولا أظلت الغبراء أصدق ذي لهجة منه، فأصبحصاحب فتنة يضربُ ويشرّد ويُنفى إلى الربذةوأمّا سلمان والمقداد وعمّار وحذيفة وكلالصحابة المخلصين الذين والوا عليّاوتشيّعوا له فقد لا قوا التعذيب والتشريدوالقتل.وهكذا أصبح أتباع مدرسة الخلفاء وأتباعمعاوية وأصحاب المذاهب الذين أوجدتهمالسلطة الجائرة، أصبحوا هم أهل السنّةوالجماعة وهم (1) يقول الشاعر في هذا المعنى:عاندوا «أحمد» وعادوا عليّاً * وتولّوامنافقاً وغويّاً وأسروا سبّ النبي نفاقاً* حين سبّوا جهراً أخاه عليّاً