هو إقليم تزيد جرومه على صروده، ووسطه معتدل مثل فارس، وفارس أوسع وأجل وأعمر، وهذا كثير المفازات وبه جبال منيعة وله دخلة مقوسة عند البحر وقد جعل له الفارسي دخلة في فارس مثل الكم عند الروذان، وجرومه على حرارة جروم فارس سواء، وصروده تقصر عن صرود فارس، وليس في جرومه شيء من الصرود اوربما وجدت في صروده جروماً وهم سمر إلى النحافة وفيهم وطاء وسلامة وهواؤهم صحيح ورأيت به مجذومين.والمذاهب الغالبة للشافعي إلا جيرفت، وقد قل الفقهاء بها وبدا أهل الحديث يغلبون إلا بهرموز، وليس لمذكريهم علم كثير. وذكر لي بعض علمائهم بكوه بيان فقصدت مسجداً فيه رئيسهم مع جماعة من المشايخ فسألتهم عنه فبعثوا رجلاً يدعوه وجعلوا يسألوني إلى أن قالوا أهل بيت المقدس يصلون إلى الكعبة وما يشاكل هذا من المعضلات. قلت: عالمكم هذا يجلس لكم. قالوا: نعم. قلت: ولم يعلمكم هذا المقدار لا حاجة لي في لقائه. ورأيت آخر ببم لا يتحضل من تذكيره على شيء. ولم أر لهم رؤوساً ولا مناظرات يعتمد عليها بلى أدباء ما شئت. وللخوارج ببم جلبة وجامع على حدة فيه بيت مالهم.ورسومهم لها لباقة في الثياب يقاربون أهل فارس في أكثر رسومهم، ولا يرفعون من تمورهم ما وقع من النخل، وربما وجد التمر في مواضع مثل منوقان وما في معناها مائة من بدرهم، ورسم الجمالين إنهم يحملون التمر إلى خراسان مناصفة يقصدها كل سنة نحو مائة ألف جمل ويدخلون على غفلة ويعطي السلطان كل جمال ديناراً، ويكثر الزنا والفساد بنرماسير حينئذ، وسمعت بعض الجمالين يقول ههنا امرأة قد زنى بها جميع أهل النفر عن آخرهم في هذه السفرة. والتجارات مفيدة من عندهم تحمل تمور خراسان ونيل فارس ومزارعه من حدود ولاشجرد إلى هرموز. ويحمل من بم العمائم والمناديل والطيالسة والثياب الرفيعة تختار على جميع المرويات. ويعمل بالسيرجان من هذا البز شيء كثهر ويعمل بها ما يعمل بقم من الكراسي وما يجري مجراها ولا تكون على حسنها. وترفع من نواحي جيرفت النيل الكثير والكمون ولهم فانيد ودوشاب رخيص. والغالب على طعام أهل هذه الكورة الذرة والتمر.ومن خصائصهم التوتياء المرازبي وإنما سمي مرازبياً لأنهم يتخذون شبه أصابع من الخزف كبارا ثم يصبونه عليه فيلتزق به فيبقى كالمرازيب، ورايتهم يجمعونه من الجبال وقد بنوا أكواراً عجيبة طويلة يصفونه كما يصفى الحديد ولم أره الأ بالقرى. ثم لا ترى أحلى من تمرهم لا يمكن أن يؤكل نياً وإنما يصلح للعصائد ولا نظير لثمانية أجناس تمور صيحاني المدينة وبردى المروة ومسقر ويلة ومصين عمان ومعقلي البصرة وأزاد الكوفة وإنقلى صغر وكرماشاني هذا الاقليم. ومنهم مكي، ومكايلهم مختلفة. وسنجهم خراسانية. وبه معادن حديد وفضة.أكثر مياهم قني وليس به نهر عظيم ونهر جيرفت شديد الجرية يسمع له وجبة عظيمة وخريريجر الصخر ولا يستطيع أحد أن ينزله.والجبال المذكورة بهذا الإقليم جبال القفص والبلوص والبارز ومعدن الفضة، وجبال القفص شمالي البحرمن خلفها جروم جيرفت والروذبار، وشرقيها الاخواس ومفازة بين القفص ومكران، وغربيها البلوص ونواحي هرموز، ويقال إنها سبعة أجبل وأن بها نخلاً كثيراً وخصباً ومزارع وإنها منيعة جداً. والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلق ويزعمون إنهم عرب ونحن نستقصي وصفهم في المفازة إن شاء الله. وأما البلوص فقد شتتهم عضد الدولة وأسرهم وسباهم وقد كانوا أولي بأس وكان القفص يخافونهم وكانوا أصحاب نعم وبيوت شعر مثل البادية. وأما جبال البارز فأنها مشجرة عامرة فيما سمعت وهي أيضا ممتنعة ولا يتأذى بهم أحد وهم حديثوا الإسلام وقد كان غزاهم يعقوب وعمرو أبنا الليث وثم معادن من حديد وغيره. وأما جبال المعادن فهي جبال فيها فضة طولها نحو مرحلتين. وبكرمان شعاب عامرة مشجرة مثل الدرباني وما في معناها.