إقليم خوزستان - احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم - نسخه متنی

شمس الدین ابو عبداللّه محمد بن احمد مقدسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إقليم خوزستان

هذا إقليم ارضه نحاس نباتها الذهب، كثير الثمار والأرزاز والقصب، وفيه الإنجاص والحبوب والرطب، والأترنج الفائق والرمان والعنب، نزيه طيب أنهاره عجب. بزه الديباج والخز، والرقاق من القطن والقز. معدن السكر، والقند والحلواء الجيدة وعسل القطر. به تستر التي اسمها في المشرقين، والعسكر التي تميز الدولتين، والأهواز المشهورة فى الخافقين. وبصنا التي ستورها في الدنيا إلى سدرة المنتهى، ومثل خز السوس لا ترى. ومع هذا به معادن النفط والقار، ومزارع الرياحين والأطيار. ثم واسطة بين فارس والعراق به كانت وقائع الإسلام وثم معارك القوم وقبردانبال لا يخلو من فقيه وأستاذ ولا في الثمانية أفصح منهم لغات، به الدواليب الظريفة، والطواحين الغريبة، والأعمال العجيبة. والخصائص الكثيرة، والمياه الغزيرة. دخله كان يعضد الخليفة، وله آئين وطيبه. لم يطب لي في الثمانية غيره، فما آجله من إقليم لولا أهله، وما أحسن قصباته لولا مصره. لأنه يعني الأهواز مزبلة الدنيا، وأهله فمن شر الورى. وسنذكر فيه كل خبرروي أو مثل ضرب. قال ابن مسعود رضه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تناكحوا الخوز فإن لهم أعراقاً تدعوا إلى غير الوفاء. وقال علي بن أبي طالب رضه ليس على وجه الأرض شرمن الخوز ولم يكن منهم نبي قط ولا نجيب. وقال عمررضه أن عشت لأبيعن الخوز ولأجعلن أثمانهم في بيت المال.

وفي حكاية آخرى من كان جاره خوزياً فاحتاج إلى ثمنه فليبعه. وسئل فقيه عن رجل حلف أن يطبخ شر الطيور بشر الحطب ويطعمه شر الناس قال ينبغي أن يطبخ رخمة بحطب الدفلى ويطعمه خوزياً. ولا تراهم مع تلك الأموال الجمة والتجارات العجيبة والصناعة النفيسة عندهم من التمييز والتدبير ماعند غيرهم، إذا ترعرع أولادهم طرحوهم في الغربة وابلوهم بالأسفار والكسب فيتيهون من بلد إلى بلدا ولا حظ لهم في علم ولا أدب. والخوز ما علا عن الأهواز لأن أكثر أهل الأهواز ناقلة من البصرة وفارس. وكنت يوماً أسير مع أبي جعفر بن محسن بالاهواز فشاجره بعض السوقة فقال له أنتم معاشر الخوز لا خير فيكم، فقال له السوقي الخوز ما كان فوق الأهواز مثل العسكر وجندى سابور والسوس وأما نحن فعراقيون. وسمعت أن أهل بصنا وبيروت وما يقع في ذلك الصقع لهم اذناب بين القبل والدبر مثل الأصابع، ألا ترى أن أهل العراق يقولون لهم في الشتيمة يا خوزي يا ذنباني، والرجل الذي وجد في الخوارج حين قاتلوا أمير المؤمنين علياً رضه ودل عليه وقال له ثدي كثدي النساء كان من هذه البقعة التي ذكرنا. وتراهم مصفرين من غير علة أصحاب غل وحسد وغلو في المذهب غفر الله لنا ولهم ولا وأخذنا بما ذكرنا من عيوبهم فأنا لم نرد هتك سترهم ولا إبداء عيوبهم ولكن أوضحنا ما روي فيهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وهذا شكله ومثاله مبلغ جهدنا وغاية علمنا وبالله نستعين ونستوقف ونعتصم ونستهدي.

