إقليم الديلم - احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم - نسخه متنی

شمس الدین ابو عبداللّه محمد بن احمد مقدسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إقليم الديلم

هذا إقليم القز والصوف به صناع حذاق، وفواكه تحمل إلى الآفاق، وبزه معروف بمصر والعراق. كثير الأمطار، مستقيم الأسعار. مصر ظريف، ولهم عمل لطيف. يجلون الشريف، ويرحمون الضعيف. كبراء في الفقه واجلة في الحديث رجال في القتال وكلٌ عفيف، رسوم حسان وذيل نظيف، بحر عميق به مدن تطيف. به أسماك سرية وضياع جليلة وفواكه لذيذة وأشياء متضادة وأرزاز كثيرة، به تين وزيتون وأترنج وخرنوب، كثير العناب، حسن الأعناب، رساتيق رحاب، ومدن طياب، وخيش عجاب. واسم كبير، وماءٌ غزير، ودخل كثير، وبزٌ خطير. وإنما نسبناه إلى الديلم لأن به ديارهم وفيه ملكهم ومنه منبعهم وهم اليوم قوم قد استولوا على ما يصاقبهم من البلدان واحتووا على أئمة الإسلام، وأذعن لهم الخاص والعام. ولم نجد لهذا الإقليم إسماً يجمع كوره فأضفناه إليهم ولقبناه بهم لنفصل كوره ونشهر أمره وليس هو بالكبير ولا مدنه بالكثير ولولا أن إسم الجبال مشتق ولها من العراق حظاً لأضفنا هذا الإقليم إليها وجعلنا الري مصرها وقومس من نواحيها. وهذا شكله ومثاله.

وقد جعلناه خمس كور أولها من قبل خراسان قومس ثم جرجان ثم طبرستان

ثم الديلمان ثم الخزر، والبحيرد متوسطة فني هذه الكور غير قومس فإنها متعالية في الجبال متوسطة بين الري وخراسان تفصل بينها وبين البحيرة كورة طبرستان. فأما قومس فإنها كورة رحبة نزهة حسنة الفواكه وهي ثمانون فرسخاً في سبعين وأكثرها جبال قليلة المدن خفيفة الأهل كثيرة الأنعام ثقيلة الخراج معتدلة الهواء، قصبتها الدامغان ومدنها سمنان، بسطام، زغنه، بيار، مغون. وأما خرجان فإنها كورة سهلية جبلية لولا البرد لعملت فيها النخيل ذات أترنج وزيتون وعناب وتين، غزيرة الأنهار كثيرة البساتين لها رستاق جليل والخيرات بها كثير والبحر قريب والمصر ظريف والإسم كبير والخراج ثقيل، إسم القصبة وهي مصر الإقليم شهرستان، ومن مدنها: أستراباذ، وآبسكون، ألهم، آخر،ا لرباط. وأما طبرستان فإنها كورة سهلية بحرية ولها أيضاً جبال، كثيرة الأمطار قشفة كربة وسخة مبرغثة، عامة أخبازهم الأرز كثيرة الأسماك والثوم وطير الماء، وبها مزارع الكتان والقنب قصبتها آمل ومن مدنها: سالوس، ميلة، مامطير، ترنجى، سارية، طميسة، هري، بود، ممطير، نامية، تميشة. وأما ا لديلمان فإنها كورة في الجبال صغيرة المدن، لا ترى لهم لباقة ولاعلم ولا ديانة بل ثم دولة ورجلة وهيبة، ولهم رسوم عجيبة وقرى كثيرة وقد