ولسانهم مفهوم يقارب الخراساني وربما أنغلق، لسان الرستاق ولسان القفص والبلوص غير مفهوم يشابه السندي.وضع هذا الإقليم جروم ثلثا الإقليم من جيرفت وجبال القفص ودشت بر ورويس وما يدخل في هذا الصقع من النواحي والقرى ومدن بم داخلة فيه أيضا إلى تخوم المفازة وحدود مكران، وليس بعد جيرفت وبم مما يلي المشرق شيء من الصرود ويقع غربي جيرفت صرود وثلوج ما بين جبل الفضة إلى درباني إلى أن تشرق على جيرفت. والميجان صرود منها عامة فواكه جيرفت وثلجها. والثلث من الإقليم صرود من أقصى السيرجان إلى حد فارس ثم إلى المفازة من هذا الوجه وتدخل في ذلك كواشير وتقع خبيص في الجروم فهذا تفسير قولنا ربما دخل في سروده جروم. وأما حدود كرمان فإن شرقيها أرض مكران ومفازتها والبحر وراء البلوص وغربيها أرض فارس وشماليها المفازة ويقع البحر على جنوبيها.والولايات كانت لآل سامان إضافها المعتمد إلى إسماعيل سنة 290 لما-ظفر بعمروبن الليث ثم عصي أبو علي بن الياس وتغلب عليها وكان يخطب عليهم ثم ملكها علي أبن بويه وصارت إلى اليوم للديلم. إلا أنهم يحملون في كل سنة إلى صاحب خراسان مائتي األف ديناروما ملكوها الا بعد قتل عظيم وكسر العامة وقد خربوها وأكثر أعمالهم خراب. وقرأت في بعض الكتب بفارس حديثاباسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأني انظر إلى شأن الديلم في أمتي وقد أغاروا على أموالهم وخربوا المساجد وهتكوا الحرم وأضعفوا الاسلام وأزالوا النعم وهزموا الجيوش ولا يغلبهم غير أمر الله، يخرج رجل من أرض خراسان حسن الوجه فارس في عارضيه بياض وفي صدره خال أسود حسن القامة عظيم الخطر فيلسوف عالم اسمه نبي من ولد العجم يفتح الله على يديه الدروازات الصغرى فيملك من خراسان إلى باب الدروازات الكبرى ولا يرفع السيف حتى لا يبقى منهم أحد حامل سلاح. قيل يا رسول الله وما يكون بعد ذلك. قال: يخرج صاحب خراسان إلى بيت الله فيخطب له على المنابر بخراسان والزوراء وأرض فارس والعراق ومكة والمدينة. قيل يا رسول الله وما يكون بعد ذلك. قال: دويلة طويلة يصير الناس كالأسد لا يؤدون الأمانات ولا يحفظون الحرمات.وخراج كرمان ستون ألف ألف درهم. وضرائب شهروا وسورو أخف من ضرائب سيراف.وأما المسافات فتأخذ من بردسير إلى السيرجان مرحلتين وتأخذ من بردسير إلى حد المفازة إلى جنزروذ مرحلة ثم إلى زرند مرحلة ثم إلى المفازة مرحلة.وتأخذ من نرماسير إلى الفهرج مرحلة وهي على طرف المفازة. وتأخذ من نرماسير إلى جوي سليمان 3 مراحل ثم إلى ريكان مرحلة ثم إلى موخكان مرحلة ثم إلى الطيب مرحلة ثم إلى مروغان مرحلة ثم إلى باس وجكين مرحلة ثم إلى هروك مرحلة ثم إلى قصر مهدي مرحلة ثم إلى هرموز مرحلة ثم إلى الفرضة بريدين.وتأخذ من السيرجان إلى كاهون مرحلتين ثم إلى رستاق الرستاق مرحلة. وتأخذ من السيرجان إلى بيمند بريدين ثم إلى كردكان بريداً ثم إلى أناس مرحلة ثم إلى الروذان بريدين. وتأخذ من السيرجان إلى الشامات مرحلة ثم إلى بهار مرحلة ثم إلى خناب مرحلة ثم إلى غبيرا مرحلة ثم الى كوغون فرسخاً ثم إلى رائين مرحلة ثم إلى سروستان مرحلة ثم إلى دارجين مرحلة ثم إلى بم مرحلة. وتأخذ من السيرجان إلى فرزين مرحلتين ثم إلى ماهان مرحلة ثم إلى خبيمى 3 مراحل. وتأخذ من بم إلى نرماسير مرحلة وتأخذ من بم الى دارجين مرحلة ثم إلى هرمز مرحلة ثم إلى جيرفت مرحلة.