فساد و الاصلاح نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فساد و الاصلاح - نسخه متنی

عماد صلاح عبد الرزاق الشیخ داود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إلى أن الاتجار بالبشر بدأ يأخذ أشكالاً متعددة في عالم اليوم لكنه ذو طابع أنثوي في أغلب الأحيان، إذ أن (خمسين مليون) نسمة على الأقل من المتاجر بهم هم من النساء اللواتي ينتهي بهن الأمر إلى السقوط في الرذيلة في شوارع مدن الغرب.

ولعل الاستشهاد بحادثة الأوكرانية (آيرما) خير دليل فقد وعدتها إحدى شركات شبكات الجريمة بفرصة عمل في تركيا بشكل وهمي وما إن وصلت إليها من أوكرانيا حتى بيعت من قبل عصابة لسماسرة الرذيلة (المنتشرة تحت غطاء وكالة توظيف وهمية) حيث تم مصادرة مستمسكات سفرها في تركيا وأجبرت على الخضوع لضغوطهم بكل وسائل الترهيب ليباع جسدها بأجور عالية ذهبت إلى جيوب رجال عصابات الرقيق الأبيض، لم يتبق منه عندما هربت عائدة إلى بلادها سوى ثلاثين دولاراً. مما أعادها فقيرة إلى أهلها كما ذهبت منهم.

جدير بالإشارة إلى أن السلطات في أوكرانيا أعلنت أن (مئة ألف امرأة) أوقعها الفساد والفقر ضحية لتلك الشبكات الدولية للدعارة وصناعة الجنس، التي ترتكز مراكز عملها في كل من (اليونان)، (تركيا)، (ألمانيا)، (قبرص)، و(إسرائيل)، طبقاً لما أعلنته منظمة (لاسترادا) غير الحكومية التي تكافح تجارة الرقيق الأبيض في أوكرانيا.

بالإضافة إلى ما ذكر فإن واحدة من منظمات حقوق الإنسان تذكر أن الشبكات ذاتها تنقل آلاف من التايلانديات إلى اليابان للاستغلال الرذيل بتأثير دعوة مغرية للعمل بأجر لامع، إلا أن الفتيات سرعان ما يقعن في شرك عبودية ممارسة الرذيلة بعد إكراههن على توقيع صكوك ووصولات تجعلهن أسيرات الديون حتى الموت.

جدير بالذكر أن مدينة (باتايا) التي تقع جنوب بانكوك توصف بأنها أرخص وكر لتجارة وسياحة الجنس في العالم، وتشير الإحصائيات الدولية إلى أن حوالي ربع فتيات تايلاند يعملن في ممارسة الرذيلة وأن خمسين في المائة منهن مصابات بمرض الإيدز أو يحملن فيروس (H.I.V) على الأقل. إن عدد فتيات الهوى في تايلاند يصل إلى حوالي (2 مليون فتاة) من بين ثمانية ملايين فتاة في البلاد، أغلبهن في أوساط فقيرة يتعرضن لغسيل دماغ من قبل حكومة تايلاند( التي تبارك الفساد بالفساد) ومافيات بيع الأجساد الغضة لكي يحلمن بالثراء والرفاهية مهما كان الثمن.

إن عالم اليوم بانفتاح أسواقه واقتصاده الحر ومفاهيم التحول إلى ذلك الاقتصاد العصري نجم عنه اتساع دائرة الفساد، فتايلاند تريد أن تنضم إلى ما يسمى بنادي النمور الأسيوية برؤية مفادها أن اقتصاد الدعارة التي قامت عليه الحياة في بلادهم سوف يتحول إلى اقتصاد عصري.

إن بلدان الاتحاد السوفياتي المنهار أصبحت فيها، اتساقاً مع هذه المفاهيم (سالفة الذكر)، مافيا قوية (احتلت بنفوذها مواقع الحزب الشيوعي الذي كان) وظفت الفتيات في صناعة عريضة طويلة لبيع الجسد ساهمت في نشوئها عناصر ثلاثة (الفتيات الفقيرات)، و(النظام السياسي المهترئ)، و(مافيا صناعة الأجساد والرقيق الأبيض).

بعد هذا إلى أي مدى يمكن أن تسهم سياسات هذه البلدان في التربح من هذه التجارة (وخلق حالات سماسرة الأجساد المتربحين من السياسة)؟

تساؤل تجيب عليه عصابات الجريمة المنظمة ونمو أموالها القذرة وأعداد المستفيدين منها ساسة وعوام.

3) استغلال الأطفال في الأعمال اللا أخلاقية و(تجارة الأطفال):

من أفدح أشكال الفساد الذي شهده العالم مع بروز أفكار العولمة وتحرير التجارة، وهيكلة الاقتصادات، نمو مافيات الفساد لاستخدام الأطفال في عمليات شبيهة بما أسلفناه عن الاتجار بالرقيق الأبيض.

حيث يشير أحد تقارير الأمم المتحدة إلى أن أعداد كبيرة من هؤلاء الأطفال يسخّرون (خاصة الفقراء منهم) في عمليات واسعة للبيع في دول جنوب شرق آسيا وكوريا إلى أسر أميركية وأوربية السبب فيها هو عدم وجود الرعاية والعناية والافتقار لوجود القوانين الحامية للضعفاء من نذالة الأقوياء، الذي مرده إلى فساد الأنظمة السياسية في تلك البلدان مما جعل بلدانهم مزاراً غير مقدس للسياح الأثرياء

/ 133