احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم - نسخه متنی

شمس الدین ابو عبداللّه محمد بن احمد مقدسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

جمل شؤون هذا الإقليم

هذا اقليم إذا أقبل فلا تسأل عن خصبه ورخصه وإذا أجدب فنعوذ بالله من قحطه، يمد سبع سنين حتى يأكلون الكلاب ويقع فيهم الوباء المبرح، أشد حراً من سواحل الشام ويبرد في طوبه برداً شديداً، به نخيل كثيرة وعامة ذمته نصارى يقال لهم القبط ويهود قليل، كثير المجذمين وبيت الجرب لأنه عفن وأكثر أدمهم السمك.

وعلى مذاهب أهل الشام غير أن أكثر فقهاءهم مالكيون، ألا ترى أنهم يصلون قدام الإمام ويربون الكلاب، وأعلى القصبة وأهل صندفا شيعة، وسائر المذاهب بالفسطاط موجودة ظاهرة، وثم محلة الكرامية وجبلة للمعتزلة والحنبلية والفتيا، اليوم على مذاهب الفاطمى التي نذكرها في إقليم المغرب.

والقراءات السبع فيه مستعملة غير أن قراءة ابن عامر أقلها، ولما قرأت بها على أبي الطيب بن غلبون قال: دع هذه القراءة فإنها عتمقة، قلت: قيل لنا عليكم بالعتيق، قال: فعليك بها، وقرأت عليه لأبي عمرو فكان يأمرني بتفخيم الراء من مريم والتورية، والغالب عليهم والمختار عندهم قراءة نافع، وسمعت شيخاً في الجامع السفلاني يقول ما قدم في هذا المحراب أمام قط إلا وهو يتفقه لمالك ويقرأ لنافع غير هذا يعني ابن الخياط، قلت: ولم ذلك، قال: لم نجد أطيب منه وكان شفعوياً لم أبو عمرياً لم أر في الاسلام أحسن نغمة منه. لغتهم عربية غير أنها ركيكة رخوة، وذمتهم يتحدثون بالقبطية.

وهو بلد التجارات يرتفع منه أديم جيد صبور على الماء ثخين لين، والبطائن الحمر والهملختات والمثلث هذا من المصر، ومن الصعيد الأرز والصوف والتمور والخل والزبيب، ومن تنيس لا دمياط الثياب الملونة، ومن دمياط القصب، ومن الفيوم الأرز وكتان دون، ومن بوصير قريدس الكتان الرفيع، ومن الفرما الحيتان ومن مدنها القفاف والحبال من الليف في غاية الجودة ولهم القباطي والأزر والخيش والعباداني والحصر والحبوب والجلبان ودهن الفجل والزنبق وغيرذلك.

الخصائص ولا نظير لأقلامهم وزاجهم ورخامهم وخلهم وصوفهم وخيشهم وبزهم وكتانهم وجلودهم وحذوهم وهملختاتهم وليفهم ووزهم وموزهم وشمعهم وقندهم ودقهم وصبغهم وريشهم وغزلهم واشنانهم وهريستهم ونيدتهم وحمصهم وترمسهم وقرطهم وقلقاسهم وحصرهم وحمرهم وبقرهم وحزمهم ومزارعهم ونهرهم وتعبدهم وحسن نغمتهم وعمارة جامعهم وحالومهم وحيسهم وحيتانهم ومعايشهم وتجاراتهم وصدقاتهم كل ذلك في غاية الجودة. وقد أجتمع بها من خصائص فلسطيني القلقاس وهو شيء على قدر الفحل المدور عليه قشر وفيه حدة يقلى بالزيت ويطرح في السكباج، والموز وهو على مقدار الخيار عليه مزود رقيق يقشر عنه ثم يؤكل له حلاوة وعفوصة، والجميز وهو أصغر من التين له ذنب طويل، والترمس وهو على قدر الظفر يابس مر يحلى ويملح، والنبق وهو على قدر الزعرور فيه نواة كبيرة حلو وهو ثمرة شجرة السدر، ويزيدون عليهم بالنيدة وهي السمنوا غير إنه عجيب الصنعة يبسط على القصب حتى يجف وينعلك، ودهن البلسان من نبتٍ ثم.

والنقود القديمة المثقال والدرهم ولهم المزبقة خمسون دينار ويكثرون التعامل بالراضي وقد غير الفاطمي النقود إلا هذين وأبطل القطع والمثاقيل.

