هو إقليم حارٌ إلا قومس، كثير المياه والامطار ليس به نهر تجري فيه السفن إلا بناحية الخزر، أشر مياهه وهوائه بجرجان وهو قشف مؤذٍ كثير الذمة ولا يعمل فيه النخيل.ومذاهبهم مختلفة، أما قومس وأكثر أهل جرجان وبعض طبرستان فحنفيون والباقون حنابلة وشفعوية، ولا ترى ببيار صاحب حديث إلا شفعوياً، والنجارية بجرجان كثيرة، وللكرامية بجرجان وبيار وجبال طبرستان خوانق، وللشيعة بجرجان وطبرستان جلبة. فإن قال قائل ألم تقل أنه ليس ببيار مبتدع ثم قلت أن بها كرامية قيل له الكرامية أهل زهد وتعبد ومرجعهم إلى أبي حنيفة وكل من رجع إلى أبي حنيفة أو إلى مالك أو إلى الشافعي أو إلى أئمة الحديث الذين لم يغلوا فيه ولم يفرطوا في حب معاوية ولم يشبهوا الله ويصفوه بصفات المخلوقين فليس بمبتدع. وأنا عازم على أن لا أطلق لساني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا أشهد عليهم بالضلالة ما وجدت إلى ذلك طريقاً بعد هذا الحديث الحسن الشريف حدثنا محمد بن محمد الدهستاني ومسافر بن عبد الله الاستراباذي ومحمد بن علي النحوي وعلي بن الحسن السرخسي قالوا: حدثنا يوسف بن علي الفقيه الزاهد قال: حدثنا أبو الوليد أحمد بن بسطام الطالقاني الفقيه الزاهد قال: حدثنا يوسف بن علي الابار السمرقندي قال: حدثنا علي بن إسحاق الحنظلي قال: أخبرني بشر بن عمارة قال: قال مسعر بن كدام قال: ما أدركت من الناس من له عقل كعقل ابن مرة جاءه رجل فقال عافاك الله جئتك مسترشداً أني رجل دخلت في جميع هذه الأهواء فما ادخل في هوى منها إلا القرآن أدخلني فيه ولم أخرج من هوى إلا القرآن أخرجني منه حتى بقيت ليس في يدي شيءٌ، قال: فقال له عمرو بن مرة الله الذي لا إله إلا هو لقد جئت مسترشداً، فقال: والله الذي لا إله إلا هو لقد جئت مسترشداً، قال؛ نعم أرأيت هل اختلفوا في أن محمداً رسول الله وأن ما أتى به من الله حقٌ، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في القرآن أنه كتاب الله، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في دين الله أنه الإسلام، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الكعبة أنها القبلة، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الصلوات أنها خمس، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في رمضان أنه شهرهم الذي يصومونه، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الحج أنه بيت الله الذي يحجونه، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الزكوة إنها أنها من مائتي درهم خمسة، قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الغسل من الجنابة أنه واجب، قال: لا، قال: فذكر هذا وأشباهه ثم قرأ: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ . قال: فهل تدري ما المحكم، قال: لا، قال: فالمحكم ما اجتمعوا عليه والمتشابه ما اختلفوا فيه شد نيتك في المحكم واياك