جانب خراسان - احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم - نسخه متنی

شمس الدین ابو عبداللّه محمد بن احمد مقدسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

جانب خراسان

اعلم إن لهذا الإقليم فضائل تنسب إلى هذا الجانب ويشركه في أكثرها جانب هيطل، إلا أن هذا لما كان أقدم في الاختطاط والفتح في الاسلام وأقرب إلى أقاليم العرب خص بالذكر وعرف عند النسبة. يحكى عن ابن قتيبة أنه قال: خراسان أهل الدعوة وأنصار الدولة لما أتى الله بالاسلام كانوا فيه أحسن الامم رغبة وأشدهم إليه مسارعة منا، من الله عليهم اسلموا طوعاً ودخلوا فيه أفواجاً وصالحوا عن بلادهم صلحاً، فخف خراجهم وقلت نوائبهم ولم يجب عليهم سبي ولم يسفك فيما بينهم دم مع قدرتهم على القتال وكثرة العدد وشدة البأس، فلما رأى الله سبحانه سيرة بني أمية وظلمهم وتعديهم على عترة نبيه عم بعث إليهم جنوداً منها جمعهم من أقطارها وألفهم من نواحيها، فساروا نحوهم كقطع الليل المظلم وما يرتقب منهم عند خروج المهدي أكثر، فهم أهل الدولة والظفر وأنصار الحق إذا ما ظهر. ويقال أن محمد بن عبد الله قال لدعاته أما الكوفة وسوادها فشيعة علي، وأما البصرة فعثمانية تدين بالكف، وأما الجزيرة فحرورية صادقة وأعراب كاعلاج ومسلمون في أخلاق النصارى، وأما أهل الشام فلا يعرفون غير معاوية وطاعة بني أمية وعداوة راسخة وجهلً متراكم، وأما مكة والمدينة فقد غلب عليهم أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بخراسان فإن هناك العدد الكثير والجلد الظاهر وهناك صدور سليمة وقلوب فارغة لم تتقسمها الاهواء ولم تتوزعها النحل ولم يقدح فيها فساد، وهم جند لهم أبدان وأجسام ومناكب وكواهل وهامات ولحىً وشوارب وأصوات هائلة ولغات فخمة تخرج من أجواف منكرة، وبعد فإني أتفاءل إلى المشرق وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق. فلما تمهد له الامر أقامهم مع خلفائهم على أسكن ريح وأحسن همة وأشد طاعة وأجمل سيرة في رعية تتزين بالحسن ولا تعرف القبيح. وقرأت في كتاب بخزانة عضد الدولة: خراسان في غذاء الهواء وطيب الماء وصحة التربة وعذوبة الثمرة وأحكام الصنعة وتمام الخلقة وطول القامة وحسن الوجوه وفراهة المراكب وجودة السلاح والتجارة والعلم والعفة والفقه والدراية ترس في وجوه الترك، أشد العدو بأساً وأغلظهم رقاباً وأصبرهم على البؤس أنفساً وأقلهم تنعماً وخفضاً. وأهل خراسان أشد الناس تفقها وبالحق تمسكاً وقال النبي صلى الله عليه وسلم لينصركم على الدين عودا كما ضربتموه بدأً. يريد أنهم ينصرونكم بالسيوف على دين الله إذا غيرتم وبدلتم كما ضربتموه عليه، فوجد تصديق ذلك وقت أبي مسلم. وأعلم أن هذا الجانب في الحقيقة خراسان وهو أجل الجانبين لان به المصر الاعظم وأهله أظرف وأحلم وبالخير والشر أعلم وإلى أقاليم العرب ورسومهم أقرب وقضباته أبهى وأطيب، وهو أقل برداً في الهواء والناس وأحسن آئيناً وأكثر أجلة وعقلاء من هيطل مع العلم الكثير والحفظ العجيب والمال المديد والرأي الرشيد، به مرو التي قامت بها الدنيا، وبلخ وإليها المنتهى، ونيسابو فلا تنسى واسعة الرقعة جليلة القرى، إلا أن الفساد فيه قد فشا، الخراج مرتين في سنة والضياع أهلها في بلية. وهذه صورته. وقد جعلنا خراسان تسع كور وثماني نواحٍ، ورتبناهن في هذا الفصل على المقادير وعند الوصف على التخوم. فأولها من قبل جيحون بلخ، وفي المقادير نيسابور، وأما النواحي فأجلها قدراً: بوشنج ثبم باذغيس ثم غرجستان ثم مرو الروذ ثم طخارستان ثم باميان ثم كنج رستاق ثم أسفزار، وقد جعلنا طوس وأختيها خزائن لنيسابور، وجعلنا سرخس من المنفردات عن الكور لانها تشكل. فأما بلخ فإنها اسم القصبة أيضاً، ومن مدنها: أشفورقان، سليم، كركو، جا، مذر، برواز. ومن النواحي: طخارستان وهي القصبة أيضاً. ومن مدنها ة ولوالج، الطالقان، خلم، غربنك، سمنجان، اسكلكند، رؤب، بغلان السفلى، بغلان العليا، اسكيمشت، راون، آرهن، أندراب، خست، سراي عاصم. والباميان ومدنها: بسغورفند، سكاوند، لخراب. ولبلخ أيضاً من الرستاق: بذخشان، بنجهير، جاربايه، بروان، جميعهن مدن جليلة وأعمال واسعة. وأما غزنين فأنها كورة جليلة وهي اسم القصبة أيضاً. ومن مدنها: كرديس، سكاوند، نوه، بردن، دمراخي، حش باري، فرمل، سرهون، لجرا، خواست، زاوه، كاويل، كابل، لمغان، بودن، لهوكر. وناحية والشتان ولها ست منابر: ابشين، اسبيجه، مستنك، شال، سكيرة، سيوه، وألف ومائة قرية. وللكورة ألفان ومائتا قرية.