أضفنا إليها الجيل لأن أكثر الناس لا يكادون يفرقون بينهم، فقصبة الديلم بروان ومن مدنها: ولامر، شكيرز، تارم، خشم، وللجيل: دولاب، بيلمان شهر، كهن روذ. وأما الخزر فإنها كورة واسعة خلف البحيرة، قشفة كربة كثيرة الأغنام والعسل واليهود بآخرها سد ياجوج وماجوج وعلى تخومها بلدان الروم، ولها نهران أكثر مدنهم عليهما يقلبان في البحيرة، وعلى تخومها من قبل جرجان جبل بنقشله قصبتها إتل ومن مدنها: بلغار، سمندر، سوار، بغند قيشوى، خمليخ، بلنجر، البيضاء. الدمغان: قصبة صغيرة في حصباء خربة الأطراف ردية الحمامات لا حسنة الأسواق ولا كثيرة الأجلة غير إنها جيدة الهواء وفي أهلها وطاءٌ، عليها حصن بثلاثة أبواب باب الري باب خراسان باب. ولهم سوقان سفل وعلوكدار صغيرة وقف على رباط أفراوة ودهستان وأبناء السبيل ولا يخرج منه كريٌ ولا تقبل عليه زيادة فهم يتوارثونه، والجامع في الأزقة بهيٌ نظيف ولهم حياض مثل حياض مرو. سمنان: على الجادة بها جامع لطيف في السوق وماء يخترقها بالنوبة وحياض تملأ منه وقد خفت، وقبلها قرية سمنانك من نحو الري بها سوق حارٌ. بسطام: خفيفة الأهل كثيرة البساتين حسنة الفواكه نزهة الرستاق ظريفة الجامع كإنه حصن وسط الأسواق، ولهم ماءٌ جارٍ. مغون: على سكة خراسان، وزغنة زريعة حسنة الثمار. بيار: بلدة لها قلعة وأسوار، ومزارع وأنهار، وكروم وثمار، وذكرٌ بالإقليم والجبال ولهم بخراسان أعمال وإيسار، مع دين ورجلة وإعمار. وفي الأب أئمة وأعلام، معدن الإبل والأسمان والأغنام، وحذق في بناء وإرسام، ومروات وصدقات وإسلام، وصلاح عليه الخاص والعام. لا ترى النساء في البلدة بالنهار، ولا بها قيان ولا خمار ولا بدعة يراها الفريقان ولا غيرحنيفي لهم فقيه ونظار، ومع ذاك لهم إسم في الأقطار. وفي الإفروشة عندي علم وأخبار، وفي الاملاك أعاجيب وأسمار. مياسير بأموال وإنعام، مشاهير بالطاف وإكرام. إلا أن لها عيوباً وأحزاناً ليس بها منبر على رسم البلدان، والسوق في الدور والباعة نسوان. لا يؤدون طاعة لسلطان، والماء ضيق لأرض وبستان. بالطرجهارة يقسم على رسم أرجان، وتعصب وحش مع أصحاب كرام ومرجوعة من الديلم إلى آل سامان. والأرحية تحت الأرض والماء محدار، وكونها بمفازة غير مختار. وهي بحصنين بينهما منازل المسجد الكبير في الحصن الداخل منه باب واحد وفي سطه قلعة هائلة خراب وللحصن الخارج ثلاثة أبواب محددة والبيادر داخل الحصن، وإنما استقصينا وصفها كالقصبات لأن أصل أخوالي منها وكل قومسي تراه ببيت المقدس فأعلم أنه منها وقد كانوا عرفوا جدنا أبا الطيب الشوا وذكروا أنه رحل إلى الشام مع ثمانية عشر رجلاً أيام الحمرية.

