أوراق مشاکسة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لا يغير التقدم العلمي شيئاً ذا قيمة في جوهر الرموز الأولية. وأياً يكن مستوى هذا التقدم فإن الوجود البشري سيظل يدور- في عمقه- حول المشكلة المعرفية الأولية: أسبقية الفكر على المادة، أم العكس، وعندما يتبنى نظام اجتماعي هذا التوجه أو ذاك فذلك يعني أن نظامين متعارضين من القيم الأساسية التي تتفرع عنها سلاسل قيمية تعاملية معقدة هما نظامان قائمان ومتصارعان بالضرورة. ومرة أخرى: شرح هذا يطول، وهو بالغ التعقيد لكنه ممكن. والقول بأسبقية الفكر على المادة لا يعني نفيها أو احتقارها وإنما هو لا يؤلهها، أي لا يبني نظام القيم على قداستها، والعكس صحيح.وهنا مظهر آخر من مظاهر اختلاف الهويات. لكنه مظهر واحد فقط!