هو اقليم شديد الحر، إلا السروات فإن هواءها معتدل، حدثت أن رجلاً بصنعاء طبخ قدراً من اللحم ثم ذهب إلى الحج فعاد وما تغيرت ولباسهم في الشتاء والصيف واحد، والليل بمكة في الصيف طيب، كرب بتهامة، وينزل عليهم بعمان في الليالي شبه الدبس، ويكون بالحرم حر عظيم وريح تقتل وذباب في غاية الكثرة وهو قليل الثمار إلا السروات، وليس باليمن نخيل ولا مياه غزيرة وسواحله قشفة معدوم بها الماء إلا غلافقة، وإنما سكنوا تلك المدن لأجل البحر وليس في جميع الاقليم بحيرة ولا نهر يجري فيه السفن. قليل الفقهاء والمذكرين والقراء واليهود به أكثر من النصارى ولا ذمة غيرهم، ولم أر به مجذوماً. وحدثنا أبو الفضل بن نهامة بشيراز قال: حدثنا أبو سعيد خلف بن الفضل قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن حمدان قال: حدثنا عمروبن علي بن يحيى بن كثير قال: حدثنا عامر بن ابراهيم الاصبهاني قال: حدثنا خطاب بن جعفر قال: حدثنا أبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله رحلة ألشتاء والصيف قال: كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف. وفي قوله وآمنهم من خوف قال خوف الجذام. وبه برص وسودان كثير وعامتهم سمر والغالب عليهم الدقة والهزال، أكثر ثيابهم القطن منتعلين لا يقولون بالمماطرولا ثلج لهم ولا جليد ولا فواكه في الشتاء ولا قديد إلا ما يجفف من ذبائح منى.ومذاهبهم بمكة وتهامة وصنعاء وقرح سنة، وسواد صنعاء ونواحيها مع سواد عمان شراة غالبة، وبقية الحجاز وأهل الرأي بعمان وهجر وصعدة شيعة، وشيعةعمان وصعدة وأهل السروات وسواحل الحرمين معتزلة إلا عمان. والغالب على صنعاء وصعدة أصحاب أبي حنيفة والجوامع بأيديهم، وبالمعافر مذهب ابن المنذر، وفي نواحي نجد اليمن مذهب سفيان، والاذان بتهامة ومكة يرجع وإذا تدبرت العمل على مذهب مالك، ويكبر بزبيد في العيدين على قول ابن مسعود: أحدثه القاضي أبو عبدالله الصعواني وقت كوني، ثم والعمل بهجر على مذهب القرامطة، وبعمان داودية لهم مجلس.أهل هذا الإقليم لغتهم العربية إلا بصحار فإن نداؤهم وكلامهم بالفارسية، وأكثر أهل عدن وجدة فرس إلا أن اللغة عربية، وبطرف الحميري قبيلة من العرب لا يفهم كلامهم، وأهل عدن يقولون لرجليه رجلينه وليديه يدينه وقس عليه ويجعلون الجيم كافاً فيقولون لرجب ركب ولرجل ركل وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بروثة عند الاستجمار فألقاها وقال هي ركس، وقد تعنى الفقهاء هذا فيجوز ما قالوه ويجوز أن يكون أستعمل هذه اللغة. وجميع لغات العرب موجودة في بوادي هذه الجزيرة إلا أن أصح بها لغة هذيل ثم النجدين ثم بقية الحجاز إلا الاحقاف فإن لسانهم وحش.