مسائل، وكنت أحد من سأله، فسألته عن أبي بكر وعمر؟
فقال: أجيبك بما أجاب به جدّي عبدالله بن الحسن، فإنه سُئل عنهما!
فقال: كانت أمّنا صديقة ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم، فنحن غِضاب لغضبها!؟(1).
قال ابن أبي الحديد: قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيّين من أهل الحجاز، أنشدنيه النقيب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد العلويّ، قال: أنشدني هذا الشاعر لنفسه ـ وذهب عني أنا اسمه ـ قال:
يا أبا حفص الهوينى
أتموت البتول غضبى ونرضى
ما كذا يصنع البنون الكرامُ
وما كنت مليا بذاك لولا الحمامُ
ما كذا يصنع البنون الكرامُ
ما كذا يصنع البنون الكرامُ
يخاطب عمر ويقول: مهلا ورويداً يا عمر، أي ارفق واتَّئد ولا تعنُف بنا. وما كنت ملياً، أي وما كنت أهلا لأن تخاطب بهذا وتستعطف، ولا كنت قادراً على ولوج دار فاطمة (عليها السلام) على ذلك الوجه الذي ولجتها عليه، لولا أنّ أباها الذي كان بيتها يحترم ويصان لأجله مات، فطمع فيها من لم ين يطمع.
ثم قال: أتموت أمّنا وهي غضبى ونرضى نحن! إذاً لسنا
1- السقيفة، للجوهري: 72 ـ 73، شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 6 / 49.