أوراق مشاکسة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أوراق مشاکسة - نسخه متنی

أحمد یوسف داود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ويتناول البروفيسور سعيد أوليات الملامح التكوينية للصورتين المذكورتين وتطوراتها نحو الاكتمال عبر بضعة قرون.. ففيما كان الغرب ينتج فلسفته وآدابه ورؤياته الفكرية والفنية والأدبية، أو بالأحرى يبني تمركزه على ذاته في (نظرية المركزية الأوروبية) حيث يعتبر نفسه محور العالم، أو إنه العالم كله بعد إلغاء (الآخر) تصورياً ومفهومياً- أو على حد تعبير توينبي، كل ما ليس أوروبياً يظل "خارج التاريخ" حتى تتم إعادة إنتاجه بنيوياً: في الفكر والاقتصاد والسياسة والأدب والفن والفلسفة والقانون، بما يتلاءم مع صورة أوروبا عن ذاتها- وفيما كان الأوروبيون ينتجون صورة أوروبا الجديدة منذ بدايات عصر النهضة، متبنّين ثقافة اليونان والنزعة العسكريتارية الرومانية باعتبار ذلك -حسب رأيهم- ميراثهم الخاص المعجز المتفرد، وخلاصة إبداع (العرق الآري) الذي اخترعوه (اختراعاً صافياً)- كما يقول المفكر الفرنسي بيير روسي- وجعلوه العرق الوحيد المبدع… فإنهم كانوا ينتجون "للشرق" صورة نقيضة، صورة الانتماء إلى (عرق!!) مخترَع هو الآخر سموه (العرق السامي، نسبة إلى الشخصية التوراتية الأسطورية: سام بن نوح)، وجعلوا هذا العرق عاجزاً عن أي إبداع وعن أي إنتاج حضاري ذي قيمة. وبالطبع، كان الشرق يعني لدى الأوروبيين بدئياً: الوطن العربي، ثم العالم الإسلامي… ولاحقاً توسع المفهوم ليضم بقية الشعوب والحضارات والأديان.

إن صورة العجز الشرقي هي -حسب الأوروبيين-الضرورة المؤكدة لصورة التفوق الغربي. وعملية إنتاج هذه الصورة وتعميمها بمختلف الأدوات والوسائل هي ما يسميه إدوارد سعيد (شرقنة الشرق). وبالطبع، على "الشرقيين" أن يعتقدوا أنهم فعلاً كذلك، وأن يتمثلوا عناصر صورتهم المشرقنة ومقوماتها المفهومية ويعيدوا إنتاج حياتهم وفقها مطورين إنتاج الصورة نفسها في الوقت ذاته.

ولم تكن "مؤسسة الاستشراق" مؤسسة أكاديمية أو سياسية محددة الهيكلية والتنظيم والأداء، بل كانت نوعاً من قوة الفعل الثقافي المنتشر في الأجهزة الثقافية الغربية، وهي قوة توظف نتاجاتها سياسياً وحضارياً وحتى عسكرياً بشكل متسق ودائم.

وفي حدود منتصف القرن العشرين بدأ الميل لتغيير آلية الأداء بالنسبة لتلك المؤسسة ولتغيير عناصر الفعل الخاص بها.. وهكذا أنتجت عملية "الغربنة" التي يقوم بها أبناء الشرق أنفسهم من المثقفين المختارين لأداء الوظيفة التي كان يقوم بها الأوروبيون.

ولا يمكن بالتأكيد أن يعرض المرء هنا لكل ما هو واجب العرض في كتاب إدوارد سعيد، وما أكثره!… غير أن الكتاب برمته لا يسلط الضوء على الابتزاز المعرفي الأوروبي وغير المعرفي لنا، بل هو يرينا صورة أنفسنا ونحن نساعد على هذا الابتزاز دون أن ندري.

إنه يفتح أعيننا على العيوب الفادحة والثغرات الخطيرة في أدائنا الحياتي العام داخل إطار الهيمنة الإمبريالية القائمة. ومن هنا تنبع الأهمية البالغة لهذا الكتاب ومحتوياته بالنسبة لنا.

/ 236