وأما بست فإنها اسم القصبة أيضاً ومن مدنها: جهالكان، بان، قرمه، بوزاد، أرض داور صروستان، قرية الجوز، رخود، بكراواذ، بنجوى، كش، روذان، سفنجاوى، طلقان، ولها ألف ومائة قرية. ومن هذه المدن ما يضاف إلى سجستان وهو خطأ، وأقل من يميزهن تمييزنا. وأبو زيد جعل غزنين وبست من سجستان ومن الناس من يجعلهما كورة واحدة ويسميها كابلستان. وأما سجستان فإنها كورة متصلة العمارة، منقطعة المساكن، قليلة المدن، كثيرة القصور، ومعدن النخيل والحيات. قصبتها زرنج ومن مدنها: كوين، زنبوك، فره. درهند، قرنين، كواربواذا، بارنواذ، كزه، سنج، باب الطعام، كروادكن نه، الطاق.

وأما هراة فإنها القصبة أيضاً ومن مدنها: كروخ، أوفه، مالن، خيسار، استربيان، ماراباذ. ونواحيها: بوشنج، ولها أربع مدن: خركرد، فركرد، كوسوى، كره، وباذغيس وهي ثماني مدائن: دهستان، كوغاناباذ، كوفا، بشت، جاذاوا، كابرون، كالوون، جبل الفضة. وكنج رستاق وهن ثلاث مدائن: ببن، كيف، بغ شور. وأسفزار وهن أربع مدائن: كواشان، كواران، كوشك، ادرسكر وأما جرزجانان فإنها كورة ليس لها قدم الكور، وإنما كانت تضاف إلى نواحي بلخ، وهي اليوم أحد الاصول، ومن أمهات الكور، وسلطانها مقدم، وليست بكثيرة المدن مع قلة أهلٍ، أهل سخاوة وديانة وعلم ودراية. قصبتها اليهودية ومن مدنها: أنبار، برزور، فارياب، كلان، شبورقان. وأما مرو الشاهجان فإنها كورة قديمة رسمها الاسكندر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال نعم البلد مرو بناها ذو القرنين وصلى فيها العزير. أنهارها تجري بالبركة ما منها باب إلا وعليه ملك شاهر سيفه يدفع عنها الشر. وعن قتادة في قوله تعالى ولتنذر أم القرى ومن حولها ، قال: أم القرى بالحجاز مكة وبخراسان مرو. قال: ولما هم طهمورت ببناء قهندز القصبة أتخذ سوقاً فيه ما يحتاج إليه، فكان إذا أمسى الرجل أعطى أجرته فاشترى به طعامه وادامه وقوت أهله فيعود الدرهم إليه، فلما فرغ حسبوا فإذا به قد ناب عليه ألف درهم. وهي كورة حسنة الوضع إلا أن الماء ضيق وطريق النهر في كل حين ينبثق وأكثر ضيق الماء من قبل ضياع السلطان، ولم يكونوا في المقدم يدعون سلطانياً يشتري ضيعة. وسمعتهم يذكرون أن امرأة أخرجت المأمون من بلدنا قلت: كيف، قال: جاءت إليه فقالت خربت مرو وهي لا تحتمل أن يملك ضياعها غير العوام، قال: فأمر بالخروج منها. وهي القصبة أيضاً ويقال إنما سميت مرو الشاهجان لان الشاه الملك والجان الروح. وهي كثيرة الاعناب والحبوب والحمام، نزيهة والقصبة على اسمها ولها من المدن: خرق، هرمزفرة، باشان، سنجان، سوسقان، صهبة، كيرنك، سنك، عبادي، دند انقان. وناحيتها مرو الروذ، ومدنها: الطالقان، قصر أحنف، حسة، لوكر. وأما نيسابور فقد أختلف الناس في اسم لها وهو إيرانشهر فمنهم من جعله اسماً لجميع هذه الكورة مع جابلستان فتدخل فيه سجستان وما حولها ومنهم من جعله اسماً لهذه الكورة ومنهم من اوقعه على القصبة حسب، وبه نأخذ لكون القصبة من ايرانشهر باجماع فلا يحتاج فيه إلى دليل إذ الدليل واجب على من ادعى الزيادة. وهي كورة واسعة جليلة الرساتيق والضياع والقني، ويقال أن أبا بكر العبدوي قال قست مياه دجلة إلى مياه نيسابور فتساويا، وهي قوية الهواء لا ترى بها مجذوماً، ومن واظب بها على أكل الدسم ودخول الحمام واستعمل دهن البنفسج فليس يعدها. ويحكى عن حمويه إنه قيل له لو اتخذت بنيسابور بيمارستان، قال: لا يسع لذلك بيت مالي، قالوا: كيف وأنت صاحب الجيش، قال: لانه ينبغي أن يدار على البلد كله الحائط أي أنهم كلهم يحتاجون إلى البيمارستان لطيشهم وخفة رؤوسهم. اسم قصبتهم ايرانشهر ولها اربع خانات واثنا عشر رستاقاً وثلاث خزائن وقصر ودار، فالخانات: الشامات، ريوند،، مازل، بشتفروش. والرساتيق: بشت، بيهق، كويان، جاجرم، أسفراين، أستوا، أسفند، جام، باخرز، خواف، زاوه، رخ. والدار: زوزن. والقصر: بوزجان. والخزائن: طوس، نسا، أبيورد. ولهذه الرساتيق التي ذكرنا غير الخزائن ستة آلاف قرية مثل عمواس وبها عشرون ومائة منبر.

