16. کتابة «الحمد لله» أو «الله الموفق» و نحو ذلک في أول فتواه
17. اختصار الجواب
وَجَدَ لَحناً أو خطأً يُحِيلُ(43) المعنى، أصْلَحَه.وإنْ رأى بياضاً في أثناء سطر أو آخِرِه خَطَّ عليه أو شَغَلَه; لأنّه ربّما قَصَدَ المفتيَ بالإيذاء، فكَتَبَ في البياضِ بعدَ فتواه ما يُفْسِدُها، كما نُقِلَ أنّ ذلك وقع لبعض الأعيان(44). الثانيةَ عَشَرَةَ: يُسْتَحَبُّ أنْ يقرأها على حاضريه مـمّن هو أهل لذلك ويستشيرَهم ويباحِثَهم بِرِفْق وإنصاف، وإن كانوا دونَه وتلامذَتَه; للاقتداء بالسلف، ورجاءِ ظهور ما قد يخفى عليه; فإنّ لِكلّ خاطر نصيباًمن فَيْضِ الله تعالى، إلاّ أنْ يكونَ فيها ما يَقْبُحُ إبداؤه، أو يُؤْثِر السائلُ كتمانَه، أو في إشاعته مَفْسَدَةٌ. الثالثة عَشَرَةَ: لِيَكْتبِ الجوابَ بخطٍّ واضح وسط، لا دقيق خاف، ولا غليظ جاف، ويَتَوسَّطُ في سطوره بين توسعتها وتضييقها.واسْتَحَبَّ بعضُهم أن لا تَخْتَلِفَ أقلامُه وخطُّه; خوفاً مِن التزوير ولئلاّ يشتَبِهَ خَطُّه(45).الرابعةَ عَشَرَةَ: إذا كَتَبَ الجوابَ أعادَ نظرَه فيه وتأمَّلَه; خوفاً مِن اختلال وَقَعَ فيه أو إخلال ببعض المسؤول عنه.الخامسةَ عَشَرَةَ: يُسْتَحَبُّ عند إرادة الإفتاء أنْ يَستعيذَ بالله مِن الشيطان الرجيم، ويُسَمِّيَ اللهَ تعالى ويَحْمَدَه، ويُصَلِّيَ على النبيِّ وآله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ويَدْعُوَ ويقولَ: ( رَبِّ اشْرَحْ لي صَدْري...)(46).السادسةَ عَشَرَةَ: أنْ يَكْتُبَ في أوّلِ فتواه: «الحمدُ لِلّه» أو «الله الموَفِّقُ» أو «حَسْبُنا الله» أو «حَسْبي الله» أو «الجواب وبالله التوفيق» أو نحو ذلك.وأحسنه الابتداء بالتحميد.وينبغي أن يقولَه بلسانه ويَكْتُبَه، ثُمَّ يَخْتِمَه بقوله: «والله أعْلَمُ» أو «وبالله التوفيق».السابعةَ عَشَرَة: ينبغي أنْ يَخْتَصِرَ جوابَه غالباً، ويكونَ بحيث تَفْهَمُه العامَّةُ فهماً جليّاً، حتّى كان بعضُهم يكتب تحت أيجوز[ : «يجوز»، و: «لا يجوز»، وتحت «أم لا؟»: «لا»، أو: «نعم»، ونحوها.