و تلك العلوم التي كانت لا تنال بالكسب، وإنما تنال بالمنح، فقيل له لا تتخط رقابالصديقين بالسؤال، فذلك مما لا يخطر به، وليس هو من الطرق الموصلة إلى مقامهم فارجعإلى الصديق الأكبر، فاقتد به في حاله وسيرته، فعساك ترزق مقامه، فإن لم يكنفتبقى على حالة القرب و هي تتلوالصدّيقية، فهذا معناه
فصل و معنى انصراف السالك الناظر بعدوصوله إلى ذلك الرفيق الأعلى
إما أنه لما وصل إليه بالسؤال صرف إليه مالاق به من الأحوال ليحكم ما بقي عليه منالأعمال و كما قال المصطفى صلّى الله عليهوسلّم للذي سأله أن يعلمه غرائب العلم،«اذهب فأحكم ما هناك و بعد ذلك أعلّمكغرائب العلم» و أما صفة انصرافه فإنه نهضبالبحث و رجع بالتذكر و فوائد المزيد ووجهه أن من لم يستطع المقام في ذلك الموضعبعد وصوله إليه فذلك لتعلق خبر المعرفةبالبدن، و مسكنه عالم الملك، و لم يفارقهبعد الموت و طول الغيب عنه لا يمكن فيالعادة، و لو أمكن لهلك الجسم و تفرقتالأوصال، و الله تعالى أراد عمارة الدنيا:و قد سبق في علمه و لن تجد لسنة اللهتبديلا، و معنى قول أبي سليمان الدارانيلو وصلوا ما رجعوا ما رجع إلى حالةالانتقاص من وصل إلى حالة الإخلاص و الذيطمع الناظر في الحصول فيه سؤاله و تماديهإلى حال القرب منه إذا لم يصلح لذلك و لميصف و لم يخلص أعماله
فصل و معنى بأن ليس في الإمكان أبدع منصورة هذا العالم
و لا أحسن ترتيبا، و لا أكمل صنعا، و لوكان و ادخره مع القدرة كان ذلك بخلا، يناقضالكرم الإلهي، و إن لم يكن قادرا عليه كانذلك عجزا، يناقض القدرة الإلهية، فكيفيقضى عليه بالعجز فيما لم يخلقه اختيارا،و كان ذلك و لم ينسب إليه ذلك قبل خلقالعالم، و يقال ادخار إخراج العالم منالعدم إلى الوجود عجز مثل ما قيل فيماذكرنا، و ما الفرق بينهما، و ذلك لأنتأخيره بالعالم م 7 الإملاء