اخلاق نظری (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اخلاق نظری (2) - نسخه متنی

مرکز تدوین و نشر متون درسی حوزه (متون)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فالحِقْد ثمرة الغَضَب، والحِقْد يُثْمِرُ أُموراً فاحِشةً: كالحسدِ والشَماتَةِ بما يُصِيْبُه مِنَ البلاء والهَجْرِ والقطيعةِ والكلام فيه بما لا يَحِلُّ مِنْ كِذْب وغِيبة وإفشاء سرٍّ وهَتكِ سَتْر وغيرهِ، والحكايةِ لِـما يَقَعُ منه المُؤَدِّي إلى الاستهزاء والسُخْريَّة منه، والإيذاء بالقول والفعل حَيثُ يُمْكِنُ، وكُلُّ هذه الأُمورِ بعضُ نتائج الحِقْد.

وأقلُّ درجاتِ الحِقْد مع الاحتراز عن هذه الآفاتِ المحرَّمَة أنْ تَسْتَثْقِلَه في الباطن، ولا تَنْهى قلبَك عن بُغْضه حتّى تَمْتَنعَ عمّا كنْتَ تَتَطوَّعُ به مِن البَشاشَةِ والرِفْقِ والعِنايةِ، والقيامِ على بِرِّهِ ومواساته، وهذا كُلُّه يَنْقُصُ درجتَكَ في الدين، ويَحُولُ بينَكَ وبينَ فضل عظيم وثواب جزيل، وإن كان لا يُعَرِّضُكَ لِعقاب.

واعلم أنّ لِلحقُودِ عند القدرة على الجزاء ثلاثةَ أحوال: أحدُها أنْ يَسْتَوفِيَ حَقَّه الذي يَسْتَحِقُّه مِن غير زِيادة ولا نُقْصان، وهو العَدْل; والثاني أنْ يُحْسِنَ إليه بالعفو، وذلك هو الفضل; والثالث أنْ يَظْلِمَه بما لا يَسْتحِقُّه، وذلك هو الجَوْر.

وهو اختيار الأرْذال، والثاني هو اختيار الصِدّيقين، والأوّلُ هو منتهى درجة الصالحين.

فَلْيَتَّسِمِ المؤمنُ بهذه الخَصْلَةِ إنْ لم يُمْكِنْه تحصيلُ فضيلة العفو التي قد أمَرَ الله تعالى بها، وحَضَّ عليها رسولُه والأئمّةُ(عليهم السلام): قال الله تعالى: ( خُذِ الْعَفْوَ...)(64). و ( وأنْ تَعْفُوا أقْرَبُ لِلتَّقْوى)(65) وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): التَواضع لا يَزِيدُ العبدَ إلاّ رِفْعَةً، فَتَواضَعُوا يَرْفَعْكُمُ الله، والعفوُ لا يَزِيدُ العبدَ إلاّ عِزّاً، فَاعْفُوا يُعِزَّكُمُ الله، والصدقةُ لا تَزِيدُ المالَ إلاّ كَثْرةً، فَتَصَدَّقُوا يَرْحمْكُمُ الله(66). وروى ابنُ أبي عُمَير عن عبد الله بن سِنان عن الصادق(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في خطبته:

/ 148