أوراق مشاکسة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(تتأسس القصة القصيرة جداً على عناصر كثيرة من مثل: التضاد، والأنسنة، ودقة الملاحظة، والتناص، والأسطرة، والترميز، والتكثيف، والانزياح، والإدهاش، والقفلة المميزة، والجدة والطرافة في الموضوع. والخصوصية في التلقي، والعمق في الرؤيا..).وهذا بلا ريب كلام جميل، ولكنه عمومي ـ بتعبير سارتر ـ مع الأسف البالغ طبعاً!فلننظر في بعض نصوص المجموعة التي قيل عنها على صفحة الغلاف الأخيرة أيضاً: (لعل كثيراً من هذه العناصر يمكن أن نجدها في هذه المجموعة التي لا تخلومن مغامرة مضموناتية وطرافة موضوعاتية وتجريبية شكلانية).. نعم… شكلانية مع إضافة: جداً!!…اقرأوا معي هذا النص: (أناني)…ـ (قال الأب معتزاً: كل أهل القرية يقدسون والدتك، هي جدتهم جميعاً. رد ابنها متحسراً: تعاملني مثلهم يا أبي! اتهمه أبوه بحب الذات فبكى). فهمتهم شيئاً؟!… وجدتم شيئاً من العناصر التي قالت صفحة الغلاف إن القصة القصيرة جداً تتأسس عليها؟!.ولكن، هذا نص واحد فلننظر في آخر، وليكن نص (سباق) مثلاً. يقول هذا النص:(في هدأة الليل ملّ كرسي المدير العام "الدوار" فزار صديقه كرسي معاون المدير العام، وقال باستعلاء واضح: أنا أعلى منك! ـ بل أنا! رد عليه كرسي المعاون.قال كرسي المدير العام "الدوّار": هيا لنتسابق، وراحا يدوران حولن نفسيهما ليثبتا علو كعبهما. أصيبا بالصداع بعد دوران طويل فسقطا على الأرض!..)..من جديد: فهمتهم شيئا؟!… وجدتم شيئاً سوى هدر الإبداع تعبيرياً ودلالياً؟!ومع ذلك، ومعذرة منكم، هذا نص ثالث كي لا نُتهم بالتجني وعنوانه (اعتراف):(أبرزت العيون لسانها، ذهبت إلى المحكمة للاعتراف! قدمت (عرض حال) ضد كذبها وخداعها وأنها تضمر غير ما تظهر! طلب القاضي شاهدين وبطاقة شخصية وطوابع مالية… قطعت لسانها ووضعته في حاوية!)..