يذكر هذا المصطلح سريعاً بالتوكيد على اختزال عمليات الحياة إلى نتف معزولة أو غير مندمجة في سياقات مديدة مفيدة، وذلك يحيل إلى ما تطلبه عملية (العولمة) وتحاول فرضه بأشكال متنوعة من القوة على مختلف المجتمعات البشرية.وضمناً، هناك محمول في المصطلح يدل على الاستجابة لنزعة الاستهلاك، مثلما تستهلك (سندويشات الهمبرغر، أو وجبات مطاعم مكدونالد).والحقيقة النصية للمصطلح تقوم على اختزال السرد ـ وغالباً على إلغائه ـ مع أن السرد حياة، حسب إشارة لإدوار سعيد، والحياة سرد لتفصيلات الوقائع المفردة إذ أن السرد يلملمها في سياقات ويمنحها معناها، فهي ـ أي الحياة ـ تصطنعه من أجل ذلك حسبما نخمن نحن.وفي اختزال السرد يختفي (التبنين) ـ أي وجود البنيات في علائق تركيبية ـ وفي أحسن الأحوال يقوم ما هو مختزل على ما يشبه البنية الأحادية اليتيمة، وكل هذا يساوي تسطيحاً في النتيجة، وقصراً للدلالة ـ إن وجدت ـ على إلماحة عابرة لمحصلة ملاحظة سطحية… وفي هذا كله تهدر أنظمة الأداء اللغوي الناجع مثلما تهدر الوظائف الدلالية الهادفة إلى إنجاز رؤية ناجعة ـ أو رؤيا، ليختر من يحب إحدى اللفظتين كما يحب ـ لمعنى الوجود في العالم.وإذا دققنا النظر في مؤدى ذلك كله، وجدنا (الانفلاش) أساس هذه الظاهرة الكتابية اللينة الهينة، ووجدنا في عمق الانفلاش ما تطلبه العولمة بالتمام والكمال! ومرة أخرى، من دون أي نية في رمي أحد بالاتهام من أي نوع!! وكي لا أتهم بأنني أحاول ذلك سأختار صديقاً عزيزاً للاستشهاد ببعض نصوصه من مجموعته الصغيرة جداً. إنه (أحمد جاسم الحسين) من سوريا وهو يتهيأ لنيل درجة الدكتوراة في الأدب من جامعة دمشق، أما مجموعته المذكورة فهي (همهمات ذاكرة). وهو بالمناسبة من الجادين في البحث والمتنوعين في النشاط. وقبل الاستشهاد ببعض نصوصه سنورد ما جاء على صفحة الغلاف الأخير لمجموعته المذكورة: