ولكن الموضوعات الساخنة التي تتولد في الاستهلاك تظل محدودة وسطحية، لأنَّها تخرج من رحم الوجود السلبي، وتصبح- بما هي قضايا مباشرة في إلحاحها على الوجدان الإبداعي والنظر التأملي ـ ممجوجة من قبل المتلقي نظراً لطول الاشتغال قبلاً في معالجتها من دون جدوى. ولتراكم المشكلات العالقة بها أصلاً كما سبق أن ذكرنا، من دون أن يتحقق أي أفق لاحتمال حلول حقيقية ومع الاختلالات الفادحة في آفاق الرؤى الإيديولوجية التي عرفناها في القرن العشرين، حيث تم أخيراً انتصار (الليبرالية الامبريالية) بكل فظاظاتها التاريخية تجاه الأمم/ موضوع النهب والابتزاز والتدمير، تبدو تلك الموضوعات للمتلقي العادي أو النمطي وكأنما هي موضوعات زائفة. وفي الموضوعات الزائفة تهدر اللغة بالطبع، وقد تكون من أمثلة الهدر في هذا المقام تلك النصوص الروائية المسطحة التي لا تزال تلتفت بحنين إلى ريف لم يعد موجوداً، في مواجهة مدينة تم ترييفها إلى درجة التآكل التمديني فيها منذ عقود. وقس على ذلك من أشكال الهروب التعبيري من مواجهة ما تجب مواجهته.. الآن!!هذه التخطيطة الإجمالية للمأزق الحيوي وتبادلاته مع مأزق هدر اللغة هي مجرد تخطيطة تعاين ما يهمها أو تقاربه مقاربة بسيطة، من دون أن تكون قادرة على احتوائه كلياً وإبرازه تفصيلياً… ومع ذلك فإننا نخمن أن هذا يكفي لما نحن بصدده.