أعلم أن هذا الإقليم كان يعرف قديماً بلأهواز وسبع كورها والآن قد تعطلت بعض تلك الكورواختلف في بعض وناقض أصولنا بعض، وقد قلنا أن مثل الملوك في علمنا مثل الصحابة في علم الشريعة إذا قال أحدهم قولاً لم يعلم له مخالف من الصحابة عمل بقوله وكان حجة، وكان عضد الدولة من اجلة ملوك زمانه لأن له في الإسلام آثاراً وعجائب ألا ترى إلى مدنه التي بناها وأنهاره التي كراها والأسماء التي اخترعها والأشياء التي ابتدعها. وقد كان يسمى هذا الإقليم سبع الكور وتعارف الناس ذلك فاتبعناه فى ذلك إذ لم نجد له مخالفاً. فأولها من قبل الجبال السوس ثم جنديسابور ثم تستر ثم عسكرمكرم ثم الأهواز ثم رام هرمز ثم الدورق هذه الأسامي تجمع الكور والقصبات وهن قليلات المدن والإقليم قريب الأطراف.

فأما السوس فإنها كورة من تخوم العراق وحد الجبال بها مزارع الرز والأقصاب ويطبخ بها سكر كثير. من مدنها: بصنا، متوت، بيروت، البذان، قرية الرمل، كرخة. وأما جنديسابور فإنها كورة عمرها سابور بن فارس وأضافها إلى نفسمه متصلة بتخوم الجبال نزيهة ويقال إنها كانت مركز الملوك في القديم يطبخ بها سكر كثير. من مدنها: الدز، الروناش، بايوه، قاضبين، اللور. وأما تستر فإنها كورة كثيرة الفواكه والأعناب والاترنج والثمار عامتها تحمل إلى الأهواز والبصرة، لم أر لها مدينة بعد البحث، ولذلك قدمنا الإحتجاج في بابها وذكرنا أنها تخالف أصلنا لأنه لا بد لكل قصبة من مدن كما أنه لا بد لكل قائد من جند فإن قيل قد نقضت ما أوردته في سرخس فالجواب سرخس لا تسمى كورة وهذه تسمى كورة والأسماء في هذا الباب للملوك وأما العسكر فإنها كورة جليلة يشقها ويحيط بها ثلاثة أنهار وبها رستاق المشرقان لها من المدن: جوبك، زيدان، سوق الثلثاء، حبك، ذو قرطم، برجان خان طوق، سوق العسكر، يوم الجمعة، ثم إلى خان طوق ست مدائن على اسامي أيام الجمعة لكل يوم سوق. وأما الأهواز فإن سابور لما بناها جانبين سمى أحدهما باسم الله عز وجل والآخر باسمه ثم جمعهما باسم واحد فاسمها هرمزداراوشير ثم طرح اسمه وبقي داراواشير ثم سمتها العرب الأهواز، وهي كورة يدخل فيها ما خرب وتعطل من الكور القديمة وهي مناذر الكبرى، ونهر تيرى، وبلد، اجتزنا بها في نهر الريان فرأيت بناء عجيباً وسمعت أنها كانت من دجلة الى نهر خوزستان. فقلت لقاضي الخوزية وكنت معه قي المركب ما الذي دهاها. قال: نزل عليها المبرقع لما استجاب له الزنج فجاوبوه فجعلوها كما ترى قال: وكانت اجل من البصرة وذكر أن الناس إلي اليوم ينبشون منها أموالاً كانوا قد كنزوها وأواني من الصفر وغير ذلك. والذي عرفت من مدن الاهوأز نهر تيرى، مناذر الكبرى، مناذر الصغرى، جوزدك، بيروه، سوق الأربعاء، حصن مهدي، باسيان، شوراب، بندم، الدورق، وسنة، جبي. وأما الدورق فإنها كورة تتاخم العراق على القرنة من مدنها: آزر، أجم، بخساباذ، الدز، اندبار، ميراقيان، ميراثيان. وأما رامهرفز فإنها كورة تتاخم فارس نزيهة عامرة الجبال كثيرة النخيل والزيتون والحبوب لا حظ لها في السهل إلا اليسير ولا مزارع فيها لقصب السكر ولا يبلغ إليها أنهار الإقليم ولهم نهر على حدة. من مدنها: سنبل، إيذج، تيرم، بازنك، لاذ، غروة، بابج، كوزوك، كلهن جليلات جبليات.

