1. تقديم النظر فيمن بأخذ عنه العلم - اخلاق نظری (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اخلاق نظری (2) - نسخه متنی

مرکز تدوین و نشر متون درسی حوزه (متون)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1. تقديم النظر فيمن بأخذ عنه العلم

الثانيةَ عَشْرَةَ: وَرَدَ أنَّ الخضر(عليه السلام) عَلِمَ أوّلاً أنّه نبيُّ بني إسرائيل، موسى(عليه السلام)صاحب التوراة الذي كَلَّمَه الله عَزَّ وجَلَّ بغير واسطة، وخَصَّهُ بالمعجزات، وقد أتى ـ مع هذا المنصب ـ بهذا التواضعِ العظيم بأعظمِ أبوابِ المبالغة، فَدَلَّ على أنّ هذا هو الأليقُ.

ثُمَّ مع هذه المعرفة مِن الخضر(عليه السلام) وهذه الغاية مِن الأدب والتواضع مِن موسى(عليه السلام)أجابه بجواب رفيع وكلام منيع، مشتمل على العظمة والقوَّة، وعدم الأدب مع موسى(عليه السلام)بل وَصَفَه بالعجز وعدمِ الصبر، بقوله: ( إنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعى صَبْراً) وقد دَلَّتْ هذه الكلمةُ الوجيزةُ أيضاً على فوائدَ كثيرة مِنْ أدَب المعلِّم وإعزازه للعلم وإجلاله لمقامه، على وجه يقتضي التأسِّي به.

إذا تَقَرَّرَ ذلك، فَلْنَعُدْ إلى ذكر الآداب المختَصَّةِ بالمتعلِّم مع شيْخِه، وهي أُمور:

الأوّل: ـ وهو أهمُّها ـ أنْ يُقَدِّمَ النظرَ فيمنْ يأخُذُ عنه العلمَ، ويَكْتَسِبُ حُسنَ الأخلاقِ والآداب منه; فإنّ تربيةَ الشيخ لتلميذه، ونسبةَ إخراجِه لأخلاقه الذميمة وجَعْلِ مَكانِها خُلُقاً حسناً، كفعلِ الفلاّح الذي يَقْلَعُ الشوكَ من الأرض، ويُخْرِجُ منها النباتاتِ الخبيثةَ مِنْ بين الزرع; لِيَحْسُنَ نَباتُه ويَكْمُلَ رَيْعُه.

وليس كلُّ شيخ يَتَّصِفُ بهذا الوصف، بل ما أقلَّ ذلك! فإنّه في الحقيقة نائبٌ عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وليس كلُّ عالم يَصْلَحُ للنيابة، فَلْيَخْتَرْ مَنْ كَمُلَتْ أهليَّتُه، وظَهَرَتْ ديانتُه، وتَحَقَّقَتْ معرفتُه، وعُرِفَتْ عِفَّتُه، واشْتَهَرَتْ صِيانتُه وسِيادتُه، وظَهَرَتْ مروءتُه وحَسُنَ تعلِيمُه، وجاد تفهيمُه.

ولا يَغْتَرَّ الطالبُ بمنْ زاد علمُه مع نقص في وَرَعه أو دينه أو خُلُقِه; فإنّ ضررَه في خُلُقِ المتعلِّمِ ودينهِ أصْعَبُ مِن الجهل الذي يَطْلُبُ زوالَه، وأشدُّ ضرراً.

وعن جماعة من السلف: «هذا العلم دينٌ، فانظروا عمّن تأخُذُونَ دينَكُم»(1).

وممّا يُؤْنَسُ به أن يكونَ له مع مشايخِ عصرِه كَثْرةُ بحث وطولُ اجتماع وزيادةُ ممارسة، وثناءٌ منهم على سَمْتِهِ وخُلُقِه وبحثِه، ولْيَحْتَرِز ممَّنْ أخذ علمَه مِنْ بطونِ الكتُبِ مِن غير قراءة على الشيوخ; خوفاً مِنْ وقوعه في التصحيف والغلط والتحريف.

قال بعض السلف: «مَنْ تَفَقَّهَ مِنْ

1 . سنن الدارمي، ج 1، ص 112 ـ 113.

/ 148