اخلاق نظری (2) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
رسولَ الله؟ قال: «مَعْرِفَةُ الله حَقَّ مَعْرِفَتِهِ».قال الأعرابيّ: ومامَعْرِفَةُ الله حَقَّ معرفته؟ قال: «تَعْرِفُه بلا مِثْل ولا شِبْه ولانِدٍّ، وأنّه واحدٌ أحدٌ ظاهرٌ باطنٌ أوّلٌ آخِرٌ، لا كفْوَ له ولا نظيرَ، فذلك حقُّ معرفته»(114). والأثر في ذلك عن أهل البيت(عليهم السلام) كثيرٌ جِدّاً، ومَنْ أراده فَلْيقِفْ على كتابي التوحيد للكليني(115)، والصدوق ابن بابويه (رَحِمَهُما الله تعالى).وأمّا علم الكتاب: فقد استقرَّ الاصطلاح فيه على ثلاثةِ فنون قد أُفرِدَتْ بالتصنيف وأُطلِقَ عليها اسم العلم: أحدها: علمُ التجويد; وفائدته معرفة أوضاع حروفه وكلماته مفردةً ومركَّبَةً، فَيدْخُلُ فيه معرفةُ مخارجِ الحروف وصفاتِها ومدّها وإظهارها وإخفائها وإدغامها وإمالتها وتفخيمها، ونحو ذلك.وثانيها: علمُ القرِاءة; وفائدته معرفة الوجوه الإعرابيّة والبنائيّة التي نَزَلَ القرآنُ بها، ونُقِلَتْ عن النبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تواتراً، ويندرج فيه بعضُ ماسَبَقَ في الفنّ الأوَّلِ، وقد يُطْلَقُ عليهما علمٌ واحدٌ، ويَجْمَعُهُما تصنيفٌ واحد.وثالثها: علمُ التفسير; وفائدته معرفة معانِيه واستخراج أحكامه وحِكَمِه; ليترتَّبَ عليه استعمالُه في الأحكام والمواعظِ والأمر والنهي وغيرها، ويَنْدَرِجُ فيه غالباً معرفةُ ناسخه ومنسوخه ومحكمِه ومتشابهِه، وغيرها.وقد ورد في فضله وآدابه والحَثِّ على تعلُّمِه أخبارٌ كثيرةٌ وآثارٌ، فعن أبي عبد الرحمن السلَمي قال: حَدَّثَنا مَنْ كان يُقْرِئُنا مِن الصحابة أنّهم كانوا يأخذون من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عشرَ آيات، فلا يأخذون في العَشْرِ الأُخرى حتّى يَعْلَمُوا ما في هذه من العلم والعمل(116).