والمكاييل الويبة وهي خمسة عشر مناً والأردب ست ويبات والتليس ثمان وهي بطالة.

والرسوم بجوامع هذا الإقليم إذا سلم الإمام كل يوم صلاة الغداة وضع بين يديه مصحفاً يقرأ فيه جزءًا ويجتمع الناس عليه كما يجتمع على المذكرين،و لهم أذان ينفردون به على طريق النياحة ثلث الليل الأخير وله قصة يأثرونها، وبين العشائين جامعهم مغتصٌ بحلق الفقهاء وائمة القراء وأهل الأدب والحكمة، ودخلتها مع جماعةٍ من المقادسة فربما جلسنا نتحدث فنسمع النداء من الوجهين دوروا وجوهكم إلى المجلس فننظر فإذا نحن بين مجلسين، على هذا جميع المساجد، وعددت فيه مائة وعشرة مجالس، فإذا صلوا العشاء أقام البعض إلى ثلث، وأكثر سوقهم إذا رجعوا من الجامع، ولا ترى أجل من مجالس القراء به، وبه مجلس للمتلعبين ولهم إجراء ويضربون على جوامعهم شراعات وقت الخطبة مثل البصرة، ويخلو أسواقهم أيام الجمع. قل ما يلبسون ثوبا غسيلاً أو نعلاً قد امتعطت، ولا يكثرون أكل اللحم، ويكثرون الإشارة في الصلاة والنخع والمخاط في المساجد ويجعلونه تحت الحصر، ويخبزون في الرساتيق، وقت البيادر ما يكفيهم إلى عام قابل ثم ييبسونه ويخبؤنه، ولهم باذهنجات مثل أهل الشام، أهل تجمّل وتردد وتملق يمينهم الكبرى ورأس الله والصغرى وحق علي، يحبون رؤوس السمك ويقال أنهم إذا رأوا شاميا قد اشترى سمكا اتبعوه فإذا رمى رؤوسها أخذوها، يكثرون أكل الدلينس أقذر شيء حيوان بين زلفتين صغيرتين يفلقان ويحسى مثل المخاط.

ومن عيوبهم ضعف قلوبهم وقلة ثمارهم، وأهل الشام أبدا يعيبونهم ويسخرون منهم يقولون مطر أهل مصر الندى، وطيرهم الحداء، وكلامهم يا سيدي رخو مثل النساء، اعزك الله ما لك كذا، أكلهم الدلينس ونقلهم الحمص وجبنهم الحالوم وحلواهم النيدة وقطائعهم الخنازير ويمينهم كفر.