والخوض في المتشابه، قال: فقال الرجل: الحمد لله الذي أرشدني على يديك فوالله لقد قمت من عندك وأني لحسن الحال؛ قال: فدعا له واثنى عليه ثم قال عمرو وأن السلطان دعا أهل الكتاب إلى أمره فأجابوه فطرحهم فيما قد علمتم وهو داعيكم كما دعاهم وطارحكم في مثل ما طرحهم فيه فعليكم بالأمر الأول. فإن قال قائل ما الأمر الأول فهو ما اجتمع عليه المتقدمون. فرحم الله عبداً تدبر هذه الحكاية ولزم إحدى المذاهب الأربعة الذين هم أهل السواد الأعظم وكف لسانه عن تمزيق المسلمين والغلو في الدين. وشهدت مجلس القاضي المختار يوماً وهو أجل امام لقيته وأعقلهم وأدينهم وقد جرى فيه ذكر اختلاف الأمة وتعصب أهل الفرق فأشار بيده إلى القبلة ثم قال: من صلى إلى هذه القبلة فهم إخواننا المسلمون، ورأيت أبا زيد المروزي وكان إماماً متديناً يوتر بثلاث ويستعمل مذهب أبي حنيفة في مسائل عدة، وسمعت أبا الطيب بن أحمد يقول كلٌ قد اجتهد وكل معدود. واعلم أن هذا التعصب الذي ترى إنما ثوره الجهال والمتسرفون من القصاص وغيرهم وأما الأمة فعلى ما ذكرت لك. ونواحي الديلم شيعة وأكثر الجيل سنة.وأكثر ما يحمل من هذا الإقليم خصائص أما قومس فلهم المناديل البيض من القطن المعلمة صغار وكبار وسواذج ومحشاة ربما يبلغ المنديل منها ألفي درهم، ولهم أيضاً أكسية وطيالسة وثياب رقاق من الصوف. ولأهل جرجان المقانع القزيات تحمل إلى اليمن والعناب ولهم ديباج دون وتين وزيتون. ومن طبرستان الأكسية التي تفضل على الفارسية وطيالسة وثياب الخيش المحمولة إلى الآفاق ويباع منها بمكة شيءٌ كثير صغار الدراهم وكبار تسمى بالغرب المكية واللمفائف. ومن بيار بزٌ وسمن كثير ولهم خاصية في عمل الطين حتى لا ترى رئيساً ولا عالماً إلا وله فيه حذق ولقد كان أبو الطيب الشوا مع يساره وعدالته ابداً تراه في ضياعه يبنى خصاً أو يرفع حائطاً وكذلك أولاده وحفدته لهم هندسة وفطنة في عمل البناء من غير تعلم. وما رأيت الطف من بناء دور بيار قد صاغوها صياغة وأكثروا مرافقها.ومياه هذا الإقليم أنهار تنحدر من الجبال، ونهر جرجان طيفوري ولهم آخر ونهر. في الديلم يجتمع إليه مياه كثيرة ويفيض في البحر، ونهر إتل يخرج من نحو السد، ومياه الجيل تنحدر من جبال الديلم، ومياه طبرستان من الجبال أو من خرماروذ. وبها مشاهد رباط دهستان يقصد من خراسان له نور وفضائل، وعلى يوم من بسطام موضع يقصد وبه مجاورون وبظاهر بسطام قبر أبي يزيد، وبنواحي الخزر رباطات فاضلة. ومن العجائب بطبرستان دويبة صغيرة لها ألف قائمة أصغر من الجرادة وادق من الدودة إذا تحركت تختالها أمواجاً تظهر من عناقيد العنب، ودويبة أخرى لها جناحان كجناحي السنم نية على عظم الثعلب تقضم الثمار قضماً، ولهم أسماك مثل فلق الجميز واجتزت يوماً في سوق السماكين بجرجان فرأيت رأساً على قدر رأس الثور فقيل لي هي رأس سمكة. بنواحي جرجان بئر تظهر فيه شجرة كل سنة ثم تغيب وقد احتال بعض السلاطين وشدها بالسلاسل الغليظة ففكتها وكسرتهاوغابت.