وأما قوهستان فقصبتها قاين ومدنها: تون، جنابد، طبس العناب، الرقة، خور، خولست، كري، ظبس التمر.

بلخ: نبدأ فنصفها بما وصفها به أبو القاسم العكي لانها بلده، قال: بلخ

في الاخلاق الجميلة والشجاعة وشدة الخلق والعقل وجودة الرأي ونبل الهمة وحسن المعاشرة والحرص على قضاء الحقوق والتباذل عند الحاجة وحسن وضع الكورة وتقديرها وتقارب أحوال أهلها ورخص الاسعار بها وكثرة الخضر واختراق الأنهار المحفوفة بالشجر قي المحال والمنازل وقرب الجبال والاودية ومرافقها نظير دمشق الشام، وفضل بغداد راجع إلى خراسان لانها لهم بنيت، ثم انظر إلى بهاء بلخ وحسن موقعها وسعة طرقها وبهجة شوارعها وكثرة أنهارها والتفاف شجرها وصفاء مائها وإشراق قصورها وسور مدينتها ومسجد جامعها وأحكام صنعته وجلالة موضعه ليس بأقاليم العجم مئلها حسناً ويساراً، يحمل من غلاتها في كل سنة مال عظيم إلى خزانة السلطان زائداً عما يحتاج إليه، وهي في مستوى منها إلى أقرب الجبال أربعة فراسخ، وعليها سور ولها ربض ويقال أن اسمها في كتب الاعاجم بلخ البهية. خلم: هي بلاد الازديين صغيرة إلا أن قراها ورستاقها ومزارعها كثيرة وهواءها صحيح كثيرة الارياح. سمنجان: أكبر من خلم بها منبر واحد وبها ثمار وأودية وصيد ومواش وخلق من التميميين. أندرابة: لها أودية مشجرة وبها أسواق حارة. خست: نزهة مشجرة خصبة بها عرب. الطالقان: لها سوق كبيريشقها نهران من شعب جيحون حبلاث وثراب وهي في غاية النزهة والخصب. إسكلكند: صغيرة غير إنها نزيهة كثيرة الخيرات. بغلان: هما إثنتان السفلى والعليا وهما من منازه خراسان، المنبر في السفلى والعليا قرية كبيرة لها واد مشجر. مثيان: مدينة رستاق اسكيمشت وبها عين عجيبة على حافتها مسجد قتيبة بن مسلم. بنجهير: هي جبل الفضة والدراهم بها واسعة أقل ما توجد المقطعة. فروان: كبيرة متطرفة بها جامع عامر. بذخشان: متاخمة لبلاد الترك فوق طخارستان وبها معدن الجوهر الذي يشبه الياقوت لا معدن له غيره، وهي رباط فاضل وثم حصن لزبيدة عجيب، وبها معدن اللازورد والبلور وحجر البازهر وحجر الفتيلة وهو شيء يشبه البردي لا تحرقه النار يوضع في الدهن فيقد كما تقد الفتيلة ولا ينقص ويخرج ويطرح في النار المتأججة ساعة فيعود إلى ما كان وينسج منه الخوان، فإذا اتسخت وأرادوا غسلها طرحوها في التنور فتعود نظيفة، وثم حجريجعل في البيت المظلم فيضيء أدنى شيء. الباميان: ناحية واسعة كثيرة الخير وقصبتها صغيرة.

غزنين: قصبة ليست بالكبيرة إلا إنها رحبة منعمة رخيصة الأسعار كثيرة اللحوم طيبة الفواكه مع كثرة، ولها مدن جليلة والمعايش بها حسنة وهي أحد فرض خراسان وخزائن السند، ومن اختلف إليها أفاد صحة جيدة لا براغيث ولا عقارب، رفقة مباركة غير أن البرد بها شديد والثلوج كثيرة. وبنيانهم عامته خشسب يقع فيه شيء يقال له غشك يشبه فسيفس مصر. صغيرة في الإسم والموضع وهواءها يابس وماؤها غير مري في مستوى منها إلى الجبال فرسخ، وهي جانبان القلعة وسط المدينة ينزلها السلطان، والجامع نحو، القبلة مع بعض الاسواق في المدينة وبقية الاسواق والبيوت في الربض، وللمدينة أربعة أبواب: باب الباميان باب سنان باب كردن باب السير. وهم مياسير وأهل ثروة ولهم نهر بلا بساتين. كابل: لها ربض عامر وبها يجتمع التجار، ولها قهندز حصين عجيب بلد الهليلج الرفيع ولها عند الهنود شان. وسائر المدن على ما ذكرنا أكثرهن نحو السند على ما ذكر لنا.

بست: قصبة جليلة أهل دين ومروة ويسار ونعمة طيبة خصبة ولهم آئين

ولباقة وأسناد ودراية، موضوعة بين نهرين وجامعة للفاكهتين لينة الهوائين نفيسة المدن كثيرة القرى، رطب غزير وعنب كثير وسدر وريحان، وسمعت أبا منصور فقيه سجستان يقول ما رأيت بلداً على صغره أخصب ولا أكثر فواكه ونعماً من بست إلا إنها وبية متطرفة صغيرة الرقعة: لها مدينة عامرة والجامع فيها وربض الاسواق فيه، شربهم من هيرميد والنهر الآخر اسمه خردروي يجتمعان على فرسخ، وعلى هيرميد جسرمن سفن بقرب موضع مجمع النهرين. وعلى نصف فرسخ من نحو غزنين شبه مدينة تسمى العسكرينزلها السلطان. بنجواى: على قرب الجادة منيعة بها جامع حسن شربهم من نهر. بكرواذ: مدينة كبيرة الجامع في السوق وشربهم من نهر. داور: كبيرة طيبة على حد الغور وهي ثغر جليل عليها حراس مرتبون، منها إلى حد الغور مرحلة، ومن الناس من ينسب هذه الكورة إلى سجستان وهومذهب أبي زيد البلخي وأقل من يميز مدنها عن سجستان وما ذهبنا إليه حسن إن شاء الله تعالى.

