بيان مقام أهل النطق المجرد و تمييزفرقهم‏ - إحیاء علوم الدین جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 17

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فأما العلماء بحقيقة عقدهم فلا يخلو كلواحد أن يكون بلغ الغاية التي أعدت لصنفهدون النبوّة أو لم يبلغ و لكنه قريب منالبلوغ. فالذي لم يبلغ و كان على قرب همالمقربون، و هم أهل المرتبة الثالثة، والذين بلغوا الغاية التي أعدت لهم، و همالصديقون، و هم أهل المرتبة الرابعة و هذاالتقسيم ظاهر الصحة إذ هو دائر بين النفي والإثبات، و محصور بين المبادئ و الغايات،و لم يدخل أهل المرتبة الأولى في شي‏ء منتصحيح هذا التقسيم إذ ليس هم من أهله إلابانتساب كاذب، و دعوى غير صافية، ثم لا بدمن الوفاء بما وعدناك به من إبداء بحث، ومزيد شرح، و بسط بيان، تعرف منه بإذن اللهحقيقة كل مرتبة و مقام و انقسام أهله فيهبحسب الطاقة و الإمكان، بما يجريه الواحدالحق على القلب و اللسان‏


بيان مقام أهل النطق المجرد و تمييزفرقهم‏

فأقول: أرباب النطق المجرد أربعة أصناف،أحدهم: نطقوا بكلمة التوحيد مع شهادةالرسول صلّى الله عليه وسلّم، ثم لميعتقدوا معنى ما نطقوا به، لما لم يعلموهلا يتصوّرون صحته و لا فساده و لا صدقه و لاكذبه و لا خطأه و لا صوابه، إذ لم يبحثواعليه و لا أرادوا فهمه. إما لبعد همتهم وقلة اكتراثهم، و إما لنفورهم من التعب وخوفهم أن يكلّفوا البحث عما نطقوا به، أويبدوا لهم ما يلزمهم من الاعتقاد و العمل،و ما بعد ذلك فإن التزموها فارقوا راحاتأبدانهم العاجلة، و فراغ أنفسهم، و إن لميلتزموا شيئا من ذلك، و قد حصل لهم العلمفتكون عيشتهم منغصة و ملاذهم مكدرة، منخوف عقاب ترك ما علموا لزومه، و مثل هؤلاءمثل من يريد قراءة الطب، أو يعرض عليه ولكنه يمنعه عنه مخافة أن يتطلع منه، على مايغير عنه بعض ملاذه من الأطعمة، و الأشربةو الأنكحة، أو كثير منها فيحتاج إلى أنيتركها، أو يرتكبها على رقيه، و خوف أنيصيبه صورة ما يعلم ضرورة منها، فيدعقراءة الطب رأسا، سئل هذا الصنف عن معنى مانطقوا به، و هل اعتقدوه؟ فيقولون لا نعلمفيه ما يعتقد، و ما دعانا النطق إلا مساعدةالجماهير، و انخراطا بإظهار القول فيالجمّ الغفير، و لا نعرف‏

/ 65