لقد بينا فيما سبق مفهوم ظاهرة الفساد وعرضنا لبعدها التاريخي بالإضافة إلى عرضنا للجانب التاريخي للإصلاح بهيئة توضح مبتغى غايتنا البحثية في هذا الفصل. وبغية إعطاء موضوع الإصلاح كل أبعاده واستكمالاً لغايتنا ولأغراض الإحاطة العلمية ببعد المفهوم وما يقاربه من مصطلحات نقول إن الإصلاح أخذ معاني ومفاهيم كثيرة تناولتها مراجع اللغة، والقواميس، والكتب التخصصية حتى بات عملاً تنادي به كل جهة تعاني من مشكلات في آلية عملها لتعطيه مفهوماً يختلف بعض الشيء عن مفهوم آخر له، لذلك أصبح هناك (إصلاح سياسي) و(إصلاح اقتصادي) وإداري واجتماعي وثقافي وصحي... إلخ. وعندما نتناول مفهوم (الإصلاح Reform) بالتعريف لا بد من استخدام نفس منهجية تعريفنا (للفساد) من العام الشامل إلى الخاص المبتغى لإكساب المفهوم كافة أبعاد صورته وعلى النحو الآتي: ففي اللغة/ يعرّف الإصلاح من خلال جذر الكلمة (صلح) و(صلاحاً) و(صلوحاً): أي الشيء الذي زال عنه الفساد. فعندما يقال (صلحت حال الرجل) أي زال عنها (فسادها). و(الصلاح) هو ضد الفساد عند (محمد بن أبي بكر الرازي) وبابه (دخل) و(الإصلاح) هو ضد (الإفساد) و(الاستصلاح) هو ضد (الاستفساد). وتعرّف المفردة المقابلة لكلمة (الإصلاح) بالإنكليزية وهي مصطلح (Reform) على أنها العمل الذي يحسن الظروف. (An actions that improves conditions) أو تعني إعادة التشكيل أو تشكيل الشيء وتجميعه من جديد أو هو تحسين الحالة أو تصليحها. أو تعني التحسينات بتصحيح الأخطاء. (To improve by correcting errors) أما على صعيد تعريف المفردة ومعناها (من خلال الأثر الإسلامي) المذكور في (القرآن الكريم) فالمفردة تعني (بالاستناد في البحث إلى جذر الكلمة) (صلح) الآتي: 1) عمل الصالحات ويعرّف على أنه أداء الفروض والنوافل واستقامة الحال لقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار..... صدق الله العظيم. 2) العمل بشريعة الله لقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. صدق الله العظيم.