زرنج: هي قصبه سجستان محكمة الحصن عجيبة البنيان ومعدن الحيات والرجال الشهام أصحاب همة وعقل وفطنة وفقه وحفظ ودهاء وبهاء وأدب وخطب وحذاق وهندسة وحكمة ومتاجر ومعادن ومعايش ورخص وفواكه، هي بصرة خراسان وأكيس من أهلها لا ترى في التزاويق والبناء في الإقليم، ولهم حصن عجيب يدور حوله خندق ينبع الماء منه ويجري إليه فضلات المياه، نظيفة الأطعمة كثيرة المشايخ مفيدة في المتاجر غزيرة المياه غير أن حياتها كثيرة وحرها شديد وتمرها دقل وهرجها عجب أبداً تدور عليهم الدوائر وتعصب الفريقين ثم ظاهر، فبين مقتول ترى منهم وهارب وكل بلقب لغيره يباين وأولاد الزناء بها عصائب لهم عقارب وهم في ذاتهم عقارب يطعن بعضهم على بعض في القصائد مع ثقلهم وبردهم قد طبقوا العمائم خوارج، وجلهم لصهري النبي ثالب، بيوتهم كربة في تربة عفنة وبلدة قشفة لست في مثلها براغب. لها مدينة عليها حصن وخندق الجامع فيها والحبس يقابله قد بنى بناء عجيباً وله منارتان القديمة وأخرى من صفر بناها يعقوب ابن الليث، وثم قلعة وهي في سهلة كثيرة الابواب والدروب نصفها من بناء أردشير ونصفها من بناء خسرو. الطاق: صغيرة كثيرة الأعناب واسعة الرستاق كوين: عليها حصن منيع كبيروليس بها منبرمن أجل أنهم خوارج، وكذلك زنبوك وقوفة. فره: ذات جانبين، جانب للخوارج وجانب لأهل الجماعة. درهند: كبيرة قريبة من الجبل بناؤهم حجارة ولهم نهر. وهذه المدن غير الطاق فإنه من تلقاء هراة من نحو بست، قرنين: عليها حصن ومنها كان بنو الليث الصفارون الذين خرجوا وغلبوا على فارس وخوزستان، بها جامع ولها ربض ونهر وهي صغيرة. بارنواذ: عليها حصن وبها جامع وليس بها خوارج وهي بلد الحبوب. سنج: قريبة من الجبل وبها جامع وبناؤهم حجر، باب الطعام: ناحية واسعة ذات قرى جليلة نحو سوسكن وسكوكس وملكان وكرسواد وبريك وأدوراس وكوبن وديارود وديار وغيرهن من الأمهات. وقد قلنا أن سجستان منقوشة العمارة كإنها رستاق واحد قليلة المدن. وررنك: رباط في وجه الغور فيه مرابطون وحراس وخيل مسبلة وعدد وآلات يقصد من كل جانب. وأما المدن من نحو فارس: كروادكن: بها منبر بناؤهم طين وشربهم من النهر غير محصنة والجامع وسط البلد اسم رستاقها حورسوله، ونه عليها حصن وبها جامع بناؤهم طين وشربهم أكثره من قني.

فهذه الكور الأربع على صف واحد عن يسار المغرب، وأول الصف الثاني من نحو جيحون رمال دهسة إلى مرو وتدخل في الصف جوزجانان ونبتديء من هراة على ما رتبنا.