السوس: قصبة عامرة طيبة ولهم في الخير رغبة، بها أسواق بهية وأخباز حسنة ومياه جارية تدير في البلد الأرحية، ولها حمامات جيدة وحلاوات رخيصة نزيهة ونعم كثيرة وسواد حسن وقصب عجب وعلم وقرآن وحديث وأدب سنة وجماعة وجامع سوي على أساطين مدورة غير أنهم حنابلة، وفي الصيف غير طيبة. ثم ترى دور الزناء عند أبواب الجامع ظاهرة ثم لا ترى لقرائهم ولا لمشايخهم هيبة ولا لمذكريهم قيمة ولا حسبة، ويقطعون أوقاتهم بالرقص وأكثرهم حبية والمدينة خربة والناس يسكنون الربض، وقد كانت حصينة على نشزة عجيبة إلا أن جيوش عمر حاربوهم حرباً عظيماً فهدموها. وقبر دانيال في نهر خلف المدينة وعلى حافة النهر قبال القبر مسجد حسن والقبر لا يدري إنما ينزل في الماء وله قصة. بصنا: صغيرة غير أنها عامرة رجالهم ونساؤهم ينسجون الأنماط ويغزلون الصوف، ولهم نهر يسمونه دجلة فيه سبعة أرحية في السفن، والجامع حسن على باب المدينة من نحوالنهر، والنهرمنها على رمية سهم وعليها حصنان محكمان مصلى العيد بينهما. بيروت: كبيرة بها نخل كثيريسمونها البصرة الصغرى، ويقال أنها كانت قصبة كورة في القديم ورأيتها من البعد وأنا سائر من البذان أريد بصنا. كرخة: عامرة طيبة صغيرة سوقها يوم الآحد شربهم من نهر وعليها حصن ولها بساتين. وسائر المدن نزهات عامرات والإقليم كله أنهار تجري.

جنديسابور: كانت قصبة عامرة جليلة وبلدة قديمة وكانت مصر الإقليم والآن قد اختلت وغلب عليها الأكراد، وظهر فيها الجور والفساد. غير أنها كثيرة السكر وسمعتهم يذكرون أن عامة سكر خراسان والجبال منها، وهم أهل سنة ولهم نهران وطرز كثيرة وضياع جليلة ومزارع الأرزاز والرخص والخيرات وبها فقهاء ومياسير. اللور: على حد الجبال ويقال أنها مضافة منها إلى هذا الإقليم وبها طرز كثيرة غير أن سكرها ليس بالجيد. ولم أدخل بقية المدن.

تستر: ليس بالإقليم أطيب ولا أحصن ولا أجل من هذه، يدور حولها النهر ويحدق بها البساتين والنخل، معدن كل حاذق في عمل الديباج والقطن، قد جمعت الأضداد، وفاقت البلاد، واشتهرت في العباد. وهي التي قيل أنها جنة ترعاها الخنازير، ولا تسأل عن الفواكه والخيرات ولقد استطبتها واستحسنتها ترى أسواقاً سوية وخصائص كثيرة يرحل إليها من المشرق والمغرب ولهم مياه باردة تجري تحت الأرض إلا أن جامعهم لطيف والحر عندهم شديد وجسرهم طويل وليس غيره طريق وكثيراً ما يضل في أسواقها الغريب، وبالجانب الآخر عمارة يسيرة ومقابرهم وسط البلد والجامع وسط الأسواق في البزازين وعلى باب البلد سوق بز آخر، وعند الجسر موضع نزيه به القصارون ومن أراد ركوب السفينة إلى العسكر احتاج أن يمشي نحو فرسخ، ولها قرى يا لك من قرى بلا منابر. العسكر: كان للحجاج بن يوسف غلام إسمه مكرم نزل بعسكره هذا الموضع فاستطابه وانحاش الناس إليه وعمر فسمى عسكر مكرم. وهي قصبة لا يرى بالأعجام أنظف منها، ثمرطيب بهي الأسواق كثير الخيررخيص الحلواء حسن الأخباز، ولهم خصائص وبه متاجر، ولهم عقلاء فهماء وأكثرهم علماء تراهم يدرسون في المسجد إلى ضحى غيرأنهم قد بغضوا أنفسهم إلى الناس بعلم الكلام، وخالفوا بالإعتزال الإسلام، حتى ذمهم المذكرون والعوام. وبها علة دواءها الأثام، وكزودا تقتل بالسمام، فليس للغريب بها مقام. دخلتها صلاة الغداة وخرجت منها المغرب وهي جانبان أعمرهما الذي يلي العراق وبه الجامع ومعظم الأسواق، وبين الجانبين جسران من سفن. وسائر المدن على أنهار وبهن طرزكثيرة بخاصية المشرقان وما يدريك ما المشرقان. والأصوب أن تكون خان طوق من مدن الأهواز.

