فليت قبلك كان الموت صادفنا
تجهمتنا رجالٌ واستخفّ بنا
مذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
قوم تمنّوا فأعطوا كلما طلبوا
مذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
مذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب
قال: فما رأيت أكثر باكية وباك منه يومئذ، ثمّ عدلت إلى مسجد الأنصار فقالت: يا معشر البقية، ويا عماد الملة، وحصنة الإسلام، ما هذه الفترة في حقي والسنة عن ظلامتي؟ أما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أن يُحفظ في ولده، سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا أهالة، أتزعمون مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخطب جليل، استوسع وهنه، واستهتر فتقه، وفقد راتقه، وأظلمت الأرض له، واكتأبت لخيرة الله، وخشعت الجبال، وأكدت الآمال(1) وأضيع الحريم، وأذيلت الحرمة، فتلك نازلة أعلن بها في كتاب الله في قبلتكم ـ أفنيتكم ـ ممساكم ومصبحكم هتافاً هتافاً، ولقبله ما حلّت بأنبياء الله ورسله، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)(2).
1- أكدت الآمال: بخلت.
2- سورة آل عمران: 144.