القراءات بمكة، على حرف ابن كثير، وباليمن قراءة عاصم، ثم قراءة أبي عمرو مستعملة في جميع الإقليم. وسمعت بعض صدور القراء بمكة يقول ما رأينا ولا سمعنا أن أحداً أم خلف هذا المقام بغير قراءة ابن كثير إلا في هذا الزمان.والتجارات في هذا الإقليم مفيدة لأن به فرضتي الدنيا وسوق منى والبحر المتصل بالصين وجدة والجار خزانتي مصر، ووادي القرى مطرح الشام والعراق، واليمن معدن العصائب والعقيق والادم والرقيق، فالى عمان يخرج آلات الصيادلة والعطر كله حتى المسك والزعفران والبقم والساج والساسم والعاج واللؤلؤ والديباج والجزع واليوا قيت والابنوس والنارجيل والقند والاسكندروس والصبر والحديد والرصاص والخيزران والغضار والصندل والبلور والفلفل وغير ذلك. وتزيد عدن بالعنبر والشروب والدرق والحبش والخدم وجلود النمور وما لو استقصيناه طال الكتاب، وبتجارات الصين تضرب الأمثال ثم قولهم جاءوك تجراً أو ملكاً.ولما ركبت بحر اليمن إتفق اجتماعي مع أبي علي الحافظ المروزي في الجلبة، فلما تأكدت المعرفة بيننا قال لي قد شغلت والله قلبي. قلت: بماذا، قال: أراك رجلاً على طريق حسنة تحب الخير وأهله وترغب في جمع العلوم وقد قصدت بلاداً قد غرت كثيراً من الناس وصدتهم عن طريق الورع والقناعة وأخشى إذا أنت دخلت عدن فسمعت أن رجلاً ذهب بألف درهم فرجع بألف دينار وآخر دخل بمائة فرجع بخمسمائة وآخر بكندر فرجع بمثله كافوراً، طلبت نفسك التكاثر. قلت أرجو أن يعصم الله، فلما دخلتها وسمعت أكثر مما قال غرني والله ما غر القوم، وعملت على الذهاب إلى ناحية الزنج، وآتيت ما ينبغي أن يشترى، وتقدمت فيه إلى الوكلاء فبرد الله عز اسمه ذلك على قلبي بموت شريك كنت عاقدته وكسرت نفسي بذكر الموت وما بعده، واعلم هديت أن مع كل ربح مما ذكرنا خطراً، والارباح أبداً مع الاخطار فلا ينبغي لعاقل أن يغتر بذلك، وليعلم أن الله تعالى يعطي عبده بركعتين إذا أخلصهما لله أكثر من الدنيا بحذافيرها، وما يصنع بنعمة الموت من ورائها وجمع أموال لا بد من تركها.ومن خصائص نواحي هذا الإقليم أديم زبيد ونيلها الذي لا نظير له كأنه لازورد، وشروب عدن تفضل على القصب، ومسد المهجرة يسمى ليفاً، وبرود سحولا والجريب، وانطاع صعدة وركاءها، وسعيدي صنعاء وعقيقها، وقفاع عثر، وأقداح حلى، ومسان ينبع وحناءها، وبان يثرب وصيحانيها، وبردي المروة ومقلها، وكندر مهره وحيتا نها، وورس عدن، ومغلق قرح، وسناء مكة، وصبر اسقوطرة، ومصين عمان.ومكاييل هذا الإقليم الصاع والمد والمكوك، فالمد ربع الصاع، والصاع ثلق المكوك، هذا بالحجاز وهي مختلفة، المستعمل منها يزن خمسة أرطال وثلثاً. وسمعت الفقيه أبا عبدالله بدمشق يقول لما حج أبو يوسف ودخل المدينة رجع عن شيئين إلى مذهبهم أحدهما الاذان قبل الفجر، والثاني تقدير الصاع.