النوع الثاني: آداب يَخْتَصُّ بها المعلّم
1. عدم الانتصاب للتدريس حتّي تکمل أهلبيته
اِعلم أنّ التعليمَ هو الأصل الذي به قِوام الدين، وبه يُؤْمَنُ انمحاق العلم; فهو مِن أهمِّ العبادات وآكَدِ فروضِ الكفايات، قال الله تعالى: ( وَإذْ أخَذَ الله مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)(1). و ( إنّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ)(2).ومن مشاهير الأخْبار قوله(عليه السلام): «لِيُبَلِّغ الشّاهِدُ مِنْكُمُ الْغائِبَ»(3). والأخبار بمعناه كثيرة.وآدابه تنقسم ثلاثة أقسام: آدابه في نفسه، وآدابه مع طَلَبَتِهِ، وآدابه في مجلس درسه.القسمُ الأوّلُ: آدابه في نفسه مضافةً إلى ما تقدَّم
وهي أُمور: الأوّل: أنْ لا يَنْتَصِبَ للتدريس حتّى تَكْمُلَ أهليَّتُه، ويَظْهَرَ استحقاقُه لذلك على صَفَحاتِ1 . آل عمران (3): 187.2 . البقرة (2): 159.3 . الكافي، ج 1، ص 187، باب فرض طاعة الأئمّة، ح 10.