بعد السیاسی للحج فی منظار الإمام الخمینی (رضوان الله تعالی علیه) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بعد السیاسی للحج فی منظار الإمام الخمینی (رضوان الله تعالی علیه) - نسخه متنی

جلال الأنصاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الحج; منظومة فقهية


ولمّا كان الاسلام منهج حياة ، فإنه يتسم بالشمولية والتكامل وتلبية
حاجات البشرية في كلّ زمان ومكان . إن للإسلام قواعد ومباني يبتني
عليها ، ويتكئ عليها ، وينهدم دونها ، ولا يبقى له بدونها
إلاّ الاسم العاري من المسمّى . ومن تلك المباني الحج ، حيث يقول
الامام الباقر(عليه السلام): «بُني الاسلام
على خمس : الصلاة والصوم والزكاة والحج والولاية»11 ، فمن ترك الحج متعمداً فقد هدم ركناً من أركان دينه الإلهي فينهدم معه الاسلام
الكامل; ولذا قال تعالى فيمن تركه عمداً . . . {ومن كفر فإنّ
الله غني عن العالمين} ، حيث عبّر عن تركه العمدي بالكفر ، فتارك الحج عمداً كافر
عملا ، وإن لم يكن كافراً إيماناً واعتقاداً . وحيث إنّ الحج من
مباني الاسلام . فجميع ما ورد في شأنه لابدّ وأن يتبلور في الحج ويكون
الحج مُمثلا إيّاه ومجلىً لظهوره12 .

ويندرج الحج ضمن سلسلة اجتماعات المسلمين ، بحيث يأتي تتويجاً
لها ، وأهمها لجهة الشمول والاتساع . أمّا أول هذه الاجتماعات فهو
«على مستوى أهل الحي الواحد من البلد ، يتكرر في اليوم خمس مرات ،
وقد شرع الله صلاة الجماعة ، أما ثانيهما; فاجتماع على مستوى أهل
البلدة الواحدة ، يتوالى مع كلّ اسبوع ، وقد شرع له صلاة
الجمعة ، وأما ثالثهما; فاجتماع على مستوى العالم الاسلامي
أجمع . .13 حيث يتلاقى المسلمون من
شتى بقاع الأرض ، ليتعارفوا ، ويتبادلوا
الآراء والخبرات ، ويغلّبوا وحدتهم على ما يغالبها من انتماءات تاريخية
واجتماعية وثقافية مختلفة .

وهكذا نجد أنّ الحج ـ كفريضة ـ يحتل موقعاً أساسياً في بناء حركة المجتمع
التوحيدي ، إذ تعتبر هذه الفريضة أحد أركان الاسلام ، فالجماعة
المسلمة تتعامل مع الحج باعتباره فريضة على كلّ مسلم ومسلمة الى يوم
الدين ، مهما تغيرت الظروف وتقلبت الأحوال: {ولله على الناس
حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإنّ الله غني عن
العالمين}14 .

ويتواصل
الحج مع منظومة عبادات لدى المسلمين ، تبدأ بالصلاة والصوم ،
وتتوّج بالحج . إلاّ أنّ هذه العبادات المختلفة ، رغم ما يجمعها من
خصائص مشتركة ، يبقى لكلّ منها خاصية وفرادية . . لذا
فالحج ، كظاهرة يمكننا القول : إنها في الوقت الذي تندرج فيه ضمن
نظام أعم من العبادات تحمل منطقها وقواعدها ووظائفها
المميزة .

إنّ
القيام بالحج ليس أمراً عفوياً يقوم به المسلم كيفما اتفق ، انطلاقاً من
قناعاته الفردية أو تأثراً بالمناخ الحقوقي والقانوني الذي ينظّم العلاقات
الاجتماعية المختلفة في البلد الذي يعيش فيه ، ولا انطلاقاً من العرف
الذي يحكم القبيلة أو الطائفة التي ينتمي اليها .

فالحج
تحكمه منظومة فقهية تفصيلية ، يتعامل معها المسلمون على أنها شروط إلهية
ورسالية ، لا يحق للفرد أو الجماعة أو الأمة ، في أية مرحلة من
مراحل التاريخ وفي أية بقعة من بقاع الأرض ، أن يجروا أيّ تعديل
عليها ، مهما كان الموقع الذي يتبوؤنه في السلطة وفي الحياة العامة15 .

/ 21