وأما النيل فلم أذق ولا سمعت أن في جميع الدنيا ماء أحلى منه إلا نهر المنصورة، وزيادته من شهر بونه إلى شهر توت وقت عيد الصليب، ولهم سدّان أحدهما بعين شمس ترعة تسد بالحلفاء والتراب قبل زيادته، فإذا أقبل الماء رده السد وعلا الماء على الجرف أعلى القصبة فيسقي تلك الضياع مثل بهتيت والمنيتين وشبرو ودمنهور وهو سد خليج أمير المؤمنين، فإذا كان يوم عيد الصليب وقت انتهاء حلاوة العنب، خرج السلطان إلى عين شمس فأمر بفتح هذه الترعة، وقد سد أهل الجرف أفواه أنهارهم حتى لا يخوج الماء منها وجعلوا عليها الحراس فينحدر الماء إلى ضياع الريف كلها، والترعة الأخرى أسفل من هذه وأعظم غير أن السلطان لا يحضرها ويبين بفتحتها النقصان في النيل وهي بسردوس. والمقياس بركة وسطها عمود طويل فيه علامات الاذرع والأصابع وعليه وكيل وأبواب محكمة، يرفع إلى السلطان في كل يوم مقدار ما زاد، ثم ينادي المنادي زاد الله اليوم في النيل المبارك كذا وكذا، وكانت زيادته عام الأول في هذا اليوم كذا وكذا وعلى الله التمام، ولا ينادي عليه إلا بعد أن يبلغ إثنى عشر ذراعا إلا ما يرفع إلى السلطان حسب، والإثنا عشر ما يعم ضياع الريف، فإذا بلغ أربعة عشر سقى أسفل الإقليم، فإذا بلغ ستة عشر استبشر الناس وكانت سنة مقبلة، فإن جاورها كان خصب وسعة. فإذا نضب الماء أخذوا في الحرث والبذر وفي أيام زيادته تتبحر مصر حتى لا يمكن الذهاب من هذه الضيعة إلى الأخرى إلا في الزواريق في بعض المواضع. وقد كانت له سنة سوء في القديم على ما حدثنا أبو ياسر مسافر بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا يوسف بن علي، قال: حدثنا المأمون، قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: أخبرنا أبو صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج، قال: لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص حين دخل بونه، فقالوا: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري ألا بها إذا كانت إثنتا عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فارضيناهما وجعلنا عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون ثم القيناها فيه، فقال لهم عمرو: هذا ما لا يكون أبدا، أن الاسلام يهدم ما قبله، فأقاموا ذلك الشهر وشهرا آخر وشهرا آخر لا يجري فيه النيل بقليل ولا بكثير حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإن الاسلام ليهدم ما قبله، فبعث ببطاقة في داخل كتابه وكتب إلى عمرو أني قد بعثت إليك بطاقة فألقها في النيل، فلما قدم الكتاب افتتحه ونظر فإذا في البطاقة من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنحن نسأله تعالى أن يجريك. فألقاها قبل الصليب وقد تهيأ أهلها للجلاء فاصبحوا يوم الصليب وقد اجراه الله ستة عشر ذراعا، وقطع الله تلك السنة السيئة عنهم إلى اليوم. ويكدر ماؤه أيام زيادته فيلقون فيه نوى المشمش المرضوض ليصفو ويبرد أيام البرد نحو شهرين، وكنت يوما في مجلس الحليمي بالجامع فأتى بكوز ماء فشرب منه ثم قال: قد استوينا معكم يا مقدسي في الماء، قلت: ولا سواء أيَّد الله الفقيه برد مائنا دائم وهذا عارض. ولهم مشارع على الشط يحملون منها الماء في الروايا ويصعدن كل طبقة بنصف دانق مزبَّقة. وإذا هبت ريح الشمال تراكضت أمواج البحر ودفعت ماء النيل من البحيرة، فإذا هبَّت الجنوب ردت ماء البحر عن البحيرة وغلب عليها النيل وملأ أهل تنيس صهاريجهم في تلك الأشهر الأربعة بالروايا والقرب وسمعت جماعة بالفرما يذكرون أن النيل ربما بلغ المناير، ويصل النيل أيضاً إلى قصبة الاسكندرية ويدخلها في شباك حديد فيملؤن صهاريجهم ثم ينقطع. وفي النيل دابة تسمى التمساح على شبه الحرذون رأسه ثلث بدنه لا يعمل فيه السلاح إلا تحت ابطيه وفمه يختطف الانسان وأكثر ما يظهر بالصعيد وسردوس، ومن أمثالهم إحذر سردوس ولو كان الماء في قادوس، والقادوس كوز الدولاب. وكنت يوما في سفينة عند سردوس فحكَّت فقلت أبالأرض حكَّت قيل لا ولكن بظهر تمساح. ولم يكن النيل يبلغ الفيوم فشكوا ذلك إلى يوسف عم فبنى وسط النهر سدا عظيما وجعل في أسفله منافس في قني زجاج، فرد السد الماء فارتفع حتى حاذى أرض الفيوم فسقاها فهي اليوم أكثر أرض مصر ماء، ألا ترى أن بها مزارع الأرز

أولا ترى إلى ثقل خراجها وكثرة دخلها والماء حين زيادته ينهال من فوق السد فربما خلوا المراكب مع الجرية فانحدرت سالمة وربما عطفت فانقلبت فإذا استغنوا عن الماء فتحت المنافس وانحط الماء. وكلما قرب إلى النيل من الآبار حلوة وما بعد كريهة، وأطيب الحمامات ما كان على الشط، ولهم قنى تدخل البلد يستقي لها الماء بالدواليب، وعلى النيل أيضاً دواليب كثيرة تسقي البساتين وقت نقصانه، وماء الفيوم حار لأنه يجري على مزارع الرز.ولا ترى إلى ثقل خراجها وكثرة دخلها والماء حين زيادته ينهال من فوق السد فربما خلوا المراكب مع الجرية فانحدرت سالمة وربما عطفت فانقلبت فإذا استغنوا عن الماء فتحت المنافس وانحط الماء. وكلما قرب إلى النيل من الآبار حلوة وما بعد كريهة، وأطيب الحمامات ما كان على الشط، ولهم قنى تدخل البلد يستقي لها الماء بالدواليب، وعلى النيل أيضاً دواليب كثيرة تسقي البساتين وقت نقصانه، وماء الفيوم حار لأنه يجري على مزارع الرز.

