أوراق مشاکسة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بالتأكيد، هذه النماذج ليست كل القصص القصيرة جداً!.لكن، وبصرف النظر عن كيفيات الأداء لدى من يكتبون هذا (الكلام)، يظل القاسم المشترك بين نصوصهم المختلفة هو ما ذكرناه قبلاً عن هدر نظم الأداء التعبيري الناجع وهدر وظائفه الدلالية بشكل إجمالي.ومع ذلك ، فقد اشتد التهاتر المنشور على ريادة هذا (الفن!!)… والعياذ بالله!. وزعم بعضهم أن نجيب محفوظ نفسه ما عاد يكتب اليوم إلا القصص القصيرة جداً!!… أيْ نعم!!!أذكر أنني في السبعينيات قرأت خبراً في إحدى الصحف مفاده ـ أن أصغر ـ أو أقصر ـ قصة في العالم كتبها أنطون تشيخوف، وتألفت من بضع وخمسين كلمة، وملخصها أن إيفان ـ الشخصية الشعبية الروسية ـ وجد "كبّيك" أي قطعة عملة صغيرة.. وبعد خمسين عاماً من الانحناء المتواصل خرج بحصيلة تضم دبابيس وأزراراً وكشتبانات… الخ، وخرج بظهر محني ورأس لا تستطيع الارتفاع، أبداً.ورغم عمق الدلالات الواقعية وحتى الفلسفية في هذه القصة التشيخوفية (القصيرة جداً، على حد اصطلاح أصحابنا)، فإن تشيخوف تاب، (ولم يُعدها)!!فما في كل مرة تسلم الجرة كما يقول مثلنا الشعبي..فهل هذا (اللون من الكتابة) هو البديل الصالح عند شبابنا لكل مواريثنا السردية: القديمة منها والمستحدثة في زمن العولمة ومحاولات تفكيك الثقافات القومية؟! وهل سيصير (عباقرته!) نجوم الأدب السردي العربي في القريب العاجل؟!الأسئلة كثيرة، والإجابات المتسامحة صعبة!..فلننتقل إذاً إلى ميدان آخر: ميدان الشعر/ ديوان العرب.قصيدة الومضة:كتابة، لم يشع مصطلح (قصيدة الومضة) شيوعاً كبيراً، غير أنه متداول في المراجعات النقدية الصحفية، مثلما هو متداول على ألسنة الشعراء والمشتغلين بشيء من النقد، وأعداد واسعة من المثقفين المعنيين.وقصيدة الومضة ليست حتى الآن قصيدة مستقلة، لكنها تظهر في المجموعات وفي ما تنشره الصحف والدوريات من (أشعار جديدة)، تحت عناوين مفردة يجتمع (كم) مناسب منها تحت عنوان كبير جامع لها شكلياً ومضمونياً، أو إنها تظهر مرقمة بأرقام متتالية تحت عنوان على الطريقة السابقة. وهذا الشكل (الومضي) قد يكون مموسقاً على نمط التفعيلة، وقد يكون من نمط ما يسمى (قصيدة النثر)… وهو الغالب.