هراة: قصبة جليلة هي بستان هذا الجانب معدن الأعناب الجيدة والفواكه النفيسة، آهلة عامرة حسنة السواد مشتبكة العمارة جليلة القرى، أهل أدب وبلاغة وظرف ودراية، من عندهم تحمل صنوف الحلاوات وبزهم يحمل إلى الأقاليم والأطراف، حصينه طيبة غير أن أهلها غاغة والقتل عندهم عادة وليس لمذكرهم فقه ولا عبادة، لسان قبيح وفسق فضيح لا يشبع خبزهم ولا ينقضي هرجهم، لها مدينة عامرة وقهندز وعلى ربضها حصن وأبواب الربض تقابل أبواب المدينة وتوافقها في الأسماء القديمة باب زياد إلى نيسابور باب فيروز باب سراي إلى بلخ باب خشك إلى الغور، والجامع وسط المدينة بين الأسواق عامر ولهم قنطرة عجيبة وهي بلدة آهلة. كروخ: هي أكبر مدن الكورة ذات مياه وبساتين. أوفه: صغيرة والجامع في محلة سبيدان بناؤهم طين وهي بين جبلين سعة رستاقها عشرون فرسخاً، كلها بساتين مشتبكة ومياه جارية وقرى عامرة. مالن: تكون نحو أوفه لها بساتين ومياه وبناؤهم طين. خيسار: متوسطة قليلة الأشجار والمياه وهي أصغر من مالن. استربيان: ذات مياه جارية وبساتين قليلة الغالب عليهم المزارع وهي في الجبال. ماراباذ: أصغر من مالن كثيرة البساتين غزيرة المياه خصبة نزهة. بوشنج: هي أجل نواحي هراة مذكورة في الإقليم، وسيعاب علينا أضافتنا إياها إلى هراة لأن سلطانها ربما أفرد عن هراة، ويقال أن اسمها مقدم على هراة في الديوان والقول فيها كالقول في طوس غير أن إمامنا فيما ذهبنا إليه أبو زيد وقد كان أعلم بدواوين خراسان وتفصل أعمالها من غيره، تكون مثل نصف هراة في مستوى ومنها إلى الجبل نحو من فرسخين لها مياه وأشجار كثيرة ويحمل من عندهم الخشب إلى سائر النواحي ولها حصن وخندق وثلاثة أبواب: باب علي باب هراة باب قهستان. وأكبر المدن بعدها كوسوى نحوثلثها لهم بساتين وبناؤهم طين. وليس لفركرد بساتين كثيرة إنما هم أصحاب نعم وسوائم ولهم ماء جار. ولخركرد مياه وبساتين كثيرة غير إنها صغيرة. باذغيس: أكبر مدنها دهستان مثل نصف بوشنج بناؤهم طين وهي على جبل ولهم ماء ضعيف يجري بلا بساتين ومزارعهم مباخس ولهم أسراب تحت الأرض، ومقام السلطان بكوغناباذ ودهستان أعمر. جبل الفضة: على جبل وقد تعطل معدنها. كوفا: في صحراء لها بساتين ومياه جارية ومزارع على العذى وكذاك كوغناباذ وجاذوى وكالوون وكابرون فليس لها بساتين ولا مياه جارية وإنما مشاربهم من الأمطار ومن آبار، وهم أصحاب زروع وحبوب وهي على طريق سرخس. كنج رستاق: أكبر مدنها ببن بها مقام السلطان أكبر من بوشنج وبغشور نحو بوشنج في الرقعة وكيف مثل نصفها ولها مياه جارية غزيرة وبساتين وكروم كثيرة بناؤهم طين، وبغشور في مفازة ومزارعهم عذى وشربهم من آبار، هي صحيحة التربة خليقة الهواء خفيفة الماء على طريق مرو الروذ. اسفزار: أكبر مدنها كواشان لها مياه وبساتين كثيرة وكروم بناؤهم طين وسائر المدن أصغر منها كلهن مشجرات ذوات مياه ومنازه ولهراة أعمال جليلة ومواضع حسنة يطول بذكرها الكتاب. غرج الشار: الغرج هي الجبال والشار هو الملك فتفسيره جبال الملك والعوام يسمونها غرجستان وملوكها إلى اليوم يخاطبون بالشار، وهي ناحية واسعة كثيرة القرى بها عشرة منابر أجلها أبشين وفيها مستقر الشاريين وثم قصورهم، وبها جامع حسن ورباطات ولهم نهر وهو نهر مرو الروذ، وشورمين أيضاً من مدن هذه البلاد وهما متقاربتان في الكبر، وبليكان أيضاً منهن وهي في الجبال وعلى هذه الولاية دروب وأبواب حديد فلا يمكن احداً دخولها إلا بإذن، وثم عدل حقيقي ونظر عزيزي وبقية من سنن العمرين ورسوم تقر بها العين، لا عمال ظلمة ولا أسباب مغيرة ما يؤخذ من أغنيائهم فهو موضوع في فقرائهم، ومن جنى جناية فالعفو أو الحد ومع ذلك قوم سلماء صالحون من الطينة الاولى، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تكونون يولى عليكم، وقد وقفنا فيها من أجل هذه الأسباب فلم يمكننا أن نضيفها إلى واحدة من هذه الكور التي حولها لأنها مستقلة بنفسها جليلة بشارها، ولا أن نجعلها كورة فينتقض أصلنا في بوشنج ونظائرها. فإن قال قائل يجب أن تضاف إلى بلخ لأنها تجتمع مع نواحيها في معنى وهو آخر الأسم ألا ترى أنهم يقولون غرجستان كما يقال طخارستان الباميان بروان، قيل له التعارف في علمنا أوكد مما ذكرت لأنه مبني على مسائل الإيمان، وقد سمى

الله تعالى الأرض بساطاً ولو أن رجلاً حلف لا يجلس على بساط فجلس على الأرض لم يحنث لأنه غير متعارف.ه تعالى الأرض بساطاً ولو أن رجلاً حلف لا يجلس على بساط فجلس على الأرض لم يحنث لأنه غير متعارف.