وهم يقولون أن الجدي أول ما يولد يقول أخرجوا يا غرباء، وبالاسكندرية سمك مخطط يسمى الشرب، من أكل منه رأى منامات وحشة إلا أن يكون ممن يشرب الخمر فإنه لا يضره. وبالفرما طير السمانى من أكل منه زمن وتعقدت مفاصله. من واظب في الفسطاط على أكل السمك جرب جربا لا يفارقه سبع سنين. وبه جبل فيه معدن الذهب، ولهم معادن زاج الحبر لا ترى مثله، وطين يسمى الطفل، وفي المقطم مقاطع حجارة بيض حسنة تنشر كما ينشر الخشب.

وبه مشاهد قد قال بعض المفسرين أن الربوة ذات قرار ومعين هي مصر، وقد كان عيسى ومريم بها مدة. وطور سيناء قريب من بحر القلزم يخرج إليه من قرية تسمى الأمن، وهو الموضع الذي خرج فيه موسى وبنو اسرائيل. وثم إثنتا عشرة عينا عذيبية، الطور منه على يومين فيه دير للنصارى ومزارع كثيرة، وثم زيتونة يزعمون أنها التي لها قال الله لا شرقية ولا غربية يحمل زيتها إلى الملوك. وبالفسطاط الموضع الذي بيع فيه يوسف عم، وبالمقطم مواضع يفضلونها وصوامع يقصدونها ليالي الجمع، وعلى صيحة من الفسطاط موضع يسمى القرافة فيه مسجد وسقايات حسنة وخلق من العبّاد وموضع خلوة وسوق لطلاب الآخرة وجامع حسن، ومقابرهم في غاية الحسن والعمارة ترى البلد غبراء والمقابر بيضا ممتدة على طول المصر، فيها قبر الشافعي بين المزني وأبي إسحاق المروزي، والموضع الذي دخل منه بنو إسرائيل البحر عند القلزم، وبقرب سردوس مسجد الخضر عم، وتيه بني إسرائيل فيه خلاف والصحيح أنه بين مصر والشام يكون نحو أربعين فرسخا رمال وسباخ وسماق وفيه نخيل وعيون له حد متصل بالجفار وآخر بطور سينا وحد المفازة الريف من نحو القلزم وحد بالشام وفيه طريقهم إلى مكة.

