هو إقليم حار به نخيل ونارجيل وموز، فيه مواضع معتدلة الهواء جامعة الأضداد مثل ويهند ونواحي المنصورة، والبحر يمد على أكثره ولا أعرف أن به بحيرة وبه أنهار عدة، وذمته عبدة الأوثان وليس للمذكرين به صيت ولا لهم رسوم تذكر. مذاهبهم أكثرهم أصحاب حديث ورأيت القاضي أبا محمد المنصوري داودياً أماماً في مذهبه وله تدريس وتصانيف قد صنف كتباً عدة حسنة. وأهل الملتان شيعة يهوعلون في الأذان ويثنون في الأقامة، ولا تخلو القصبات من فقهاء على مذهب أبي حنيفة رخة، وليس به مالكية ولا معتزلة ولا عمل للحنابلة، أنهم على طريقة مستقيمة ومذاهب محمودة وصلاح وعفة قد أراحهم الله من الغلو والعصبية والهرج والفتنة.ويحمل من طواران الفانيذ أجود من ماسكان، ومن سندان الأرز الكثير وثياب، ويعمل بسائر الإقليم من البسط وما يجري مجراها ما يعمل بقهستان خراسان، ويحمل منه نارجيل كثير وثياب حسنة، ومن المنصورة النعال الكنباتية النفيسة ومنه تحمل الفيلة والعاج والأشياء الرفيعة والعقاقير النافعة.منهم بطوران مكي وكذلك بالملتان والسند والهند.ومكاييلهم بطوران يسمى الكيجى يزن أربعين مناً حنطة ربما وجد ثمانية بدرهم إلى أربعة، واسم كيل الملتان مطل يزن اثني عشر مناً حنطة.وتسمى دراهم السند القاهريات لكل واحد خمسة ولهم الطاطرا في الواحد درهمان الا ثلثا، ودراهم الملتان على عمل دراهم الفاطمي وينفق فيها القنهري الذي بغزنين يشبه القروض باليمن إلا أن القروية عندهم أجل.وخصائصهم ليمونتهم وهي ثمرة مثل المشمش حامضة جداً وأخرى مثل الخوخ يسمونه الأبنج لذيذ، والفالج الذي تراه بالمشرق وفارس يولد البخاتي وهو أعظم من البخت له سنامان مليح لا يستعمل ولا يملكه إلا الملوك ولا تكون البخت إلا منه. والنعال الكنباتية.في أهل مكران غباً، ألوانهم سمرة ولسانهم وحش، يلبسون القراطق ويسبلون الشعور ويشققون الأذان مثل الهند. وأكثر نواحي الإقليم على ما ذكرنا. ومهران لا يخالف النيل في شيء من الحلاوة والزيادة وكون التماسيح فيه، وخروجه من الناحية التي يظهر منه بعض شعب جيحون قبل الوخش ويظهر بناحية الملتان حتى يجري إلى حدود المنصورة فيقع في البحر عند الديبل، وعليه مزارع عند زيادته كما ذكرنا بمصر. ونهر سندرود من الملتان على ثلاث مراحل وهو كبير عذب. وأما الأصنام بهذا الإقليم فصنمان بهبروا من حجر لا يصل إليه أحد له طلسم إذا وضع الرجل يده بقيت لا تصل إليه، وهما على شبه الذهب والفضة كل من طلب عندهما حاجة زعموا إنها تقضى، وثم عين ماء خضراء كأنها زنجار أشد برداً من الجليد حجرها يبرئ الجراحات والخدام يأكلون من جدر الزناة وعليه أوقاف من الزناة كثيرة، ومن أراد أن يكرم ابنته جعلها وقفا عليه، فهما فتنة، ورأيت رجلاً من المسلمين ذكر أنه أرتد ورجع إلى عبادتهما وافتتن بهما ثم عاد إلى نيسابور فأسلم وهما طلسمان، وبعدهما صنم الملتان وإليه تنسب الكورة ويسمى فرج بيت الذهب لأن المسلمين لما فتحوا الملتان كان الأمر عليهم ضيقا فوجدوا بها من الذهب ما أغناهم. وبيت هذا الصنم قصر مبني في أعمر موضع من الأسواق وسطه قبة حسنة بيوت حولها الخدام وهوتحت القبة على صورة رجل متربع على كرسي من جص وآجر وقد البسوه جلداً يشبه السنجاب أحمر لا يتبين منه غير عينيه وهما جوهرتان وعلى رأسه أكليل ذهب قد مد باعيه على ركبتيه وقبض أصابع يديه كأنه يحسب أربعة. وما بعد هذه الأصنام دونها.