مرو: تعرف بمرو الشاهجان قصبة نفيسة طيبة ظريفة، بهية رحبة خفيفة، أطعمة لذيذة بها نظيفة، منازل مليحة لهم أنيفة، من ظرفها للجانبين هي صنيفة، مشايخ اجلة عقولهم شريفة، الجامعان باناط لا خشب ولا سقيفه، وكل ليلة بمجلس عصائب عفيفة، مذكر فقيه يقفو ابا حنيفة، مدارس لكل دارس وظيفة، اسواقهم حسنة الا ترى صفوفها بالجامع الأعلى من كل جانب لفيفة، وثم الدار المذكورة الرفيفة، بها ايوان صاحب الدولة الشريفه، ولا تسأل عن حمامات مرو ولا الهريسة والخبز والعقل والبأس فإنها معروفة وسل عن مياههم وكسبهم والمروات فإنها ضعيفة، وعن دهائهم وهرجهم فعندي منها صحيفة، انباء صدق أنفسها معربة ظريفة، ولست ممن يأكل بعلمه رغيفه، لكنني طالب جنة وراغب في دعوة كتيفة، فمرو بلدة سرية لو لم تكن من أهلها خفيفة، قد خربت إلا منازل طفيفة، وربض ثلثه مهدم كأنها سليفه، منازل قد شعثت وأسقطوا سقوفه، وفسق ظاهر هروجهم معروفة، مكاسب ضيقة لهم في طرهم لطيفة، لا سحاوة ولا رواس نظيفة، ولا لطينهم علاكة وفي الصيف حارة رشيفة. بالجامع دواوين الخراج والشرط ونهرهم في كل حين ينبثق، والزاء قبل الياء في النسبة تلتزق. أهل طنز وخبل، يعرف ذاك من عقل. وهي في مستواة بعيدة عن الجبال والمدينة القديمة على تل في وسطها مسجد كان الجامع في القديم حوله منازل يسيرة وعند باب الربض عمارات وسويقة وبالربض جامعان احدهما عند باب المدينة والأخر في الصيارفة الغالب عليه أصحاب أبي حنيفة وهو ما حوله من بناء أبي مسلم صاحب الدولة، وهي نظيفة الأسواق وعندي انما تظرف أهلها وتعرقوا من أجل حلول الخليفة بها، وأخذ أهل البلد عن حشمه وتباعه رسوم العراق والله أعلم. وهي أشبه البلدان برملة فلسطين، وللمدينة أربعة أبواب: باب المدينة يلي الجامع باب سنجان من الوجه الأخر باب بالين باب درمشكان عليه كان قصر المأمون، والقهندز في المدينة خراب صعب المرتقى لا يدخل إلا بدليل معين، والماء يدخل المدينة ويتخلل جميع الربض ولهم حياض نظيفة عليها أبواب وأنهارتجري فى بعض البلد. كيرنك: كبيرة ذات جانبين بينهما جسر وللعمود شعبتان عليهما طواحين تشقان البلد والجامع في ثلث البلد إلى جنبه خان المنارة بينهما. سنج: عامرة الجامع في طرف السوق والنهر خلفه وعليه بستان إلى جنبه كرم لآل المصفى. خرق: جامعها خارج السوق شربهم من شعبة نهر نحو قبلة الجامع. باشان: جامعها في الصاغة وشربهم من شعبة النهر. دندانقان: صغيرة محصنة بباب واحد الحمامات والرباط خارجها شبه الجحفة وموضع برباط دهستان حسنة الوضع بها جامع حسن ومسجد واحد.

سرخس: مدينة كبيرة عامرة مذكورة ولو كان لها جند: جعلناها كورة أو ناحية، وقد تردد حالها عندي وأشكل أمرها علي وقرأت في بعض الكتب قسمة أعمال خراسان فجعل سرخس وابيورد ونسا عملاً واحداً ولا يستقيم مذهبنا على هذه المقالة، لأن نسا وابيورد عملان جليلان لكل واحد مدن، فلا يجوز أن نجعلها من اجناد سرخس ولا أن نجعل سرخس أيضاً جنداً لهما. وقال البلاذري خراسان اربعة أرباع: الأول ايرانهشر وهي نيسابور وقهستان وهراة وطوس، والربع الثاني المروان وسرخس ونسا وابيورد والطالقان وخوارزم، والربع الثالث الجوزجانان وبلغ والصغانيان، والربع الرابع ما وراء النهر. وهذا أيضاً يخالف مذهبنا وقياسنا يؤدي أن تكون سرخس خزانة لنيسابور غير انا تركنا القياس واستحسنا أن نجعلها مضافة إلى مرو لأنها معها في أرض واحدة مع تقاربهم في الرسوم، اللسان والمسافة. وهو بلد الحبوب والأنعام وسألني أبو العباس اليزدادي عن بيت المقدس فقلت هي مثل سرخس غير أن بيت المقدس بلد نظيف حسن ظريف. ولسرخس مدينة الجامع فيها مع سويقة ومعظم الأسواق في الربض شربهم من آبار ومنها سقي مزارعهم ولهم نهرربما جرى.

مرو الروذ: مدينة جليلة وناحية واسعة وهي متداخلة في غرج الشار محقوقة لها قريبة منها مرسومة بها، ألا تعلم أن اصحاب البرد في فضل الشار وتحت كنفه وتعاهده، وهي اسم القصبة ولها أربعة منابر أخر تكون مثل ثلثي زبيد، يشق النهر في طرفها، كثيرة الخيرات، والجامع في السوق على سواري خشب، الأسواق تظلل في الصيف. ومدنها: دزه: كبيرة طيبة يشقها النهر، الجامع في السوق. قصر أحنف: النهر على حافتها أيضاً، والجامع في السوق. وحسة ولوكرا عامرتان رحبتان. وفي مرو الروذ وسرخس اشكال وكلام مثل ماغرج الشار ونحن نذكره بعد ونرتبه على ما يجب، وإنما أضفناها مع سرخس إلى مرو استحساناً لأن مرو هي أم القرى باقاليم الأعاجم وأحق بنواحيها وأن يضاف إليها ما يتنازع فيه وبالله التوفيق.

