بیشترلیست موضوعات الفساد والإصلاح الباب الأول
دراسة في الأبعاد التاريخية وأبعاد المفهوم الفصل الأول الفساد CORRUPTION الفصل الثاني الإصلاح REFORM الباب الثاني
أنماط الفساد ملامح الفساد وطبيعته
The Shape & Nature of Corruption الفصل الأول الفساد الاجتماعي الفصل الثاني الفساد الإداري الفصل الثالث الفساد الاقتصادي الفصل الرابع الفساد السياسي 1 ـ فساد القمة (Top - Corruption): 2.فساد الهيئات التشريعية والتنفيذية: الباب الثالث
المتغيرات المؤثرة في ازدياد الفساد في عالم الشمال واستشرائه في عالم الجنوب الفساد والخوصصة دوائر المال والأعمال عضوية مجالس إدارة الشركات الباب الرابع
النتائج السلبية للفساد أثر الفساد في التنمية الفصل الثاني أثر الفساد في السيادة وسداد الديون الخارجية والنظام العام الفصل الثالث أثر الفساد في الكفاية وقيم المجتمع الباب الخامس
سبل مواجهة الفساد الفصل الأول سبل المواجهة في الصعيد الداخلي 2-تنشيط فرص الإصلاح الفصل الثاني سبل المواجهة على الصعيد الخارجي توضیحاتافزودن یادداشت جدید
في عهد موبوتو حيث وصل الأمر حتى إلى إشغال المقاعد الدراسية الجامعية على الصعد الأولية والعليا عن طريق تلك الآليات وكذلك إتمام الترقيات العلمية، والترقيات الوظيفية أيضاً بحيث أصبحت معايير الاستحقاق وفق المؤهل والتخصص لا تشكل أي أهمية أمام آلية المحاباة. مما جعل معيار الفساد والرشوة يضرب كفاية الإدارة والجهاز الإداري فالبيئة السياسية والإدارية في زائير كانت تتسم بغلبة الشك وعدم الثقة المتبادلة لسهولة تزوير الوثائق المهمة والمستندات الحكومية وسجلات الجامعات وهذا طبعاً لا يتم إلا بعلاقة محسوبية أو بدفع رشوة بسيطة للموظف المسؤول وبهذا يكون معيار الكفاية هو آخر شيء يتم التفكير فيه عند القيام بهذه الأعمال الفاسدة. إن ذلك جعل الأمر في (زائير موبوتو)، دون ضابط حيث ليس هنالك أدنى اهتمام بكفاية الأداء الوظيفي، أو في إسناد الأعمال لمستحقيها وخصوصاً المشاريع التي كان ضعف الكفاية سبباً في تعثرها. كل هذا الأمر أشاع في زائير (الكونغو) ما يعرف (بثقافة الفساد)، التي أصبحت عملاً اعتاد عليه الشعب هناك. إن شيوع (ثقافة الفساد) المشار إليها لوحظت أيضاً عند دراسة الحالة الأفريقية لعموم القارة وليس لبلد معين هو (زائير)، واتضح من الدراسة أن واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه القارة السوداء هي الفساد، التي تتمثل بشكل رئيس في سوء استخدام السلطة لتحقيق المصالح الشخصية. الأمر الذي يؤثر في الكفاية. ويتبين بشكل صريح هذا التأثير من خلال تحليل الواقع لبرنامج المساعدات المقدمة لأفريقيا، فكما هو معروف فإن القارة تعاني من العديد من الأوبئة والأمراض الفتاكة التي منها (مرض الإيدز، فيروس إيبولا، حمى الوادي المتصدع... الخ) مما أدى إلى قيام مؤتمرات دولية للحد من آثارها وكانت مسألة توفير الأمصال أو العلاجات اللازمة لهذه الأمراض بكلف رخيصة هو الشغل الشاغل لهذه المحافل الدولية، كيما يستطيع الفرد الأفريقي، الذي هو في الأعم الأغلب غير قادر على توفيرها بمدخوله البسيط لأنه يعيش وأسرته تحت خط الفقر، اقتناءها. (وفي هذا الخضم يبدو جلياً أن الفساد يحيّد برامج المساعدات والبرامج الوطنية للقضاء على تلك الأوبئة التي تفتك بالجنس البشري). حيث يقوم أفراد الهيئات الطبية متعاونين مع أفراد النخب السياسية والإدارات الحكومية في تلك المناطق المنكوبة على كفالة تسريب الأدوية الحكومية وأدوية المساعدات المدعومة وبيعها لحسابهم الشخصي والإثراء بواسطة هذه الآلية الفاسدة على حساب أولئك الهزيلين الذين يصارعون الموت. إن هذا العمل يدع المرضى يحصلون على جرعات مبخوسة من الأدوية (غير كافية لإبادة المرض في أبدانهم) وبالتالي فإن هذه التبرعات سوف تعطي لبعض الجراثيم القدرة على مقاومة تلك الأدوية مما ينتج عنه في النهاية خلق أعداد كبيرة من الحالات المزمنة التي لا يرجى لها الشفاء ولهذا يُفقد الفعل الفاسد تلك البرامج الإنسانية فاعليتها أو يؤثر على الكفاية المرجوة من ورائها. بعد ذلك ننتقل لبيان أثر الفساد على كفاية الأفراد وكفاية العملية السياسية، حيث تبين من خلال ملاحظات المتتبعين لظاهرة الفساد السياسي أنها تؤدي إلى تبعية القوة السياسية للقوة الاقتصادية لتصبح أداة بيد أصحاب الأموال والطبقات الغنية القادرة على الدفع لتحقيق منافعها الشخصية. وبدراسة للأنموذج الإيطالي اتضح أن الفئات من أصحاب المصالح والطبقات الغنية تسعى لإيجاد منفذ لتمويل الأحزاب السياسية في إيطاليا. التي تسعى بدورها من خلال الأموال المقدمة ومن خلال الوعود بامتيازات إذا ما فاز الحزب بالانتخابات إلى تجنيد عشرات الألوف من الأفراد للقيام بتأييد الحزب والتصويت له، وتنطوي عملية الاستقطاب والتجنيد على تقديم الحزب المجاملات لأولئك الأفراد المجندين (من خلال وعوده التي أشرنا إليها) على شكل/ مناصب حكومية، معاشات، منح دراسية، إسكان عام، نقل إلى درجات وظيفية أعلى، الأمر الذي يساعد في التأييد الكامل لذلك الحزب مما ينظر إليه في المحصلة النهائية إذا ما فاز ذلك الحزب تحقيقاً لأهداف أصحاب القوة الاقتصادية (الذين أشرنا إليهم) والمسيطرة على القوة السياسية بأن آلية انتخاب الحزب ليست كفوءة لاستخدامه آليات الفساد في تقديم مناصب ومنح دراسية إلى مؤيدين في الانتخاب