أوراق مشاکسة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(الموضة) كانت دائماً طريقة معرفتنا لأنفسنا وللعالم، من (موضات) كتابة الشعر والرواية والقصة، حسب ما يردنا عن غيرنا أو حسب ما نتوهمه عن أجدادنا.. إلى (موضة) الفلسفات والايديولوجيات، إلى (موضة) حفاوتنا غير المفهومة (بالأنترنيت) التي كأنما صممت من أجل (سعادتنا) نحن العرب، فهي اليوم تشبه أن تكون (كتابنا المقدس!!)- مع الاعتذار عن سوء التشبيه- ناسين أو متناسين أن (برمجتها) هي في أيدي خصومنا!… ونحن- يا غافل، لكالله-: (من وراء البقرة في المرعى إلى وراء الحاسوب) بكامل أناقة ادعاءاتنا عن (فائض المعرفة) التي تقدمها لنا هذه (الصلة المفتوحة!) بالقرية الكونية، كما صار العالم يسمى. أما كيف نستقبل المعارف- التي قد تكون كاذبة أو ملفقة لنا أو لسوانا من أجل غايات في نفوس من يقدمونها هكذا- بعقل ممزق بملاحقة التفصيلات، وباصطياد (الأسماك الميتة) على الضفاف.. وبروح من يفكر: (هكذا أكون أنا الأكثر بروزاً وكسباً)؟! فتلك مشكلة!!إن من يجهل نفسه- أو يتجاهل مقدراته التي تؤهله لها ظروفه، بالأحرى- لا يمكنه فهم العالم فهماً موضوعياً مفيداً، وما أكثر المدعين المندفعين الملتاثين بحمى (الموضة) كأنما مسهم جنون! ما أكثرهم في عالم عربي فسيح يزداد تردي أوضاعه يوماً وراء يوم!! ولكنهم صاروا يستخدمون (أحدث منجزات العلم)، ولو بعقل (قطر قافلة الجمال إلى ذيل حمار) وفقاً لتقاليد تجارة القوافل (أيام زمان). فسبحان المعطي الذي أدهش، فأطار بذلك صواب الكثيرين عن ملاحظة النواقص!!