وأما الصاع الذي قدره عمر بمشهد الصحابة وكان يكفر به إيمانه فهو ثمانية أرطال، إلا أن سعيد بن العاصي رده إلى خمسة وثلث، إلا ترى إلى قول الراجز:وجاءنا مجوعـاً سـعـيد ينقص في الصاع ولا يزيدولهم بالمراكب صاعان يعطون بأحدهما جرايات الملاحين ويتعاملون بالكبير. وأرطالهم بمكة هو المن المعروف في جميع بلاد الاسلام غير أنهم يسمونه رطلاً، ورطل يثرب إلى قرح مائتا درهم، ورطل اليمن بغدادي، ولعمان المن، وبقية الإقليم بغدادي، ولهم البهار وهو ثلاثمائة رطل.ونقودهم مختلفة، لأهل مكة المطوقة وهي والعثرية ثلثا المثقال تؤخذ كدراهم اليمن عدداً وتفصل العثرية حتى ربما كان بينهما دريهم، ودينار عدن فيمة سبعة دراهم وهو ثلثا البغوي تزن ولا تعد، ودينار عمان ثلاثون غير أنه يوزن. والدراهم المستعملة في الإقليم تسمى بمكة المحمدية، ولأهل مكة المزبقة أربعة وعشرون بمطوق ضعف أختمى تبطل يوم السادس من ذي الحجه إلى آخر الموسم، ولأهل اليمن العلوية تختلف باختلاف البلدان حتى ربما بطلت، في بعضها قيمة أربعة منها درهم وزنته حول الدانق ولهم قروض ربما غلت فصارت ثلاثة بدانق وربما صارت أربعة، ولأهل عمان الطسوه.الرسوم في هذا الإقليم لبس الوزر والأزر بلا قميص إلا القليل،وبمخا يعيبون على من يتزر إنما هو أزار واحد يلتف فيه. ويختمون في رمضان في الصلاة ثم يدعون ويركعون، وصليت بهم التراويح بعدن فدعوت بعد السلام فتعجبوا من ذلك، وأمر ابن حازم وابن جابر أن أحضر مسجديهما فافعل ذلك. أكثر ما يوقدون مصابيحهم بالصيفة وهو دهن السمك، يحمل من مهرة، ونورتهم سوداء مثل الماخالقة، وباليمن يلزقون الدروج ويبطنون الدفاتر بالنشاء، وبعث إلي أمير عدن مصحفاً أجلده، فسألت عن الاشراس بالعطارين فلم يعرفوه ودلوني على المحتسب وقالوا عساه يعرفه، فلما سألته، قال: من أين أنت، قلت: من فلسطين، قال: أنت من بلدة الرخاء لو كان لهم أشراس لأكلوه عليك بالنشاء.ويعجبهم التجليد الحسن ويبذلون فيه الأجرة الوافرة وربما كنت أعطى على المصحف دينارين. ويزينون بعدن السطوح قبل رمضان بيومين ويضربون عليها الدبادب، فإذا دخل رمضان اجتمع رفق يدورون عند السحر يقرأون القصائد إلى آخر الليل، فإذا قرب العيد جبوا الناس، ويتخذون في النيروز قباباً يدورون بها على المباشرين ومعهم الطبول فيجمعون مالاً جزيلاً، وبمكة تنصب القباب ليلة الفطر ويزين السوق بين الصفا والمروة، ويضربون الدبادب إلى الصباح، وإذا صلوا الغداة أقبلن الولائد مزينات بيدهن المراوح يطفن بالبيت، ويرتبون خمسة أئمة في التراويح يصلون ترويحة ويطوفون أسبوعاً، والمؤذنون يكبرون ويهللون ثم يضرب الفرقاعيات كما تضرب عند الصلوات فيتقدم الأمام الآخر، يصلون العشاء إذا مضى من الليل الثلث ويفرغون إذا بقى الثلث، ثم ينادى بالسحور على أبي قبيس، ولا يرى أحسن من مزي أهل مكة في خروجهم إلى الحج في أن أحدهم ينوبه في ذلك ما ينوب العراقي.