روياً فضفاضاً(1)، تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطاناً(2)، قد تحرى بهم الري غير متجل منهم بطائل بعمله الباهر، وردعه سورة الساغب(3)، ولفتحت عليهم بركات من السماء، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلمن(4) فأسمعن وما عشتن أراكن الدهر عجباً، إلى أي لجأ لجأوا واسندوا؟ وبأي عروة تمسكوا؟(5) ولبئس المولى(6) ولبئس العشير، استبدلوا والله الذنابى بالقوادم(7)، والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم(8) "يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"، ويحهم (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(9). أما لعمر إلهكنّ(10) لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا(11)
1- يفيض منه الماء. 2- شبعانين. 3- حدة الجائع. 4- تعالن مركبة من هاء التنبيه ومن لم أي ضم نفسك إليها، والنون فيها هنا نون النسوة. 5- عروة الكوز أو الدلو مقبضه مستعارة هنا. 6- الصاحب والجار. 7- الذنابى الذنب، والقوادم ريش في مقدم الجناح، والمراد أنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، العجز مؤخر الشيء، والكاهل مقدم الظهر. 8- أي ذلا لأنوفهم مجاز عن ذل أنفسهم. 9- سورة يونس: 35. 10- أي أما وحق بقائه. 11- لقحت حبلت، النظرة التأخير في الأمر، وريث أي مقدار، وتنتج تلد.