شهرستان: هي مصر الإقليم وقصبة جرجان، كثيرة الفواكه والزيتون والرمان. ومشاكلة رملة فلسطين في البلدان، لها بهاءٌ وآئين أهل مروة وإتقان. وفيهم وطاءٌ وظرف ولطف وإحسان، حسنة الأسواق والمساجد والأتيان. جيدة البطيخ والحلواء والباذنجان، وكإنما عجن الخبز بالزيت والأدهان. بها النارنج والأترنج والعناب، والنخل لولا برد يفسد الأرطاب. وسمك عجيب شبه ثيران، فهي بلدة سرية عظيمة القدر والشان. وأنهار عليها جسور وطيقان، وبها علم ودين وأشياخ وأموال وقد زخرفوا الجامع وأزروا الحيطان. وهو بنصفين كفسا وبغداد وعلى الرسم حذاء المنبر دكان، وأزاء دار الأمير إلى ثم ميدان. وأذان بتطريب وألحان، والخطيب حنفي والأقامة إثنان. ولها البحر ورستاق دهستان، وقد غابت في رياض وأشجار وأقصاب، وخرماروذ فلا تنسى فآفة العلم نسيان. به تين وزعرور ورمان، بلا منع ولا طرد ولا دفع إثمان. وأجبال عامرة على نعت لبنان، وخانات ظريفة ومسجد دينار فهذا صحيح كله ولكن فاسمع الآن. هو مصرٌ حره شديد مع كرب وذبان، وبراغيث ضارية إليها صرفنا إسم كركان. والتين حماء والماء آكران، ومن حلها من بلده فليعدد الأكفان. فإن بها منجلاً يحصد الأبدان، وتراهم على رأس الجمل يوم النحر حزبان. فمجروح ومضروب وحيران، ولا يفارقهم هرج وقتل وجيشان. جيش من الديلم والآخر من ترك سامان، وتعصب وحش عليه الفريقان، وتشيع مفرط مع خلق قرآن، لها تسعة دروب أولها درب سليمان. ثم درب القوميسيين ثم درب الشارع حيان، ثم درب كنده ثم درب الباذنجان ودرب الباركاه قبله درب خراسان، فهذا ما اتقنته من وصف جرجان. بكراباذ: ملتزقة بها بينهما نهر وقناطر وهي شبه مدينة عامرة بها مساجد ومشايخ وأجلة، والمقابر ممتدة تقابل المصر على نهر بجسر، ولهم نهر آخر في العراض يسمى طيفوري أنظف وأعذب من الآخر، ولهم آبار حلوة. أستراباذ: أطيب هواءً وأصح ماءً من جرجان عامتهم حوكة القز حذات فيه، وقد خرب حصنها وانطم الخندق، والجامع في السوق على بابه نهر. آبسكون: بحرية عليها حصن من آجر، والجامع في السوق، والنهر طرف البلد، وهي فرضة جرجان ومطرح الرحاب. هري: بحرية دون آبسكون وأخف أهلاً وفيهم نحافة. آخر: مدينة رستاق دهستان على يمنة الطريق إلى الرباط، بها منارة ترى من البعد في وسط القرى، وجميع قرى دهستان أربع وعشرون قرية وهي من أجل أعمال جرجان. ارباط: على فم المفازة قد خرب السلطان حصنه وكان بثلائة. أبواب، وهو عامر ظريف مساجد حسنة وأسواق بهية ومنازل لطيفة وأطعمة طيبة ليس به جامع، والمسجد العتيق فيه سواري خشب وله نور وهو أسفل الرباط بموضع يشبه الدندانقان وفي وسط ذلك الموضع مسجد بمنارة لاصحاب الحديث، وسائر المساجد لأصحاب أبي حنيفة رحمه الله. آمل: قصبة طبرستان بلدة لها ذكر وشان، بها ثياب عجيبة حسان. ومرافق وخصائص وبيمارستان، ولهم مع ذلك جامعان. في العتيق نهر وأشجار يلي في طرفٍ الأسواق، والآخر بقربه أحاط بكل جامع رواق. ونهر يدير أرحية رقاق، حسنة وجوههم وضية رشاق، متجر مفيد وحاكة حذاق. كثير ذكره وهم تجار، ولا تسأل عن طيب نكهة ورقة أخصار. ونظر بعيد بحسن أبصار، فالثوم طيبها والأرز دقها وجلا العيون أنهار، بها علم كثيرلا تخلو من إمام ونظار. إلا أن خبزهم أثير، وأدمهم كريه وعيبهم كثير. وبقهم عجيب وفسقهم عظيم وغيثهم مديد وحرهم شديد ودورهم حشيش ورسمهم خسيس، خبز الحنطة يسكر وطير الماء يزمن والبراغيث تلقلق والبيت يكف والهواء قشف والكلام عجل والبلد وضر والسوق قذر والصيف مطر. سالوس: بها قلعة من حجارة، الجامع على جانب. سارية: عامرة لها علوم وثياب فاخرة وأسواق وأخلاق طاهرة، حصينة تخندق وجسور هائلة، في الجامع نارنجة بأروقة دائرة، وفي قنطرة الجسر تينة ظاهرة تأملها لتعرف أوصاف الباهرة، وأسباباً عاينتها لا هي بالعارية وإني صادق أريد الآخرة.