ومياه هذا الإقليم مختلفة، ماء عدن وقناة مكة وماء زبيد ويثرب خفيف، وماء غلافقة قاتل، وماء قرح وينبع ردي، وسائر المياه متقاربة، وحججت سنة -56- فرأيت ماء زمزم كريهاً، ثم عدت سنة 67 فوجدته طيباً، وأكثر مياه السواحل عذيبيات. فإن قال قائل ومن أين علمت خفة المياه وثقلها قيل له بأربعة أشياء أحداهن: أن كل ماء يبرد سريعاً فهو خفيف، وما رأيت أسرع برودة من ماء تيماء وأريحا، وهما أخف مياه الاسلام، فمن هذا أستنبطت هذا الوجه، ثم صح لي بكثرة التجارب. والثانية أن الماء الخفيف يبطئ تحلبه، ومن شرب ماءً ثقيلاً أسرع بوله. والثالثة الماء الخفيف يشهي الطعام ويهضمه، والرابعة إذا أردت أن تعرف ماء بلد فاذهب إلى البزازين والعطارين، فتصفح وجوههم فإن رأيت فيها الماء فاعلم خفته على قدر ما ترى من نضارتهم، وأن رأيتها كوجوه الموتى ورأيتهم مطامنى الرؤوس فعجل الخروج منها.والمضار بمكة باذنجان يمرض، وبالمدينة كراث يتولد منه خروج عرق المديني.المعادن اللؤلؤ في هذا الإقليم بحدود هجريغاص عليه في البحر بازاء اوال وجزيرة خارك، ومن ثم خرجث درة اليتيم يكترى رجال يغوصون فيخرجون صدفاً، اللؤلؤ وسطها، وأشد شيء عليهم حوت يثب إلى عيونهم وفائدة من تعاطاه بينة. ومن أراد العقيق أشترى قطعة أرض بموضع بصنعاء ثم حفر فربما خرج له شبه صخرة وأقل وربما لم يخرج شيء. بين ينبع والمروة معادن ذهب. العنبر يقع على حافة البحرمن عدن إلى مخا ومن وجه زيلع أيضاً، كل من وجد منه شيئاً قل أو كثر حمله إلى صاحب السلطان ودفعه إليه وأخذ شقة وديناراً، ولا يقع إلا وقت هبوب ريح الآيب ولم يصح لي ما العنبر. ودم الاخوين قبال الجحفة.يقع عصبيات بين الخياطين وهم شيعة والجزارين وهم سنة، بمكة عصبيات وحروب، وبين الحماحميين والملاحيين بعدن عداوات وحروب، وبين السنة والشيعة بينبع وبين البجة والحبوش والنوبة بزبيد تقع العجائب، وبين الجزارين والأعراب باليمامة وقد بلغ من أمرهم أن اقتسموا الجامع ويقولون، للغريب كن من أينا شئت وإلا فاخرج.والمشاهد بمكة مولد النبي صلى الله عليه وسلم في المحامليين، ودار الاربعين بالبزازين، ودار خديجة خلف العطارين، غار ثور على فرسخ أسفل مكة، وحراء من نحو منى، وغار آخر خلف أبي قبيس، جبل قعيقعان محاذي أبي قبيس، وبالحرم قبر ميمونة على طريق جدة، وفي الثنية قبر الفضيل وسفيان بن عيينة ووهيب بن الورد. بين المسجدين عدة مشاهد للنبي وعلي، مسجد الشجرة بذي الحليفة، وشجرة بقبا وحجر فاطمة. قبر هود عم بالاحقاف على الساحل.