أوراق مشاکسة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ثم ما معنى تسويق شهرة الكاتب الفرنكوفوني أمين معلوف ـ أمين سر المنظمة الفرنكوفونية الآن ـ حيث رواياته جميعهاً تقريباً -تحيل دلالاتها النهائية إلى حتمية أن الغرب هو مرجعية الشرق، وأن للعرب وجوداً قليلاً في تاريخ هذا الشرق أو هو فائض عليه؟!ومن جهة أخرى، ما معنى أن يقوم ماركسي معروف مثل د.صادق جلال العظم في (الاستشراق والاستشراق معكوساً) بترجمة فقرة من أواخر كتاب إدوار سعيد (الاستشراق) ترجمة مغلوطة ثم يحوله بموجب ذلك إلى (ناصح!!) للامبريالية بشأن الطريقة الأمثل لنهبنا!… وذلك بعد كل الجهد الهائل الذي قدمه إدوار سعيد في تشريح الاستشراق وعمليات (الشرقنة والغربنة) اللتين صممتا وعممتا لخدمة نهبنا التدميري من قبل الغرب الرأسمالي برمته؟!هذه نماذج من أدوار فكرية ساهمت ـ وتساهم ـ في صنع الرؤيات العربية لحركة العالم ولموقع العرب فيه. والأمثلة المشابهة كثيرة ولكن تساؤلنا هنا ينصب على أثر صناعة هذا (الزيف الرؤيوي) في قضية اللغة وهدرها بما هي متشكلة في أبنية نصية إبداعية تخاطب وجدانات المتلقين أصلاً، ويفترض أنها مترابطة مع مقتضيات الوجود الاجتماعي ومعطياته، ومع التحديات الملحة التي يواجهها.ولقد أشرنا قبلاً إلى أن الموضوعات الحقيقية المهمة التي تستطيع اللغة أن تحملها راهنياً لابد لها من أن تنبع من مستوى مقبول من المساهمة في الإنتاج الحضاري: تقنياً ومعرفياً… ولعل (الزيف الرؤيوي) يترابط ترابطاً صميمياً مع آليات الابتذال الاستهلاكي… ذلك أن الفعل الحضاري المنتج يخلق (مناخاً) فكرياً ومعرفياً حقيقياً راسخاً، لأنه يقوم على يقينيات التجربة والتطبيق المبدعين… أما الابتذال الاستهلاكي فإنه ـ بحكم التبعية المتزايدة لمركز الفعل ـ يخلق هذا الزيف الرؤيوي المتولدمن السيكولوجية التهميشية، حيث أقصى ما يذهب إليه الوعي المهمّش هو تقليد الآخر بما يكفي من العمى عن الرؤية الصحيحة للذات. وهنا يقع الاكتفاء بالتأمل الواهم، والتلقي المنفصل لشذرات من منتوجه الإبداعي، منتزعة أو مقتطعة من سياقاتها التاريخية الإجمالية ضمن تجاهل لمستجرات الهيمنة المفروضة بمختلف أشكال القوة.وكل هذا بالطبع يدخل في عمليات إنتاج الإبداع بما هو لغة.. مع اعترافنا بما للأدب عموماً من استقلالية نسبية داخل السياق الإجمالي لعمليات الواقع الاجتماعي الموضوعي.