أوراق مشاکسة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أوراق مشاکسة - نسخه متنی

أحمد یوسف داود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كلمة ختامية بشأن كتاب الأستاذ الغذامي:

-قد يكون دخول الأنثى إلى الكتابة بقوة أمراً طيباً أو مقدمة جيدة لمساواة حقيقية في إصلاح اللغة والتاريخ… ولكن، كيف يمكن اعتبار الأمر كذلك ما دامت تدخل من أبواب التشويه الذكوري وبالأدوات الذكورية ذاتها؟!

-القسم الرابع-

متفرقـــات

الحضارة والفقر الروحي

على مستوى كبار الباحثين في أوضاع الحضارة الراهنة ومستقبلها، من أولئك الذين لا يزالون يمتلكون أخلاقاً تؤهلهم للاهتمام بالمصير الإجمالي للبشرية كلها، هناك إجماع على أن هذه الحضارة الراهنة باتت في وضع مزرٍ من الفقر الروحي المدقع. ويشكل هذا الأمر نوعاً من "انهيار التوازن" بين ما هو مادي، وما هو أخلاقي قيميّ في علاقات البشر العاديين كما في علاقات المجتمعات وعلاقات الدول على حدّ سواء.

ويتجلى هذا الانهيار في صيغ شتى قد يكون أبرزها: على المستوى الدولي، فقدان روح العدالة في التعامل المتبادل، والتهديد بتشغيل الترسانات العسكرية وفق شريعة الغاب، وابتذال قيمة الحياة البشرية لمستضعفي الأرض، الخ..

وعلى المستوى الثقافي الإنساني، تغييب ما يرتبط بالجهد العقلي والنفسي والروحي الإنساني النبيل المستند إلى القيم الأولية الناظمة لعملية الوجود الإنساني وتطوره وبقائه، وتسفيل الإبداع المتعلق بذلك والمنبثق عنه لصالح ماديّة رخيصة تستند إلى عالم يهتم -أساساً - بالمتاجرة وتسليع الإنسان.

وعلى مستوى الأفراد، وخصوصاً في المجتمعات المستضعفة المنهوبة، يتجلى ذلك الانهيار في نوع من استرخاص الذات واختلال البنيان النفسي الذي لا تضبطه منظومة قيمية ثابتة، أو بالأحرى إن هناك نوعاً من الصراع الفصامي داخل الذات: بين قيم المجتمع الذي تنتمي إليه تلك الذات- وهي قيم تعبر عنها ثقافته المتوارثة- وبين القيم الاستهلاكية الابتذالية المعممة بقوة الفعل الإمبريالي العالمي ذي السمات الشايلوكية أساساً، حيث الامتلاك هو قيمة القيم… وبالطبع، الامتلاك بكل الوسائل المتاحة. إزاء هذا الوضع الذي أخذ يتفاقم بحدة منذ أكثر من عقدين، والذي بات يبشر (بعولمة) تحيل الفرد البشري- إن كتب لها التحقق- إلى نوع من حيوان منتج مستهلك، لا ذاكرة له ولا تاريخ ولا اهتمامات بمستقبله ومصير نوعه.. وليس لديه ما يؤهله لإعادة التفكير في معنى وجوده في العالم، إلى أين يمكن للأدب والفن -بمختلف أجناسهما- أن يتجها.. وباعتبارهما المحرك والمحرض لحركة الفكر الذي يجب أن يعيد صياغة معنى الوجود البشري في آفاق جديدة؟!.

/ 236