الموضع الذي يخرج منه النار بعدن جبل في البحر، وخلف البلد مسجد أبان، مخلاف معاذ خلف مخا، ثم مسجد البئر المعطلة والقصر المشيد في مخلاف البون وفي مخلاف مرمل، من مخلاف صنعاء خرجت النار التي أحرقت جنة المقسمين. بئر عثمان على طريق الشام. عند العرج جبل قالوا أن جبريل شق فيه للنبي صلى الله عليه وسلم وقت هجرته طريقاً إلى المدينة. وقعت نار بين المروة والحوراء فكان يقد كما يقد الفحم. بيوت الفارهين بالحجر عجيبة على أبوابها عقود وطروح ونقوش. الطاغية مدينة خربة خلف خيم أم معبد. بالسروات قلاع عجيبة. كمران جزيرة في البحر فيها مدينة ولهم ماء حلو تسمى العقل بها حبوس ملك اليمن.وفي أخلاق أهل مكة جفاء، ولا ظرف لأهل اليمن. أهل عمان يطففون ويخسرون ويفسقون. الزنا بعدن ظاهر. أهل الاحقاف نواصب غتم، والحجاز بلد فقير قحط.والقبائل تأخذ من السروات نحو الشام فتقع في أرض الأغر بن هيثم ثم تخرج إلى ديار يعلى بن أبي يعلى ثم إلى سردد ثم ألى ديار عنز وائل في بني غزية ثم تقع في ديار جرش والعتل وجلاجل ثم إلى ديار الشقرة بها خثعم ثم في ديار الحرث بلد يقال له ذنوب وإسم ساحلها الشرى ثم في شكر وعامر ثم في بجيلة ثم في فهم ثم في بني عاصم ثم في عدوان ثم في بني سلول ثم في مطار وبها معدن البرام ثم في بلاد برمة منها الأبرقة وحصن المهيا ثم أنت بالفلج. وولايات هذا الإقليم متقطعة أما الحجاز أبداً فلصاحب مصر لأجل الميرة، واليمن لآل زياد وأصلهم من همدان، وابن طرف له عثر، وعلى صنعاء أمير غير أن ابن زياد يحمل اليه أموالاً ليخطب اليه وربما أخرجت عدن عن أيديهم، وال قحطان في الجبال وهم أقدم ملوك اليمن، والعلوية على صعدة يخطبون لآل زياد وهم أعدل الناس، وعمان للديلم، وهجر للقرامطة وعلى الأحقاف أمير منهم.والضرائب والمكوس يؤخذ بجدة من كل حمل حنطة نصف دينار وكيل من فرد الزاملة، وعلى سفط ثياب الشطوي ثلاث دنانير، ومن سفط الدبيقي ديناران، وحمل الصوف ديناران، وبعثر على كل حمل دينار، وعلى سلة الزعفران دينار، وكذلك على رؤوس الرقيق هذا ممن خرج، وكذلك بالسرين على من أجتاز، وبكمران أيضاً، وبعدن يقوم الأمتعة بالزكاوية ثم يؤخذ عشرها عثرية، وقدروا أنه يصل إلى خزانة السلطان ثلث أموال التجار، وثم تفتيش صعب، ومكس بلدان السواحل هين إلا غلافقة.والمراصد البرية من قلود جدة بالقرين وبطن مر نصف دينار نصف دينار، وعلى باب زبيد من حمل المسك دينار ومن حمل البز نصف دينار، وبقية المراصد تعطى درهماً علوية، وصاحب صعدة لا يأخذ ضريبة من أحد وإنما يأخذ ربع العشر من التجار.والجزيرة عشرية يؤخذ بعمان من كل نخلة درهم. ووجدت في كتاب ابن خرداذبة خراج اليمن ستمائة ألف دينار فلا أدري ما أراد بذلك ولم أر ذلك في كتاب الخراج بل المعروف أن جزيرة العرب عشرية، وكانت ولاية اليمن في القديم مقسومة على ثلاثة أعمال: واالٍ على الجند ومخاليفها وآخر على صنعاء ومخاليفها والثالث على حضرموت ومخاليفها. وذكر قدامة بن جعفر الكاتب أن ارتفاع الحرمين مائة ألف دينار، اليمن ستمائة ألف دينار، واليمامة والبحرين خمسمائة وعشرة آلاف دينار، وعمان ثلاثمائة ألف دينار.