بروان: هي قصبة الديلم صغيرة لا سرية ولا جليلة ولا ظرف ولا شريفة، ولا منازه طيبة لفيفه. ولا منازل رشيقة أنيفه، ولا أسواقها بالواسعة العطيفة. ولا بلدانها كبيرة ظريفة، ولا جوامع بل في قرى كنيفة، غير أنهم في جلادة عجيبة ومنبع العساكر الأليفة. وحيث مستقر السلطان يسمى شهرستان قد حفر ثم بئر إلى أسفلها فيها أموالهم وآلاتهم. سلاروند: بها قلعة يقال لها سميروم عليها سباع ذهب وشمس وقمر وبيوتهم لبن. خشم: هي مدينة الداعي لها سوق عامر وعلى طرف الأسواق جامع والنهر منها على جانب عليه جسر هائل وثم دار الأمير وهي صغيرة، كذلك تارم الطالقان: كبيرة عامرة نبيلة ليس في الكورة مثلها وقد كان يجب أن تكون حضرة السلطان وعندى إنهم كرهوا ذلك لتطرفها، بها علماء وأجلة وفيهم ظرف. دولاب: هي قصبة الجيل بناؤهم من جص وحجر والجامع على طرف، وهو بلد طيب وسوق حسن وقدام الجامع سهلة خلفه موصع يجتمع فيه المياه. كهن روذ: قريبة من النهر بناؤهم بعض حجر وبعض خركاهات والجامع وسط البلد. موغكان: قد خف أهلها وقل خيرها وبقية مدن الجيل على الساحل. إتل: قصبة كبيرة على نهر يمد إلى البحيرة يقال له إتل وإليه أضيف إسم البلد، على شطه من نحو جرجان حولها وفيها أشجار، بها مسلمون كثر، وكان ملكهم يهودياً له رسوم وحكام مسلمون ويهود ونصارى وعبدة الأوثان، وسمعت أن المأمون غزاهم من الجرجانية وملكه ودعاه إلى الإسلام ثم سمعت أن جيشاً من الروم يقال لهم الروس غزوهم وملكوا بلادهم. وهي بلد عليها سور وهي مفترشة الدور تكون مثل جرجان أو أكبر، أبنيتهم خيم وخشب ولبود وخركاهات إلا القليل فإنه طين، وقصر السلطان من آجر له أربعة أبواب أحدها إلى ناحية النهر يعبر إليه في السفن والأخر إلى الصحراء، وهي قشفة يابسة لا نعم ولا فواكه، خبزهم الأثير وأدامهم السمك. بلغار: ذات جانبين بنيانهم خشب وقصب، والليل ثم قصير، والجامع في السوق ومذ كانوا مسلمين غزاة، وهي على نهر أتل وأقرب إلى البحيرة من القصبة. سوار: على هذا النهر بناؤهم خركاهات ولهم مزارع كثيرة والخبز بها واسع. خزر: على نهر آخر من نحو الرحاب ذات جانب واحد وهي أرحب وأنزه مما ذكرنا وقد كانوا رحلوا عنها إلى ساحل البجر وقد عادوا الآن إليها وأسلموا بعد ما كانوا يهوداً. سمندر: بلد كبير عند البحيرة بين نهر الخزر وباب الأبواب، دورهم خيم، الغالب عليها النصارى قوم أوطياء يحبون الغريب إلا أنهم لصوص، وهي أرحب من خزر لهم بساتين وكروم كثيرة بنيانهم خشب منسوجة بالقضبان وسطوحهم مسنمة وبها مساجد كثيرة.