الأهواز: هو مصر الإقليم ضيق منتن ذميم، لا دين ولا لهم أصل كريم، ولا فقيه إمام ولا مذكر حكيم، ولا وقت طيب ولا قلب سليم، الغريب به في حيرة سقيم، ولا عيش هنيء فيه أيضاً للمقيم، بقٌ وبراغيث وكرب عظيم، في الليل دبس وفي النهار حر السموم. أبداً يرقبون الشمال ويخافون الجنوب عقارب وحيات وماءٌ حميم، وقوم سوء في شر مضر وضيق وشؤم. يجبى إليه الفواكه من مكان سحيق، ومن البعد يجلب إليه الدقيق. ثم سواد يابس، وجبل عابس، وسوق طفس. وتراب سبخ ليس لقارئهم طيبة، ولا لجامعهم حرمة. ولا لبلدهم رئيس، ولا لفقيههم مجلس. أهل مباراة وتعصب، ومماراة وتقلب. ترى أهل البلد حزبين، وفي الصحابة فريقين. إلا أنه خزانة البصرة ومطرح فارس واصفهان وبه قياسير حسنة وأخباز نظيفة وآدام تجتمع الخزوز والديباج وإليه تحمل البضائع والأموال وهو مغوثة وفرجة للتجار، ومنهل عامر لكل مار، واسمه كبير في الأقاليم والأمصار. شتاؤه طيب والخريف لولا الذباب،والربيع أيضاً لولا براغيث كالذئاب، وهو مع ذلك رفق بالضعيف في الثياب. يكون مثل الرملة ذو جانبين إلا أن الجامع ومعظم الأسواق في الجانب الفارسي، والجانب العراقي جزيرة خلفها عمود النهر على ما ذكرنا من فسطاط مصر، بينهما قنطرة هندوان من الأجر عليها مسجد يشرف على النهر حسن، وقد كان عضد الدولة هدمها وبناها مع المسجد بناء عجيباً لتضاف إليه، فأبى الناس أن يسموها إلا قنطرة هندوان، وعلى هذا النهر دواليب عدة يديرها الماء تسمى النواعير ثم يجري الماء في قني متعالية إلى حياض في البلد وبعض يجري إلى البساتين، ويمد العمود من خلف الجزيرة نحو صيحة إلى شاذروان قد بني من الصخر عجيب يتبحر الماء عنده، وثم فوارات وعجائب، والشاذروان يرد الماء ويفرقه ثلاثة أنهار تمده إلى ضياعهم وتسقي مزارعهم وهم يقولون لولا الشاذروان ما عمرت الأهواز ولا انتفع بأنهارها، وفي الشاذروان أبواب تفتح إذا كثر الماء لولاها لغرقت الأهواز وتسمع للماء المنحدر صوتاً يمنع من النوم أكثر السنة وزيادته تكون في الشتاء لأنه من الأمطارل لا من الثلوج، ونهر المشرقان يشق في أسفل البلد إلا أنه يجف عامة السنة ويتبحر الماء بموضع يسمونه الدورق. والأهواز بهذه الأنهار طيبة والسفن تذهب وتجيء وتعبر مثل بغداد، ويفترق الأنهار في أعلى البلد وتجتمع بأسفله في موضع يقال له كارشنان ومن ثم تركب السفن إلى البصرة، ولهم طواحين على الماء عجيبة. سوق الأربعاء: على شعبة من هذا النهر ذات جانبين بينهما قنطرة من خشب تجري تحتها السفن والجانب العراقيٌ أعمر وفيه الجامع. حصن مهدي: عامرة بها تجتمع أنهار الإقليم كلها ثم تفيض إلى البحر وبها حصن بناه مهدي وهي ثغر لقربها من البحر، وهناك رباطات وعباد الجامع على الشط وبها مجتمع الطرق. وسائر المدن على أنهار لها جزر ومد وبها نخيل ومزارع، وأعمر سواد الأهواز نحو سوق الأربعاء وما يدخل في ذلك الصقع.