وأهل هذا الإقليم أصحاب قناعة ونحافة يتقوتون باليسير من الطعام ويتجوزون بالخفيف من الثياب، وقد أكرمهم الله تعالى بخير الثمار وسيدة الأشجار التمر والنخل. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن احمد بقصبة أرجان، قال: حدثنا القاضي الحسن بن عبد الرحمان بن خلاد، قال: حدثنا موسى بن الحسين، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا مسرور بن سفيان التميمي عن الأوزاعي عن عروة بن رويم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم، وليس من الشجر شجرة تلقح غيرها، واطعموا نساءكم إذا ولدن الرطب فإن لم يكن رطب فالتمر الحديث.وأما المسمافات فاعلم أن الواو للجمع، وثم للترتيب، وأو للتخيير. فإذا قلنا إلى فلانة وفلانة فإنهما في موضع واحد مثل خليص وأمج ومزينان وبهمن أباذ، فإن قلنا ثم أردنا العطف على الذي قبله كقولنا إلى ا بطن مر ثم إلى عسفان إلى غزة ثم إلى رفح، فإن قلنا أو فقد رجعنا إلى الذي قبل هذا الآخر كقولنا من الرملة إلى إيليا أو إلى عسقلان، من شيراز إلى جويم أو إلى صاهه. وقد جعلنا المراحل ستة فراسخ وسبعة فإن زادت نقطنا على الهاء نقطتين فإن جاوزت العشرة نقطنا تحت اللام نقطتين فإن نقصت عن الستة نقطت ا فوق الهاء نقطة. تأخذ من مكة إلى بطن مر مرحلة ثم إلى عسفان مرحلة ثم إلى خليص وأمج مرحلة ثم إلى الخيم مرحلة ثم إلى الجحفة مرحلة ثم إلى الأبواء مرحلة ثم إلى سقيا بني غفار مرحلة ثم إلى العرج مرحلة ثم إلى الروحاء مرحلة ثم إلى رويثة مرحلة ثم إلى يثرب مرحلة. وتأخذ من مكة إلى يلملم مرحلة ثم إلى قرن مرحلة ثم إلى السرين مرحلة. تأخذ من مكة إلى بستان بني عامر مرحلة ثم إلى ذات عرق مرحلة ثم إلى الغمرة مرحلة. وتأخذ من مكة إلى قرين مرحلة ثم إلى جدة مرحلة ومن بطن مر إلى جدة مرحلة. وتأخذ من الجحفة إلى بدر مرحلة ثم إلى الصفراء والمعلاة مرحلة ثم إلى الروحاء مرحلة. وتأخذ من بدر إلى ينبع مرحلتين ثم إلى رأس العين مرحلة ثم إلى المعدن مرحلة ثم إلى المروة مرحلتين. ونأخذ من بدر إلى الجار مرحلة ثم إلى الجحفة أوينبع مرحلتين مرحلتين. وتأخذ من جدة إلى الجار أو السرين أربعاً أربعاً. وتأخذ من يثرب إلى السويدية أو الى بطن النخل مرحلتين مرحلتين ومن السويدية إلى المروة مثلها ومن بطن النخل إلى معدن النقر ة مثلها. فإن أردت جادة مصر فخذ من المروة إلى السقيا ثم إلى بدا يعقوب ثلاثاً تم إلى العونيد مرحلة. وإن أردت الشام فخذ من السقيا إلى وادي القرى مرحلة ثم إلى الحجر