ورياضهم مكران والراهوق والديبل وأرمابيل وقنبلى أكثر عذى، ولهم مراع واسعة ومواش كثيرة إلا أنها قشفة، وهي متجر وفرضة وسندان وصيمور وكنباية مدن خصبات رخيصة الأسعار ومعدن الأرزاز والعسل. وعلى شطوط مهران بواد وعرب كثير والغالب على نواحي مكران المفاوز والقحط والضيق وهي جروم واسعة بها رستاق يسمى الخروج مدينته راسك وأخرى تسمى خرزان ويتصل بها نحو كرمان ناحية مشكة سعتها ثلاث مراحل قليلة النخيل وبها أضداد، والغالب على مكران البوادي ومزارع العذى وبها بطائح كبطائح العراق وبواديهم شبه الأكراد، وثم زط كثير يسكنون أخصاصاً ويتغذون بالسمك وطير الماء. والراهوق وكلوان رستاقان متصلان مضافان إلى مكران فمنهم من يجعل الراهوق من المنصورة وهو قليل الثمار. وأكبر مدينة بمكران الفنزبور وبها نخيل والقصدار خصبة رخيصة الأسعار بها أعناب وتجتمع بها أضداد ولا بها نخيل.ووضع هذا الإقليم شرقيه بحر فارس وغربيه كرمان ومفازة سجستان وأعمالها وشماليه بقية بلاد الهند وجنوبيه مفازة بين مكران وجبال القفص من ورائها بحر فارس وإنما أحاط بحر فارس بشرقي هذه البلاد وجنوبيه من وراء هذه المفازة من أجل أن هذا البحريمتد من صيمور على الشرقي إلى تيز مكران ثم يعطف على هذه المفازة إلى أن يتقوس على بلاد كرمان وفارس. والذي يقع من المدن فبناحية مكران التيز وكبرتون ودزك وراسك وبه وبند وقصرقند واصفقة وفهل فهرة ومشكى وقنبلى وارما بيل.والولايات في هذا الإقليم مختلفة. على مكران سلطان على حدة وهو متواضع عادل لا ترى مثلهم. وأما المنصورةفعليها سلطان من قريش يخطبون للعباسي وقد خطبوا على عضد الدولة ورايت رسولهم قد وافى إلى ابنه ونحن يشيراز. وأما بالملتان فيخطبون للفاطمي ولا يحلون ولا يعقدون إلا بأمره وأبداً رسلهم وهداياهم تذهب إلى مصر وهو سلطان قوي عادل. والغلبة بقنوج وبويهند للكفار وللمسلمين سلطان على حدة.والخراج يؤخذ من الحمل إذا دخل طواران ستة دراهم وكذلك إذا خرج، ومن الرقيق اثنا عشر إذا دخل حسب، وأن كان من نحو الهند فعشرون من الحمل وأن كان من قبل السند فعلى مقادير القيم، وعلى الجلد المدبوغ درهم. دخل ذلك في كل سنة ألف ألف درهم يأخذه على تأويل العشور.وأما المسافات فتأخذ من تيز مكران إلى كيس 5مراحل ثم إلى فنزبور مرحلتين ثم إلى دزك 3 مراحل ثم راسك مثلها ثم إلى فهل فهرة مثلها ثم إلى أصفقة مرحلتين ثم إلى بند مرحلة ثم إلى به مرحلة ثم إلى قصرقند مرحلة ثم إلى أرمابيل 6 مراحل ثم إلى ديبل 4 مراحل.وتأخذ من التيز إلى قصدار على الساحل في طول مكران 12 مرحلة. ومن المنصورة إلى ديبل 6 مراحل ومن المنصوش ة إلى الملتان 20 مرحلة ومن المنصورة إلى أول حد البدهة 5 مراحل ثم إلى التيز15 مرحلة.ومن الملتان إلى غزنين 80 فرسخاً في براري ومفاوز يلحق الحمل مائة وخمسون درهمأ غير الكراء وربما قطعوها في ثلاثة أشهر. ومن الملتان إلى المنصورة الطريق في قرى وعمارات 40 فرسخا ومائة في مفازة قليلة العمارة.وتأخذ من المنصورة إلى قزدار 80 فرسخا ثم إلى كنكابان مثلها ثم إلى سيوه مثلها ثم إلى مدينة ولاشتان مثلها ثم إلى ساغن 65 فرسخاً وسطها منبر ثم إلى غزنين مرحلة.وتأخذ من قزدار إلى مشكى 50فرسخا ثم إلى جالق 30 فرسخاً ثم إلى خواص مثلها ثم إلى سراي شهر 20 فرسخاً ثم إلى نهر سليمان مثلها ثم إلى درهفان 50 فرسخاً ثم إلى جيرفت مثلها.ومن الملتان إلى بالس 0 1مراحل ثم إلى قندابيل 4 ثم إلى قصداروه ومن قندابيل إلى المنصورة 8 أو إلى الملتان 10مفاوز ومن المنصورة إلى قامهل 8 مراحل ثم إلى كنباية 4 مراحل ثم إلى سوبارة مثلها وهي على فرسخ من البحر، ومن سندان إلى سيمور5مراحل ثم إلى سرنديب 15 مرحلة. ومن الملتان إلى بسمد مرحلتان ثم إلى الرور 3 مراحل ثم إلى أنرى 4 مراحل ثم إلى قلري مرحلتان ثم إلى المنصورة مرحلة ثم إلى قامهل مرحلة.