الدورق: قصبة عامرة متطرفة من نحو العراق على نهر، ذات رستاق واسع، وسوق كبير وخصائص وخيرات حسنة الوضع، ومعدن الخيش، وهي أصغر من السوس وسوقها متشعب والجامع على طرفه، شربهم من النهر، وإليها يقصد حجاج فارس وكرمان. ميراثيان: ذات جانبين ولها أسواق عامرة في كل جانب جامع. ميراقيان: لها رستاق واسع على نهر يصل إليه المد والجزر وبه قرى كثيرة وأعمال نفيسة. جبي: عمل واسع ذو قرى عامرة وأنهار ونخيل ومنها كان أبو علي رأس المعتزلة. ومن الناس من جعل عبادان من هذه الكورة وإنما هي من العراق. فإن قيل إنما جعلناها من هذا الإقليم لاتفاقهم في اللسان ولأن لها نظائر في هذا الإقليم في القافية، ألا ترى أنك تقول عبادان مثل ما تقول باسيان ميراقيان البذان. فالجواب أما اتفاقهم في اللسان فليس بحجة لأن سواد البصرة كلهم عجم، وأما موافقتها هذه المدائن في آخر أساميها فإن لها أيضاً نظائر من مدن البصرة في هذا المعنى مثل بدران رومان وشق عثمان. فإن قيل ما قلناه أول لأن هنا ترجيحاً ليس معكم وذاك أنها توافق الإقليم أيضاً في هذه العلة ألا ترى أنك تقول خوزستان. فالجواب يجب أن تجري العلة في جميع المعلولات وتعم سائر النظائر. فنقول أن شامان وسليمانان أيضاً من خوزستان. فإن ارتكب ذلك قيل له فما تنكر على قائل يقول أن عبادان من جزيرة العرب لأن لها نظائر فيها وهي عمان نجران سمران. فإذا لم يجر أن نجعلها من الجزيرة من أجل هذه العلة علمت أنها لا تشبه بدليس لما قسناها على تفليس لأنا لم نجد بأقور موضعاً على هذه القافية ووجدنا بالرحاب عدة من مدن وقرى.

رام هرمز: قصبة كبيرة بها أسواق عامرة وخيرات كثيرة وجامع بهي عنده أسواق في غاية الحسن. بناها عضد الدولة ما رأيت أعجب منها نظيفة ظريفة قد زوقت وبربقت وبلطت وظللت وجعل عليها دروب تغلق في كل ليلة. يسكنها البزازون والعطارون والحصارون، وفي سوق البز قياسير حسنة شربهم من نهر وآبار والنهر بالنوب. وقد حفت بها النخيل والبساتين، وبها دار كتب كالتي بالبصرة والداران جميعاً اتخذهما ابن سوار وفيهما اجراء على من قصدهما ولزم القراءة والنسخ، إلا أن خزانة البصرة أكبر وأعمر وأكثر كتبا، وفي هذه ابدا شيخ ئدرس عليه الكلام على مذاهب المعتزلة، ومصلي العيد على طرف البلد بين الدور. وهو بلد نفيس إلا انهم يحتاجون في ليالي الصيف إلى الكلل مع كثرة البق، يد خفت اطرافها وغلب السلطان على ضياعها. ودخلت على رئيسها ابى الحسن بن زكرياء وقد كان سكن فلسطين مدة مديدة. فقال: لقد ندمت على مفارقة تلك الديار ورجوعي إلى بلد لا أرى به قرة عيني وإذا به يتوسل ويجتهد أن يعطى من ضياعه التي اخذت منه مقدار قوت فلا يعطي. ثم الطرق إليها صعبة والعرب بها محيطة وترى طباعا ردية ورؤساء وحشية. إيذج: هي اجل مدن الكورة وسلطانها يقوم بنفسه، تكون مثل اسداواذ وسط الجبال يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الاهواز والنواحي وشربهم من عين شعب سليمان ومزارعهم على الامطار ولهم ماءٌ اخر، كثيرة البطيخ والخيرات وهي في هودة. كوزوك: جبلية أيضاً لا يئ تمطع منها العنب كثيرة البنفسج والريحان طيبة. غروة: من المذكورات على ما ذكرتا من العفارات. لاذ: جبلية أيضاً. وكل مدن هذه الكورة من هذا الجانب الواحد وسائر الوجوه بوادٍ.

/ 135