مرحلة ثم إلى تيماء ثلاث مراحل. وإن أردت مكة في جادة الكوفة فخذ من زبالة وهي عامرة واسعة الماء إلى الشقوق 21 ميلاً ثم إلى البطان 29 ميلاً ثم إلى الثعلبية 29 ميلاً هي ثلث الطريق عامرة كثيرة البرك بها آبار عذيبية ثم إلى الخزيمية 32 ميلاً ثم إلى أجفر 24 ميلاً ثم إلى فيد 36 ميلاً مدينة بحصنين عامرة واسعة الماء، ثم إلى توز وهي نصف الطريق 31 ميلاً ثم إلى سميراء 20 ميلاً برك وماءٌ واسع ومزارع والماء عذيبي ثم إلى حاجر 33 ميلاً ثم إلى معدن النقرة 34 ميلاً بها حصن وماءٌ ضعيف وموضع وحش، ثم إلى المغيثة 33 ميلاً ثم إلى الربذة 24 ميلاً ماءٌ زعاق وموضع خراب، ثم إلى معدن بني سليم 24 ميلاً ثم إلى السليلة 26 ميلاً ثم إلى العمق 21 ميلاً بها آبار عجيبة والماء غير واسعٍ، ثم إلى الأفيعية 32 ميلاً ثم إلى المسلح 34 ميلاً بها برك والماء واسع، ثم إلى غمرة 18 ميلاً الماء واسع. وإن أردتها من البصرة فخذ من البصرة إلى الحفير 18 ميلاً ثم إلى الرحيل 28 ميلاً ثم إلى الشجي 27 ميلاً ثم إلى حفر أبي موسى 26 ثم إلى ماوية 32 ثم إلى ذات العشر 29 ثم إلى الينسوعة 23 ثم إلى السمينة 29 ثم إلى القريتين 22 اثم إلى النباج 23 ثم إلى العوسجة 29 ثم إلى رامة. ثم إلى إمرة 27 ثم إلى طخفة 26 ثم إلى ضرية 18 ثم إلى جديلة 32 ثم إلى فلجة 32 ثم إلى الدثينة 26 ثم إلى قبا 27 ثم إلى الشبيكة 27 ثم إلى وجرة 40 ثم إلى ذات عرق 27 الجميع سبعمائة ميل. وأما جادة الغرب فتأخذ من ويلة إلى شرف ذي النمل مرحلة ثم إلى مدين مرحلة ثم إلى الاعراء مرحلة ثم إلى منزل مرحلة ثم إلى الكلاية مرحلة ثم إلى شغب مرحلة ثم إلى بداً مرحلة ثم إلى السرحتين ثم إلى البيضاء ثم إلى وادي القرى. والطريق المستعمل اليوم من شرف ذي النمل إلى الصلا ثم إلى النبك ثم إلى ضبة ثم إلى العونيد ثم إلى الرحبة ثم إلى منخوس ثم إلى البحيرة ثم إلى الأحساء ثم إلى العشيرة ثم إلى الجار ثم إلى بدر. وإن أردتها من عمان فخذ من صحار إلى نزوة ثم إلى عجلة 30 ميلاً ثم إلى عضوة 24 ميلاً هوحصن ثم إلى بئر السلاح 30 ميلاً ثم إلى مكة 21 يوماً فيها أربع مياه وثمان في رملة. وإن أردتها من هجر فخذ من الأحساء إلى.ومن أرادها من صنعاء أخذ إلى الريدة مرحلة ثم إلى أثافت ثم إلى خيوان ثم إلى الأعمشية ثم إلى صعدة ثم إلى غرفة ثم إلى المهجرة ثم إلى شروراح ثم إلى الثجة ثم إلى كثبة ثمإلى يبنبم على 8 أميال من جرش ثم إلى بنات جرم مرحلة ثم إلى جسداء ثم إلى بيشة ثم إلى تبالة ثم إلى رنية ثم إلى كدى ثم إلى صفر ثم إلى تربة ثم إلى الفتق ثم إلى الجدد ثم إلى الغمرة وطريقها القاصدة على الطائف ولم أسلكها. ومن مكة إلى الطائف طريقان تأخذ من بئر ابن المرتفع مرحلة ثم إلى قرن مرحلة ثم إلى الطائف