وفيه عجائب منها الهرمان اللذان هما أحد عجائب الدنيا من حجارة شبه عماريتين أرتفاع كل واحدة أربعمائة ذراع بذراع الملك في عرض مثلها، قد ملئت بكتابة يونانية وفي داخلهما طريقان إلى أعلاهما وطريق تحت الأرض نبيَّه موضوعة في الرمال، وسمعت فيهما أشياء مختلفة، فمنهم من قال هما طلسمان ومنهم من قال كانتا أهراء يوسف وقيل بل كانت هي قبورهم، وقرأت في كتاب ابن الفقيه انهما للرمل المحبوس، ويقال مكتوب عليهما أني بنيتهما فمن كان يدعي قوة في ملكه فليهدمهما فإن الهدم أيسر من البناء، فأراد بعض الملوك هدمهما فإذا خراج مصر لا يقوم بهدمهما فتركهما، وهما أملسان مثل العماريتين يريان من مسيرة يومين وثلاثة، لا يصعد فوقهما إلا كل شاطر، وحولهما أمثالهما عدة صغار وهذا يدل على أنها مقابر، ألا ترى إلى ملوك الديلم بالري كيف اتخذوا على قبورهم قبابا عالية وأحكموها جهدهم وعلوها طاقتهم كيلا تندرس ومن دونهم أصغر منها، وثم صنم يزعمون أن الشيطان كان يدخله فيكلمه حتى كسر أنفه وشفتاه. وبعين شمس شبه منارتين طويلتين قطعة واحدة على رأسهما شبه حربة تسميان المسلتين، وثمَّ أيضاً على هذا العمل دونهما وسمعت فيهما أشياء لا يقبلها العقل، وقرأت في كتاب الطلسمات أنهما طلسمان للتماسيح، ويجوز هذا ألا ترى أن التماسيح في كورة الفسطاط لا تضر مع عظمها وكثرتها. وفي الفسطاط عند قصر الشمع امرأه ممسوخة على رأسها سفل من حجر يقال أنها كانت غسالة لآل فرعون وأنها آذت موسى فمسخت. على طريق الصعيد بيوت تسمى البرابي فيها تصاوير كثيرة وبها وبالهرمين عقود وطروح كثيرة. بحلوان مغاير عجيبة منكرة يتيه الإنسان فيها وذكروا أن فيها طريقا إلى القلزم أملس كأنما أجري عليهما الماء المالح. منارة الإسكندرية قد أرسى أساسها في شبه جزيرة صغيرة يدخل إليها في طريق ضيقة بالصخر محكمة، فالماء يسطع المنارة من جانب الغرب وكذلك حصن المدينة، إلاَّ أن المنارة في جزيرة وفيها ثلاثمائة بيت يصعد إلى بعضها الفارس بفرسه وإلى كلها بدليل، وهي مشرفة على جميع مدن البحر، ويقال أنه كان فيها مرآة يرى فيها كل مركب أقلع من سواحل البحر كلها، وأنه ما زال كليها قيم ينظر فيها كل يوم وليلة فإذا ترايا له مركب أعلم الأمير فانفذ الطيور إلى السواحل ليكونوا على عدَّة، فبعث كلب الروم من احتال وتلطف حتى جعل قيما ثم ذهب بها وقيل بل كسرها وطرحها في البحر. وفي كتاب الطلسمات أنها بنيت طلسما لئلاَّ يغلب ماء البحر على أرض مصر، وأن كلب الروم احتال في هدم رأسها من أجل ذلك فلم يصل إليه. بالجفار طلسم للرمال حتى لا تغلب على المدن والقرى، ولا تكون الطلسمات إلاَّ بمصر والشام ويقال هي من عمل الأنبياء ورأيت بفارس أيضاً طلسمات.

وأسماء شهورهم القبطية أول الشتوية: توت وفيه النيروز، بابه، هتور، كيهك، طوبه، أمشير. والصيفية: برمهات، برموده، بشنس، باونه، أ بيب، مسرى. وأما وضعه فأن بحر الروم على تخومه الشمالية وبحر الصين يمد على ثلثيه من قبل الشرق، وهذان الثلثان صفوف خمسة، صف بين البحر والجبل يابس والصف الثاني جبل المقطم والصف الثالث الصعيد يقع فيه النيل وما عليه من البلدان والصف الرابع جبل أيضاً خلفه كورة الواحات. وطول مصر من بحر الروم إلى النوبة أقل من شهر وعرضه من الجنوبي ثماني مراحل ومن الشمالي اثنتا عشرة وللدخلة فيه عند بحر القلزم أربع مراحل.

وأما الولايات فللفاطمي وهم في عدل وامنٍ لأنه سلطان قوي غني والرعية في راحة، وثم سياسة ونفاذ امر وكل سامع مطيع من الأركان سراً وعلانية لا يخطب إلا لأمير المؤمنين حسب.

وأما الدخل فقرأت في كتاب الخراج لقدامة بن جعفر فإذا هو يذكر أن دخل مصر من العين الفا الف وخمسمائة الف دينار. وقرأت في كتاب ابن الفقيه لوناً آخر وقضية طويلة يذكر دخله أيام فرعون ثم أيام الحجاج وأيام ولد العباس ويسميه خراجاً. وسألت بعض المصريين ببخارا عن الخراج فقال: ليس على مصر خراج ولكن يعمد الفلاح إلى الأرض فيأخذها من السلطان ويزرعها، فإذا حصد ودرس وجمع رشمت بالعرام وتركت، ثم يخرج الخازن وأمين السلطان فيقطعون كري الأرض ويعطي ما بقي للفلاح. قال: وفيهم من يأخذ من السلطان تقوية فيزاد عليه فى كرى الأرض بمقدار ما اقتطعه، قلت: فلا يكون لأحد ثم ملك وضيعة، قال: لا اللهم إلا أن يكون رجل قد اشترى مفن أقطعه السلطان في القديم ووهبها فاحتاج هو أو ذريته إلى ثمنها فباعها لعامة الناس، قلت: فهذا الذي يقال أن أرض مصر لا تملك لأن أهلها باعوها من يوسف عم، قال: هذا ألم تعلم أن الإسلام يهدم ما قبله أولم تعلم أن يوسف عم رد على الناس أملاكهم لما أخصبت مصر وأنما هذا شيء صالحوا عليه المسلمين وقت فتوحها، قلت: فلم لم يصالحوا كما صالح أهل الشام وكلاهما فتحا عنوةً، قال: الشام بلد يمطر في كل سنة فلا يتعطل الزرع فيه إلا أنه ربما أخصب وربما أجدب، ومصر معولة على النيل ربما لا جري وربما بلغ أربعة عشر وستة عشر وربما زاد على ذلك والأمر في جريانة شديد التفاوت، فلو فرض عليه الخراج لزم أن يؤديه من أمكنه أن يزرع ومن لا يمكنه.

