أوراق مشاکسة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أما "تزعرن" فصحيح أن الجذر الثلاثي هو زعر، ولكن الفعل مشتق من جمع (أزعر) وهو (الزعران). وهذا النمط من الجمع شائع كثيراً في الفصحى مثل: ولدان من ولد، وغلمان من غلام، وندمان من نديم… والأمثلة كثيرة، والجمع بزيادة الألف والنون مع التغيير المناسب في حركات الجذر الأصلي. ووزن الفعل المشتق من هذا الجمع هو (تفعلل) "تزعرن"، وهو ليس من(جرأة العامية ومغامراتها في الاشتقاق)، بل هو فصيح تستخدمه العامية وإن لم يرد في المعاجم. وتبدو النون في مثل هذا الفعل كأنما هي أداة سلوكية/ سيكولوجية دالة على النسبة إليه، أي إلى الفعل في مقابل النسبة الشائعة إلى الاسم… أما استخدام هذه الآلية لإنتاج أفعال مثل (تغربن، أي انتمى سيكولوجياً إلى "الغرب"، وتشرقن، انتمى سيكولوجياً إلى الشرق، أو إلىصورة أي من الحضارتين) فذلك صحيح من الوجهة الدلالية إذ هذانالفعلان يميزان بين الحال السيكولوجية والمعرفية والحال الحسية في (تغرب وتشرق) لكننا ـ وفقاً لما نعرفه من أساليب العربية في دقة مثل هذا التمييز ـ لا نرى أن (تألمن) هي صيغة مقبولة، إذ الفعل (تألم) كافٍ وافٍ دلالياً بدون افتعال زيادة نون.ويَنطبق الأمر، في صيغ الأفعال المتعدية التي يقترحها أبو ديب، على (شرعن وصدقن)، فصياغتهما واستعمالهما يتضمنان تحذلقاً شاذّاً، إذ أن (شرّع وصدّق) يدلان على الحال المطلوبة دون حاجة لافتعال هذه الصياغة التي هي صياغة قسرية لا لزوم لها استعمالياً.