فساد و الاصلاح نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فساد و الاصلاح - نسخه متنی

عماد صلاح عبد الرزاق الشیخ داود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بها نظام (الأمبودسمان) وتعني استقلاليته عن التدخلات الإدارية والتنفيذية التي يشويها الكثير من الحد من سلطات (الأمبودسمان).

إلا أن استقلالية هذا النظام تتوقف على الأسلوب الذي تم به إسناد المهمة (للمفوض) فجمهورية تنزانيا مثلاً في نظامها يخول رئيس الجمهورية هيئة مفوضين (Commission) للبدء بالتحقيق كخطوة أولى، بعد ذلك ليس من حق أي شخص حتى رئيس الجمهورية ذاته الحق في إيقاف آليات التحقيق التي بدأها (الأمبودسمان). بينما في جارتها الأفريقية (زامبيا) يتمتع رئيس الجمهورية بكامل الصلاحية التي تمكنه من التدخل والنظر في تحقيق ما.

في حين أن السويد لا تسمح بفرض أي تحقيق على المفوض العام أو إصدار أمر لـه بوقف أي تحقيق.

ويبدو أن الاستقلالية للنظام مكفولة بشكل أكبر في الدول التي يتم إسناد المهمة (للمفوض) فيها عن طريق السلطات التشريعية. حيث أن الإسناد من قبل التنفيذ غالباً ما يشوبه التدخل في سلطات (المفوض) وهذا ما هو شائع في عالم الجنوب كما سبق وأشرنا لـه فيما سلف.

إن الاستقلالية تعزز ثقة الجمهور بمن توكل إليه مهمة محاربة الفساد، ولقد ذكر حاكم هونغ كونغ عام 1973 (ماكليهوز) الذي أنشأ أنظف وأكفأ لجنة لمحاربة الفساد في آسيا وهي:

اللجنة المستقلة لمحاربة الفساد “Independent Commission Against Corruption (I C A C)”

أمام المجلس التشريعي لهونغ كونغ مؤكداً على الاستقلالية ما نصه: "إن الجمهور ستكون لديه ثقة أعظم في وحدة مستقلة كل الاستقلال ومنفصلة عن أية أجهزة أخرى بما في ذلك الشرطة".

وأسند تلك المهمة إلى شخص هو (جاك كيتر) الذي كان لـه باع طويل في الخدمة الحكومية، بوصفه وزيراً سابقاً، وحاصلاً على ثقة الجمهور، وله مطامح قيادية حيث كان يطمح أن يتولى منصب حاكم هونغ كونغ. وقد أثبتت التجربة أن اللجنة ورئيسها الذي كان شكلاً من أشكال الرقابة وفق نظام (الأمبودسمان) قادرة على جعل هونغ كونغ من أنظف مناطق آسيا من حيث الفساد بعد أن كان مستشرياً فيها.

2-سلطة التحقيق Investigatory power

حيث يتعذر أن يكون النظام فعالاً في حال عدم حصوله على المعلومات الضرورية والأدلة والوثائق المطلوبة، أي بعبارة أوضح لا يعد نظام (الأمبودسمان) فعالاً في حالة انعدام الشفافية (Transparency) في سياسة الحكومة التي غالباً ما تكون هي الساحة التي يحقق فيها (الأمبودسمان).

كما يجب أن تكون لسلطة التحقيق إمكانية جمع المعلومات عن كل شخص يشتبه به.

ونلاحظ أن اللجنة المستقلة لمحكافحة الفساد في هونغ كونغ (I C A C) استخدمت هذا الأسلوب حيث أن سلطة التحقيق تطول كل شخص يشتبه به ويفتح على أثر ذلك لـه ملف في اللجنة، وتقوم اللجنة (باستدعائه ومقابلته وتقابل أصدقاءه وأقاربه) وجمع المعلومات في الأماكن التي عمل بها أو يتردد عليها، ولها التدقيق في كل شؤونه حفاظاً على أهمية الموضوع.

3-الشخصية Personality والمرونة Flexibility وإمكانية الاتصال Accessibility:

يجب في شخص يشغل منصب (الأمبودسمان) أو في (الهيئة المفوضة) التمتع بشخصية تمتاز بالسرية والكتمان والحذر والصرامة والصبر، كما يمتاز باهتمامه الكبير بالجمهور ورغبته في تحقيق العدل والإنصاف. لذا يجب أن يكون هذا الشخص يتحلى بالمرونة للتعامل مع المظالم الفردية مثل (التحيز، الإهمال، التأخير، عدم الكفاية، الفوضى، الاستبداد، التسلط.. إلخ).

فضلاً عن ذلك يكون شخصاً سلساً يمكن الاتصال به بسهولة ويسر. وغالباً ما تكون القضايا التي يدقق فيها (الأمبودسمان) بشكل عرض حال مكتوب (Simple written Expose) تتبعه لقاء أو لقاءات للوقوف على الحالة، من أجل دراستها وتقييمها ووضع السبل الناجحة لمكافحة الفساد الذي تتناوله تلك الطلبات والشكاوى.

لذا وبعودة إلى مثالنا نجد أن (جاك كيتر)

/ 133