ولسان قومس وجرجان متقاربان يستعملون الهاء يقولون هاده وهاكن وله حلاوة، ولسان طبرستان مقارب له إلا أن فيه عجلة، ولسان الديلم مخالف منغلق، والجيل يستعملون الخاء، ولسان الخزر شديد الأنغلاق. وفي الوانهم أهل قومس ابتلاءٌ، والديلم حسان اللحى والوجوه أيضاً ولهم طلل، وفي أهل جرجان نحافة، أهل طبرستان أحسن وأصفى، وفي الخزر مشابه من الصقالبة. وأكثر أسامي أهل جرجان أبو صادق وأبو الربيع وأبو نعيم وأهل طبرستان أبو حامد. ورسمهم بجرجان أن التذكير للفقهاء وأهل الروايات ولا يكثرون التطالس، وللديلم رسوم عجيبة لا يزوجون إلى غيرهم وكنت في بعض الخانات فإذا بصبية تعدو ورجل شاهرسيفه يعدو خلفها يروم قتلها فقلت ما فعلت حتى استوجبت القتل قال: أنها زوجت إلى غيرنا وقتل من فعل ذلك واجبٌ عندنا. وإذا كان لهم مأتم كشفوا رؤوسهم واجتمعوا وقد التف المعزي والمعزي في الأكسية وأداروها على رؤوسهم ولحاهم، ولهم مجالس في السكك، والأسواق مرتفعة يجتمعون بها بأيديهم الزوبينات وعليهم الأكسية الطبرية، يسمون العالم معلماً وربما تعلقوا بي وقالوا لوك معلم واللوك هو الجيد. ولا رسم لهم في بيع الخبز، ويخفرون من تساءل وإنما ينبغي للغريب أن يقصد دورهم فيأخذ من الطعام ما يحتاج إليه. ولهم أسواق على أيام الجمعة في السهل لكل قرية يوم فإذا فرغوا إنحاز الوجل والنساء إلى معزل يتصارعون فيه ورجل جالس معه حبل كل من غلب عقد له عقدة، فإذا هوى الرجل امرأة راح معها فيتلقاه أهلها بالبشر والترحيب وبتباهون به إذ رغب في كرمهم فيضيفونه ثلاثة أيام ثم ينادي المنادي بعد ما اجتمع معها أسبوعاً في عمارة له بمعزل فيجتمعون ويختطون وسألت أبا نابتة الأنصاري قلت: هل يصيبها قبل العقد، قال: لو علموا بذلك قتلوه. وكثيراً ما حضرت عقود أهل بيار يجتمع الناس بعد العتمة مع كل رجل قارورة من ماء ورد والنيران تقد على باب الختن والحروس فيبدأ بعض المشايخ فيخطب خطبةً بليغةً يطلب فيها الزوجين وبطلب المرأة ثم يجيبه آخر من قبل العروس في خطبة باحسن جواب وا أكثرهم خطباء أدباء ثم يعقدون النكاح ويقوم أصحاب القوارير فيضربون بها الحيطان ثم يعطي صاحب كل قارورة طبقاً من آفروشة ولا ترى مثل آفروشتهم في الدنيا. وسمعت أن بعض الملوك استدعى برجل منهم يجيد عملها وبدقيق من دقيقهم وشيءٍ من سمنهم ودوشابهم وامرأة تعملها فلم تكن كالتي تعمل ببيار، ورأيت من حمل منها إلى مكة ثم رده ولم يتغير. ومكثت أربعة أشهر أحضر دعواتهم وأعراسهم فما رأيتهم يزيدون على ثردة بعد لحم قد أخرج عظامه ثم الأرز ثم الآفروشة الرطبة. وإذا وقعت عندهم الثلوج أرسلوا النهر في الشوارع فحملت الثلج بأجمعه وغسلت الأزقة. ولا ترى امرأة بالنهار إنما يخرجن بالليل في أكسية سود، ولا تتزوج امرأة مات عنها زوجها فإن فعلت ضرب الصبيان على بابها بالخزف.