(الآفاق القصية.. دراسة في المعلقات) - أوراق مشاکسة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أوراق مشاکسة - نسخه متنی

أحمد یوسف داود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(الآفاق القصية.. دراسة في المعلقات)

منهج وأسلوب جديدان في مراجعة التراث

في قراءة التراث -الشعر منه على الأقل- ينبغي على المرء لا أن يحبه حباً أعمى بدافع التحصن من نقص القدرة على مواجهة الثقافة الغربية الوافدة، والتي تأخذ سمة (الثقافة الغازية) في العديد من مستويات وفودها.. بل على قارئه أن يحبه لذاته أولاً بأول من حيث هو أحد أهم الأسس التي قام عليها "بنياننا الثقافي" العام، فتحددت في ذلك البنيان طبيعة هويتنا الحضارية وخصائصها وطبيعتها.. إلى آخره.

وحب التراث هكذا يعني: إعادة قراءته نقدياً. وإعادة القراءة هذه تستلزم أن تتوفر لقارئه جملة من الأمور الأولية التي عليها وبها يؤسس منهجه النقدي الخاص بتلك القراءة الجدية.

وأول ما يجب توافره من تلك الأمور الأولية هو: المعرفة التاريخية للأعمال المقروءة، أي معرفة سياقات الشروط الزمانية والمكانية لإنتاج تلك الأعمال.

وثانيها هو معرفة طبيعة اللغة التي تنتجها أو تكيِّفها معها تلك السياقات، ويترتب على هذا معرفة طبيعة الفكر السائد في حقبة إنتاج تلك الأعمال، ومدى الانزياحات اللغوية بين الاستعمال الاجتماعي للغة آنئذ وبين الاستعمال الشعري الذي عليه أن يظهر ما لا يظهره سواه من كوامن ومخبوءات المناخ الاجتماعي والنفسي والعلائقي السائد وقت إنتاج تلك النصوص، وكشف الهوامش النشطة في حياة الأفراد والجماعات التي يلعب عليها الشعر، والصلة بين الصورة الشعرية كمظهر جمالي/ فكري في القصيدة لاكتشاف العلاقات بين الأشياء./ ونحن هنا نستخدم استخداماً شبه حرفي بعض عبارات الأديب الناقد وفيق خنسة في كتابه (الآفاق القصية-دراسة في المعلقات) والذي حوله وعليه تدور مادتنا المكتوبة هذه/.

وثالثها هو معرفة مناهجنا النقدية العربية القديمة بما لها وما عليها، إذ هذه المناهج قد أنتجت على قرب عهد من تراثنا الشعري وفي ظل ثقافتنا العربية التي كانت سائدة عالمياً.

ورابعها هو معرفة المناهج الغربية والعالمية الحديثة في النقد الأدبي، وقد تم تمثلها من قبل قارئ التراث الشعري وإدماج معطياتها في متحصلاته المعرفية من "بنياننا الثقافي" الإجمالي، والتي تشكل مناهجنا النقدية القديمة جزءاً هاماً من إنجازاته ومكوناته في آن معاً.

وخامسها هو توفر المقدرة الجيدة على التذوق الجمالي من قبل القارئ، وعلى الاستقراء والدمج الاستنتاجي لمحصلات القراءة في إطار نص نقدي متماسك ودال ومؤثر، بصورة ما، في الراهن.

/ 236