هذا هو . . . الطريق
!وككل
عظماء التاريخ وصنّاع أحداثه ومنعطفاته الكبرى ، لم يكتفِ الامام بتعداد
مظاهر الخلل وتشخيص مواطن الداء . . بل سرعان ما ينتقل الى طرح
البديل . وها هو يرسم الخطوط العريضة لمشروع النهوض
والوعي .
«أيها المسلمون المؤمنون بحقيقة
الاسلام .
ـ انهضوا . . .
ووحدوا صفوفكم تحت راية التوحيد ، وفي ظل تعاليم
الاسلام .
ـ واقطعوا أيدي القوى الكبرى
الخائنة عن بلدانكم وثرواتكم الوفيرة .
ـ وأعيدوا مجد
الاسلام .
ـ وتجنّبوا الاختلافات والأهواء
النفسية . . فإنكم تملكون كلّ شيء .
ـ اعتمدوا على الفكر
الاسلامي .
ـ وحاربوا الغرب
والتغرّب .
ـ وقفوا على
أقدامكم .
ـ واحملوا على المثقفين الموالين
للغرب والشرق .
ـ اوجدوا هويتكم . .
واعلموا أن المثقفين الذين باعوا أنفسهم للأجنبي أذاقوا شعبهم ووطنهم
الأمرّين .
ـ وما لم تتحدوا وتتمسكوا بدقة
بالاسلام الصحيح ، فسيحلّ بكم ما حلّ بكم حتى
الآن .
إننا في عصر ، ينبغي أن تضيء
الشعوب الطريق فيه لمثقفيها ، وأن تنقذهم من الانهيار والضعف أمام الشرق
والغرب . فاليوم يوم حركة الشعوب ، وهي التي ينبغي أن توجّه مَنْ
كان يوجهها من قبل» .
بعد ذلك ، ينفخ الامام في الحجيج روح الثورة والرفض: «اِعلموا أنّ قدرتكم الروحية ستتغلب على جميع
الطواغيت ، وتستطيعون بعددكم البالغ مليار إنسان وبثرواتكم
الطائلة ، غير المحدودة ، أن تحطموا جميع القوى . .
انصروا الله كي ينصركم .
أيها الجموع الغفيرة من المسلمين . .
انتفضوا وحطموا أعداء الانسانية ، فإن اتجهتم الى الله تعالى ،
والتزمتم بالتعاليم السماوية ، فالله تعالى وجنده العظام معكم»
44 .