ماء جرجان يقتل الغرباء وبطبرستان سمك يضر الأسنان وطير لحمه رديٌ. المملكة للديلم ويقع على جرجان حروب بينهم وبين صاحب خراسان. خراج قومس ألف ألف درهم ومائة ألف وستة وتسعون ألف درهم، وخراج جرجان عشرة آلاف ألف ومائة ألف وستة وتسعون ألف وثمانمائة درهم، وكان خراج بيار ستة وعشرين ألف درهم فخرج رجل منهم إلى بخارا فبنى قصراً من طين حسنٍ ثم حمله على رقاب الرجال إلى أن وضعه قدام الأمير نصر بن أحمد فأعجب به وقال له سل حاجتك، قال: ترد خراجنا إلى ستة آلاف وتضيف دواويننا إلى نيسابور فهي اليوم من أعمال نيسابور الا ترى أن بينها وبين نيسابور قرية خراجها إلى قومس، أولا ترى أنهم يسمون أهل بيار القومسيين.ويقع بجرجان عصبيات على المذهب، وبينهم وبين البكراواذيين قتل على رأس الجمل يوم العيد، يقع بين الحسنيين والكراميين حروب وحشة وعصبيات عجيبة. ولأهل طبرستان ثلاث خصال بثلاث طيب النكهة من أجل أكل الثوم وحدة الأبصار وحسنها من أكل الخضرة ودقة الأخصار من أكل الأرز. وأما المسافات فإنك تأخذ من الدامغان إلى الحدادة مرحلة ثم إلى بدش مرحلة ثم إلى مرجان مرحلة ثم إلى هفدر مرحلة ثم إلى أسداواذ مرحلة. وتأخذ من الدامغان إلى جرمجوى مرحلة ثم إلى رباط مرحلة ثم إلى سمنان مرحلة ثم إلى أس الكلب مرحلة ثم إلى قرية الملح مرحلة ثم إلى خوار المري مرحلة. وتأخذ من الحدادة إلى بسطام مرحلة ثم إلى قرية مرحلة ثم إلى زرداباذ مرحلة ثم إلى خرماروذ مرحلة ثم إلى جهينة مرحلة ثم إلى جرجان مرحلة. وتأخذ من زرداباذ مرحلة إلى قرية مرحلة ثم إلى القباب مرحلة ثم إلى بيار إلى الحوض مرحلة ثم إلى اسداواز مرحلة ومنها إلى طرثيث 35 فرسخاً. وتأخذ من جرجان إلى دينازاري مرحلة ثم إلى أملوتا مرحلة ثم إلى أجغ مرحلة ثم إلى سبداست مرحلة ثم إلى أسفراين مرحلة ومنها إلى آبسكون أو ألى رباط حفص أو إلى رباط علي مرحلة مرحلة. وتأخذ من رباط علي إلى رباط الأمير مرحلة ثم إلى بيلمك مرحلة ثم إلى رباط دهستان مرحلة آخر فيها. وتأخذ من آمل إلى بلور مرحلة ثم إلى أسك مرحلة ثم إلى بامهر مرحلة ثم إلى برزيان مرحلة ثم إلى الري مرحلة. وتأخذ من آمل إلى مامطير مرحلة ثم إلى سارية مرحلة ثم إلى ترنجى مرحلة ثم إلى رأس الحد ثلاثاً. وتأخذ من سارية إلى أبارست مرحلة ثم إلى أبادان مرحلة ثم إلى طميسة مرحلة ثم إلى أستراباذ مرحلة ثم إلى جرجان مرحلتين. وتأخذ من جرجان إلى الديلمان 12 مرحلة ثم إلى أردبيل مثلها. ومن آبسكون إلى أستراباذ مرحلة ثم إلى سارية 4 فراحل. وتأخذ من آمل إلى ناتل مرحلة ثم إلى سالوس مرحلة ثم إلى كلار مرحلة ئم إلى جبال الديلم مرحلة. وتأخذ من سالوس إلى إسبيدروذ مرحلة ثم إلى قرية الرصد مرحلة ثم إلى خشم مرحلة ثم إلى بيلمان 4 مراحل ثم إلى الدولاب 4 مراحل ثم إلى كهن روذ 3 مراحل ثم إلى موغكان مرحلتين ثم إلى الكر مثلها ثم إلى هشتاذر مثلها ثم إلى الشماخية مثلها.