مرحلة والاخرى على عرفات مرحلتين في الجبل. ومن أرادها من ويلة وهي طريق حجاج الغرب كلها طرق عدة، أما طريق الساحل فتأخذ من ويلة إلى شرف البعل مرحلة ثم إلى الصلا مرحلة ثم إلى النبك مرحلة ثم إلى ضبه مرحلة ثم إلى عونيد مرحلة ثم إلى الرحبة مرحلة ثم إلى منخوس مرحلة ثم إلى البحيرة مرحلة ثم إلى الاحساء مرحلة. ثم إلى الاعراء مرحلة ثم إلى الكلاية مرحلة ثم إلى شغب مرحلة ثم إلى بداً مرحلة ثم إلى السرحتين مرحلة ثم إلى البيضاء مرحلة ثم إلى قرح مرحلة ثم إلى سقيا يزيد مرحلة. وأما طريق اليمن فلا أكاد أضبط مراحلها كغيرها من الكور غير أني أذكر ما عرفت وأجمل ما سمعت فمن صنعاء إلى صداء 42 فرسخاً، ومن صنعاء إلى حضرموت 74 فرسخاً، ومن صنعاء إلى ذمار 16 فرسخاً، ثم إلى نسفان وكحلان مرحلة ثم إلى حجر وبدر25 فرسخاً، ثم إلى عدن 24 فرسخاً، ومن ذمار إلى يحصب مرحلة ثم إلى السحول مرحلة ثم إلى الثجة مثلها ثم إلى الجند مثلها ومن صنعاء إلى الجند 48 فرسخاً، ومن صنعاء إلى العرف مرحلة ثم إلى ألهان 15 فراسخ ثم إلى جبلان 14 ثم إلى زبيد 12، ومن صنعاء إلى شبام مرحلة ومن صنعاء إلى عثر 10 مراحل ومن عدن إلى أبين 3 فراسخ.لى يبنبم على 8 أميال من جرش ثم إلى بنات جرم مرحلة ثم إلى جسداء ثم إلى بيشة ثم إلى تبالة ثم إلى رنية ثم إلى كدى ثم إلى صفر ثم إلى تربة ثم إلى الفتق ثم إلى الجدد ثم إلى الغمرة وطريقها القاصدة على الطائف ولم أسلكها. ومن مكة إلى الطائف طريقان تأخذ من بئر ابن المرتفع مرحلة ثم إلى قرن مرحلة ثم إلى الطائف مرحلة والاخرى على عرفات مرحلتين في الجبل. ومن أرادها من ويلة وهي طريق حجاج الغرب كلها طرق عدة، أما طريق الساحل فتأخذ من ويلة إلى شرف البعل مرحلة ثم إلى الصلا مرحلة ثم إلى النبك مرحلة ثم إلى ضبه مرحلة ثم إلى عونيد مرحلة ثم إلى الرحبة مرحلة ثم إلى منخوس مرحلة ثم إلى البحيرة مرحلة ثم إلى الاحساء مرحلة. ثم إلى الاعراء مرحلة ثم إلى الكلاية مرحلة ثم إلى شغب مرحلة ثم إلى بداً مرحلة ثم إلى السرحتين مرحلة ثم إلى البيضاء مرحلة ثم إلى قرح مرحلة ثم إلى سقيا يزيد مرحلة. وأما طريق اليمن فلا أكاد أضبط مراحلها كغيرها من الكور غير أني أذكر ما عرفت وأجمل ما سمعت فمن صنعاء إلى صداء 42 فرسخاً، ومن صنعاء إلى حضرموت 74 فرسخاً، ومن صنعاء إلى ذمار 16 فرسخاً، ثم إلى نسفان وكحلان مرحلة ثم إلى حجر وبدر25 فرسخاً، ثم إلى عدن 24 فرسخاً، ومن ذمار إلى يحصب مرحلة ثم إلى السحول مرحلة ثم إلى الثجة مثلها ثم إلى الجند مثلها ومن صنعاء إلى الجند 48 فرسخاً، ومن صنعاء إلى العرف مرحلة ثم إلى ألهان 15 فراسخ ثم إلى جبلان 14 ثم إلى زبيد 12، ومن صنعاء إلى شبام مرحلة ومن صنعاء إلى عثر 10 مراحل ومن عدن إلى أبين 3 فراسخ.