إيرانشهر: هو مصر الجانب وقصبة نيسابور بلد جليل ومصر نبيل لا أعرف لمه في الإسلام من عديل لما قد اجتمع فيه من الخلال واتفق فيه من الخصال مثل

سعة الرقعة ووسع البقعة وصحة الماء وقوة الهواء وكثرة العلماء، بلد الأجلة والراسخين من الأئمة، فواكه واسعة لذيذة ولحوم جيدة رخيصة ومعايش حسنة مفيدة أسواق فسيحة ودور فرجة وضياع نفيسة وبساتين نزهة وتربة علكة وقرائح دقيقة ومجالس أليقة ومدارس رشيقة، وظرف ولباقة ورسوم آيين مختارة وصناعة وحذاقة وتجارة وعبارة وهمة ومروة ومعروف وصدقة وحفاظ ومودة. في الآفاق مذكورة، وفي الإسلام مشهوره. ثم هي خزانة لمشرقين، متجر الخافقين. بضائعه تحمل إلى الأفاق، ولبزه نور وإشراق، يتجمل به أهل مصر والعراق. يجبى إليه الثمرات، ويرحل إليه في العلم والتجارات. فرضة فارس والسند وكرمان، ومطرح خوارزم والري وجرجان. طيب الصيف كثير الجمد رخي الشتاء مديد العنب، لا يخلو الفقيه من أدب، والعدل من حسب. واليوم من مجلس النظر. مصر صغر الرجال وجوهه وأنزل الأشراف ساداته وحير العلماء أئمته وزاد على المدن محلاته وعلى الأمصار رقعته فهات في الإسلام مثله. وسمعت أبا علي العلوي يقول لأبي سعيد الجوري أنت شيخ محلة لوكانت منفردة عن نيسابور لاحتاجت إلى طبل وعلم وأمير محكم. وسئلت عنه بفارس فقلت هو أربع وأربعون محلة منها ما يكون مثل نصف شيراز مثل الحيرة والجور ومنيشك وهو أوسع من الفسطاط وآهل من بغداد وأكمل من البصرة وأجل من القيروان وأنظف من اردبيل وأعمر من همذان، لا عفنة ولا سبخة ولا ملولة ولا كربة، إلا أن في هوائها يبوسة وفي أهلها جفوة وفي لسانهم رخاوة وفي رؤوسهم خفة، لا رفقة ولا بهية ولا مساجد وضية، شوارع نجسة وخانات شعثة وحمامات وضرة وحوانيت منكرة وجدارات وعرة، قد عاندها البلاء وخالطها الغلاء، قليلة الأدامات والحطب ثقيلة المعايش والمؤن سواد يابس وجبل عابس، ماؤهم تحت الأرض وفتنهم تعمي القلب وعصبياتهم تجرح الصدر، ليس لمحتسبهم هيبة ولاصرامة ولا لخطيبهم خفر ولا لباقة ولا لجامعهم في الأيام تلك الجماعة ولا لأمامهم حسبة ولا حلاوة ولا لمذكرهم صدق ولا حقيقة. الغالب على عوامها غير الفريقين، والشيعة والكرامية أصحاب شقين، والفقهاء معهم في بلاء وشين، وإن عزل الأمير صارت سخنة عين، وغلب عليها العيارة من جهتين. تكون فرسخاً في مثله والمدينة وسطها بحصن وخندق وأربعة أبواب والقهندز متصل بها يفصل بينهما طريق من الخندق وله بابان أحدهما في المدينة والأخر إلى الربض. ودروب المصر تجاوز الخمسين غير أن المشهور منها درب الجيق درب خشنان درب برد درب منيشك درب القباب درب فارس درب الخروج درب أسوار كاريز. والجامع في الربض تحت المدينة عند طرف السوق وهو ست قطع ومسجد المنبر بعضه من بناء أبي مسلم على سواري خشب وبقيته من بناء عمروبن الليث على أساطين الآجر مدورة يدور على قاعته ثلاثة أروقة وسطه بيت مزخرف له أحد عشر باباً على أعمدة رخام مجزع سقفه سدلا قد زوق حيطانه وسقفه مجمل. وأعلم انه مصرجليل غير أنك لا ترى فيه سوقاً حسناً ولا خاناً لبقاً ثم عوام كلما نعق ناعق اتبعوه مع عصبيات وحشة ورسوم غير حسنة. الشامات: ربع واسع جيد القرى كثير المزارع يسمونه تك آب أي إليه يجري الماء لأنه أخفض الرساتيق، وفي القصبة كلها يخرج ويظهر ليس به مدينة ولا فواكه كثيرة إنما هو مزارع. ريوند: ربع سري نزه في الكروم والأعناب الجيدة والفواكه الحسنة وبه سفرجل لا يرى مثله، به مدينة على إسمه نزهة يشقها نهروبها جامع قد جدد من الآجر. مازل: ربع نفيس به قرى عجيبة، ومنه يرتفع الريباس الفائق، وفيه قرية بشتقان التي عزم عمروبن الليث على شراء محلة منها وهي أربع محلات، الدور وسط البساتين والأنهار تخترقها، فلم يف بذلك بيوت ماله ومستفاض، إنما دخل نيسابور ومعه ألف حمل مال. وسمعت أنهم قالوا له في هذه القرية شجر يستوي الواحدة عشرة دنانير إلى عشرة دراهم وقد بعناك كل واحدة بدينار.

