أوراق مشاکسة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أوراق مشاکسة - نسخه متنی

أحمد یوسف داود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أما الموسيقا، وقد أصبحت مرتبطة بالغناء، فقد تراجعت عموماً إلى درجة مزرية. إن الضغط باتجاه منع بث الأغاني التي تسيء إلى الذائقة الأصيلة، وتشجيع المبدعين في هذا الميدان، أفراداً وفرقاً، هما أمران مطلوبان كحاجة ملحة.

ومن الجدير بالذكر هنا أن الأعمال المسرحية، والأعمال الموسيقية التي تقدم بصورة مباشرة، لها أجواؤها الاحتفالية التي تتصف بحميمية المشاركة في التلقي، مع ما يترتب على ذلك من انتشالٍ للمتلقي من العزلة التي تفرضها أساليب تلقي الأجناس الثقافية الأخرى بالوسائل التي سبق ذكرها. والحميمية هي سمة من سمات العافية الاجتماعية، وهي عنصر حيوي جداً في طبيعة الحياة العربية وتقاليدها وتركيبها المتوارث. وهي ضد العزلة، فعزلة الفرد تبديد لطاقاته وتصديع للبنيان السويّ في شخصيته.. لا بل إنها وسيلة لخنق النفس الإنسانية أو اختناقها،حيث قد لا يجد المرء مخرجاً له من ذلك غير الانحراف وممارسة ألوان من العدوانية الجنونية، والحماقات الشرانية التي لا يمكن التكهن بنتائجها. ولذلك فإن المبادرة المسؤولة إلى تنشيط كل ظاهرة ثقافية، أو فولكلورية، أو اجتماعية تساعد في الإبقاء على حميمية التواصل بين الناس، إنما هي مبادرة تقع في نطاق مقاومة العولمة والتنميط، أي في نطاق الحفاظ على الخصوصية وعلى الهوية الحضارية… وعلى الصحة النفسية للأفراد وللمجتمعات العربية إجمالاً. ومن هنا وجوب زيادة الاهتمام بالمسرح وما يوازيه من نشاطات مشابهة.

رابعاً- في مسألة السوق الثقافية العربية المشتركة:

بعد كل ما تقدم، ربما يصبح الحديث عن ضرورة وجود سوق ثقافية عربية، وعن كيفيات تحقيق ذلك، نوعاً من التكرار الذي لا لزوم له، أو نوعاً من إعادة تحصيل ما كان قد تحصل في ما سبق. على أن العودة لتوكيد عدد من الأمور الأساسية تظل، حسبما نرى، لازمة ولو أنها تلخص تلخيصاً بعض ما كنا قد عرضنا له بشيء من التفصيل في مواضعه المذكورة قبلاً.

وانطلاقاً من أطروحة وجوب المبادرة السريعة إلى العمل من أجل ضمان (الأمن الثقافي العربي) فإن أول تلك الأمور الأساسية يتمثل في وجوب فصل ما هو ثقافي عما هو سياسي في العلاقات العربية المتبادلة، حيث يتيح هذا الفصل ولادة أسلوب جديد ونظرة جديدة إلى التعامل مع أهم العناصر الفاعلة في الوجود العربي والمصائر العربية، وهو عنصر الثقافة التي تصنع وعي الإنسان بحقيقة وجوده.

يترتب على ذلك أمر ثانٍ هو الاتفاق العربي المعلن رسمياً على: -طبيعة الأخطار الفعلية التي تهدد الثقافة العربية والمعتقدات والقيم الحضارية العربية، وبالتالي هي تهدد بتدمير الخصوصية والهوية والروح القومية- طبيعة الرد على تلك الأخطار حيث لابد من مواجهة المواطن العربي لها من خلال تنمية وعيه بالحوار الحر المفتوح بكل الوسائل المتاحة حيث يكون موقع الجهات الرسمية المعنية هو موقع الإشراف والتوجيه لا موقع الفرض والتلقين اللذين يخمدان ديناميكية العقل العام، ويخلقان وعياً زائفاً ومنافقاً يضطر فيه الإنسان إلى إظهار ما هو خلاف ما يبطن، ويتمزق وعيه المخبوء بين الاتجاهات المتعارضة في التوجهات الثقافية الرسمية القائمة الآن، لأنه لا يمكنه اختبار صحة ما يتلقاه منها، ويتبناه تحت تأثير الخوف أو تأثير رد الفعل، اختباراً بواسطة الحوار الذي يقوم على التفاعل المبدع، بدل الاستسلام ذي الطبيعة السلبية.. وهذا يعني دخول الجهات الرسمية كشريك في الحوار ضمن حدود الأهداف العليا المعلنة لا كقامعٍ يفرض رؤيته المسبقة، حيث تصبح مصلحة الشعب والأمة مستبدلة سلفاً بمصلحة عناصر تلك الجهات الرسمية عبر الإصرار على كراسيها ومنافعها.

/ 236