أما الضرائب فثقيلة بخاصة تنيس ودمياط وعلى ساحل النيل، وأما ثياب الشطوية فلا يمكن القبطي أن ينسج شيئاً منها إلا بعد ما يختم عليها بختم السلطان، ولا أن تباع إلا على يد سماسرة قد عقدت عليهم، وصاحب السلطان يثبت ما يباع في جريدته ثم تحمل إلى من يطويها ثم إلى من يشدها بالقش ثم إلى من يشدها في السفط وإلى من يحزمها، وكل واحد منهم له رسم يأخذه ثم على باب الفرضة يؤخذ أيضاً شيء وكل واحد منهم له رسم يأخذه ثم على باب الفرضة يؤخذ أيضاً شيء وكل واحد يكتب على السفط علامته ثم تفتش المراكب عند إقلاعها. ويؤخذ بتنيس على زق الزيت دينار ومثل هذا وأشباهه ثم على شط النيل بالفسطاط ضرائب ثقال. رأيت بساحل تنيس ضرائبياً جالساً قيل قبالة هذا الموضع في كل يوم ألف دينار ومثله عدة على ساحل البحر بالصعيد وساحل الاسكندرية، وبالاسكندرية أيضاً على، مراكب الغرب، وبالفرما على مراكب الشام، ويؤخذ بالقلزم من كل حمل درهم.

وأما المسافات فتأخذ من الفرما إلى البقارة مرحلة ثم إلى الورادة مرحلة ثم إلى العريش مرحلة ثم إلى رفح مرحلة. ويؤخذ في الصيف من الفرما إلى خرجير مرحلة ثم إلى فاقوس مرحلة، وفي الشتاء من الفرما إلى الرصد مرحلة ثم إلى فاقوس مرحلة. وتأخذ من الفرما في الماء إلى تنيس مرحلة ثم إلى دمياط مرحلة ثم إلى المحلة الكبيرة مرحلة ثم إلى الإ سكندرية مرحلتين. وتأخذ من دمياط إلى سردوس فى مرحلة ثم إلى الفسطاط مرحلة. وتأخذ من بلبيس إلى المنصف مرحلة ثم إلى القلزم مثلها. وتأخذ من الفرما إلى دير النصارى ذات الساحل مرحلة ثم إلى المخلصة مرحلة ثم إلى العريش مرحلة. ومن بلبيس إلى الفسطاط مرحلة. وتأخذ من الإسكندرية إلى الرافقة مرحلة ثم إلى كوم شريك مرحلة ثم إلى ترنوط مرحلة ثم إلى ذات السلاسل مرحلة ثم إلى الفسطاط مرحلة. وتأخذ من الإسكندرية إلى بومينه مرحلة ثم إلى سفا مرحلة ثم إلى ارمسا بريدين ثم إلى ذات الحمام مرحلة. وتأخذ من الاسكندرية إلى الغاضرة مرحلة ثم إلى فاقوس مرحلة. وتأخذ من الفسطاط إلى بلبيس مرحلة ثم إلى المنصف مرحلة ثم إلى القلزم مرحلة. ومن القلزم إلى جدة في البحر من25 يوماً إلى60 على قدر الريح وهي300 فرسخ. وتأخذ من الجب إلى البويب مرحلة ثم إلى منزل ابن بندقة مرحلة ثم إلى عجرود مرحلة ثم إلى المدينة مرحلة ثم إلى الكرسي مرحلة ثم إلى الحفر مرحلة ثم إلى ويلة مرحلة. من أسوان إلى عيذاب طريق آمنة لا انعتها.

/ 135