بشتفروش: ربع كثير الفوائد والأعناب حيث أنه دخل في يوم واحد من باب الجيق وهو يشرع إليه عشرة آلاف حمل عنب، وسمعت أبا سعيد الجوري يقول به بستان فيه مشمش غلته كل يوم دينار من أول المشمش إلى إنقضائه، ليس به مدينة، وبه قرية على إسمه عظيمة. بشت: هو أجل الرساتيق الاثنى عشر، كبير به سبعة منابر، يقال أن أبا الفضل البلعمي وأبا الفضل بن يعقوب حضرا مجلس الأمير السعيد فاطنب البلعمي في مدح مرو فقال ابن يعقوب لا ننكر فضل مرو انها لكما ذكرت، غير أن لنيسابور اثنى عشررستاقا منها بشت دخل ثلاثة منابر منها مثل دخل مرو، فنظروا فإذا الامر على ما ذكر، وهو رستاق يجمع الفواكه والحبوب والأعناب السرية وسمعت أن فيه زيتوناً وبه تين كثير ومنه تحمل البواكيرلأنه معتدل الهواء، اسم مدينته طرثيث عامرة جيدة وبها جامع ليس بعد جامع دمشق أغنى منه حسن نظيف له سوق قد بني جديداً سوى ما حوله من الدكاكين، وقد أضيف مسجد من الآجر والجص وعند بابه حوض للماء مدور ينزل إليه بمراق حسن ثم هي فرضة فارس وأصفهان وخزانة خراسان، دونها كندر قريبة مما ذكرنا في العمارة والخير وسائر المنابر في عداد القرى. بيهق: يلي هذا الرستاق ويقاربه في الخيرات والخصب ونفاسة القرى، وفيه تشق جادة الري، وبه مدينتان سوزوار وخسروجرد عامرتان بينهما فرسخ وقرية في المنصف كلاهما على الجادة، وبه قرى جليلة مثل جزينان ونظائرها وهم أهل أدب وقد أخرج عدة من العلماء والكتبة ويرتفع منه بز كثير. كويان: رستاق واسع كثير الخير يرتفع منه ثمار وحبوب وثياب، وفيه طريق إلى جرجان، وهم أصحاب حديث وأهل أدب، اسم مدينته أزاذوار عامرة آهلة كثيرة الخير. جاجرم: رستاق صغير سري، به مدينة لها جامع حسن وهي كبيرة محصنة تدعى بهذا الأسم وله نحو سبعين قرية، ويقال أن لكل رستاق من الآثنى عشر ولكل ربع ثلاثمائة وستين قرية غير هذا. أسفراين: رستاق نفيس بلد الأعناب الجيدة ومزارع الارزاز الكثيرة، يشقه جادة جرجان، مدينته على هذا الأسم عامرة نفيسة ليس في مدائن الرساتيق أجل منها ذات أسواق حسنة وخصائص عدة، وهم أيضاً أصحاب حديث. أستوا: رستاق كبير على جادة نسا وليس في هذه الرساتيق أخصب ولا أكثر حبوباً منه وهو يقوم بأكثر ميرة نيسابور، وبه مباخس ويزرع به ثوم كثير ويرتفع منه ثياب كثيرة واسم مدينته خوجان ليست بالكبيرة خلف جبل نائية عن الجادة، وسائر الرساتيق عامرات. طابران: هي أكبر مدائن طوس عليها حصن شبهتها من بعيد بيثرب، بها سوق حار ومشايخ وكبار وفوائد وتجار، الجامع في الأسواق قد زخرفة ابن عبد الرزاق، ولهم قني قريبة وآبار كثيرة الخير رخية الأسعار واسعة الحطب حسنة الثمار إلا إنها بليذة خربة الأطراف باردة ردية الحمامات وبئس قوم إذا دارت الدائرات. نوقان: دون طابران قد التفت الاسواق بجامعها، حذاق في نحت البرام ونظائرها وهم قوم جياد إلا أن ماءهم قليل. جناود: أصغر منها لها سبعون قرية، وبقية المنابر استورقان جرموكان، تروغبذ، سركو، رايكان، برنوخكان. نسا: بلد رحب نزيه طيب غزير المياه كثير الخيرات مشتبك الاشجار حسن الثمار، جامع ظريف وخبز نظيف وسوق رصيف له خصائص وظرائف، المذهب واحد والرخص دائم مع فقه وأدب واصل وحسب وبأس ومنعة، أقل دار إلا وبها بستان وماء جار وقرى كبار إلا أن بها كل عيار، قد اخربها العصبية وحوى ضياعها الخوارزمية قد زادوا في القرآن ورجعوا في الاذاز وخالفوا الإسلام، لها عشرة دروب قد غابت في الأشجار، لها مدينتان إسفينقان وجرمقان، ورباطان: أفراوة وشارستانة. افراوة رباط جليل به رجال شهام وعدد من خيل وسلاح، ثلاثة حصون متصلة على أحدها خندق، شربهم من عيون فيه وهو في مفازة إلا أن الخيرات تجبى إليه وهم جفاة رديو المعاملة. أبيورد: اعجب إلي من نسا وأحر سوقاً وأرخى وأخصب، شربهم من نهر، والجامع بالسوق، قد خرب حصنها، مدينتها مهنة ورباطها كوفن.

قاين: هي قصبة قوهستان لا طيبة ولا سرية بل صغيرة ضيقة ظمئة، لسان وحش وبلد قذر ومعاش قليل، إلا أن عليها حصنآً منيعاً واسمها بعمان كبير، ويحمل منها بز كثير، والرفاق إليها تسير، هي فرضة خراسان وخزانة كرمان، مشاربهم من مني ولها ثلاثة أبواب. طبس التمر: عليها حصن وسوقها صغير وجامعها لطيف، شربهم من حياض تجري إليها قني ظاهرة، ورأيت بها حمامات طيبة. كري: على ثلاثة فراسخ من نحو المفازة دون هذه في العمارة. الرقة: صغيرة قريبة من المفازة شربهم من عيون. تون: عامرة آهلة كثيرة الحاكة وبها علماء وكبراء. خوست: عليها حصن على فم المفازة وهي أكبر وأقل آهلاً من تون، قليلة الأشجار شربهم من عيون. طبس العناب: تسمى طبس مسينان كثيرة العناب.

/ 135