البحيرة: بعيدة القعر مظلمة وجشة والسفر فيها أصعب منه في البحرين لا ينتفع منها بشيءٍ غير السمك، مراكبهم بها مقيرة كبار مسمرة ليس فيها جزيرة مسكونة، ولو أن رجلاً دار حولها لأمكنه لأن الأنهارء الفائضة فيها ليست بالكبار إلا نهر الكر ونهر الملك، وفيها جزائر وغياض ومياه ودواب وبها جزيرة يرتفع منها الفوة الكثيرة، ويقع سد ياجوج وماجوج من ورائها على نحو من شهرين.

سد ذي القرنين: قرأت في كتاب ابن خرداذبه وغيره في قصة هذا السد على نسقٍ واحدٍ، واللفظ والأسناد لابن خرداذبه لأنه كان وزير الخليفة وأقدر على ودائع علوم خزانة أمير المؤمنين مع إنه يقول حدثني سلام المترجم أن الواثق بالله لما رأى في المنام كأن السد الذي بناه ذو القرنين بيننا وبين ياجوج وماجوج مفتوح وجهني وقال لي عاينه وجئني بخبره، وكان الواثق وجه محمد بن موسى الخوارزمي المنجم إلى طرخان ملك الخزر وضم إلي خمسين رجلاً ووصلني بخمسين ألف دينار وأعطاني ديتي عشرة آلاف درهم وأمر بإعطاء كل واحد من الخمسين ألف درهم ورزق سنة وأعطاني مائتي بغل تحمل الزاد والماء. فشخصنا من سر من رأى بكتاب الواثق إلى إسحاق بن إسماعيل صاحب أرمينية وهو بتفليسر في أنفاذنا، وكتب لنا إسحاق إلى صاحب السرير ثم كتب صاحب السرير إلى الملك اللان ثم كتب صاحب اللان إلى فيلان شاه ثم كتب فيلان شاه إلى طرخان ملك الخزر فأقمنا عنده يوماً وليلة حتى وجه معنا خمسة أدلة، فسرنا من عنده ستة وعشوين يوماً ثم صرنا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة وكنا قد تزودنا قبل دخولنا إياها خلا نشمه، فسرنا فيها عشرة أيام، ثم صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها سبعة وعشرين يوماً، فسألنا عن تلك المدن فقيل هي التي كانت ياجوج وماجوج يتطرقونها فخربوها ثم صرنا إلى حصون بالقرب من الجبل الذي السد في شعب منه وإذا في تلك الحصون قوم يتكلمون بالعربية والفارسية مسلمون يقرأون القرآن لهم مساجد ومكاتب. فسألونا من إين أقبلنا فأخبرناهم إنا رسل أمير المؤمنين، فاقبلوا يتعجبون ويقولون أمير المؤمنين فنقول نعم، فقالوا: شيخ هو أم شابٌ فقلنا شابٌ، فقالوا: إين يكون، فقلنا بالعراق بمدينة يقال لها سر من رأى، فقالوا: ما سمعنا بهذا قط. ثم صرنا إلى جبل أملس ليس عليه خضراء وإذا جبل مقطوع بوادٍ عرضه مائة وخمسون ذراعاً، وإذا عضادتان مبنيتان مما يلي الجبل من جنبى الوادي عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعاً الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب وكله مبنيٌ بلبن من حديد مغيب. في نحاس في سمك خمسين ذراعاً وإذا دروند حديد طرفاه على العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعاً قد ركب على ائعضادتين على كل واحدة بمقدار عشرة أذرع في عرض خمسة، وفوق الدروند بناءٌ بذلك اللبن الحديد في النحاس إلى رأس الجبل وارتفاعه مد البصر، وفوق ذلك شرف حديد في طرف كل شرفة قرنان يثنى كل واحد إلى صاحبه وإذا باب حديد مصراعين مغلقين عرض كل مصراع خمسون ذراعاً في ارتفاع خمسين ذراعاً في ثخن خمسة أذرع وقائمتاهما في الدروند على قدره، وعلى الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ باع في الإستدارة، وارتفاع القفل من الأرض خمسة وعشرون ذراعاً، وفوق القفل بقدر خمسة أذرع غلق طوله أكثر من طول القفل، وقفيزاه كل واحدة منهما ذراعان، وعلى الغلق مفتاح معلق طوله ذراع ونصف، وله إثنا عشر دندانكة كل دندانكة كيد أعظم ما يكون من الهواوين معلق من سلسلة طولها ثمانية أذرع في إستدارة أربعة أشبار والحلقة التي فيها السلسلة مثل حلق المنجنيق، وعتبة الباب عشرة أذرع في سمك مائة ذراعاً سوى ما تحت العضادتين والظاهر منها خمسة أذرع وهذا كله بذراع السواد، ورئيس تلك الحصون يركب في كل جمعة في عشرة فوارس مع كل فارس مرزبة حديد في كل واحدة خمسون مناً ويضرب القفل بتلك المرزابات كل رجل ثلاث ضربات ليسمع من وراء الباب الصوت فيعلموا أن هناك حفظة ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثاً، وإذا ضرب أصحابنا القفل وضعوا آذانهم يسمعون فترى لأولاك دويٌ. وبالقرب من هذا الموضع حصن كبير نحو عشرة فراسخ في مثلها، ومع الباب حصنان سعة كل واحد مائتا ذراع، وعلى باب هذين الحصنين شجرتان، وبين الحصنين عين عذبة، وفي أحد الحصنين آلة البناء الذي بني به السد من قدور الحديد، والمغارف على كل ديكدان أربع قدور مثل قدور الصابون، وهناك بقية من اللبن الحديد قد التزق بعضه ببعضٍ من الصدأ. وسألنا من هناك هل رأوا أحداً من ياجوج، فذكروا أنهم رأوا مرة عدداً فوق الشرف فهبت ريح سوداء فالقتهم إلى جانبهم، قالوا وكان مقدار الرجل في رأي العين شبراً ونصفاً. ثم انصرفت بنا الأدلاء إلى ناحية خراسان فخرجنا خلف سمرقند بسبعة فراسخ، وقد كان أصحاب الحصون زودونا ما كفانا ثم صرنا إلى الواثق فاخبرناه. وهذا

يرد قول من زعم انه بالاندلس.رد قول من زعم انه بالاندلس.

/ 135