اخلاق نظری (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اخلاق نظری (2) - نسخه متنی

مرکز تدوین و نشر متون درسی حوزه (متون)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مُبالَغَتَهُ في غيره.

ثُمَّ يَنتقلُ منه إلى علم الكلام، ويَتَدَرَّجُ فيه كذلك، ويَطَّلِعُ على طبيعيّاته ; لتَحْصُلَ له بذلك مَلَكَةُ البحث والاطّلاع على مزايا العوالم وخواصِّها.

ثُمَّ يَنتقلُ منه إلى أُصول الفقه، مُتَدرِّجاً في كُتبه ومباحِثِه كذلك، ثُمَّ يَنتقلُ منه إلى علم دراية الحديث، فيطالعه ويُحيط بقواعده ومصطلحاته.

وليس من العلوم الدقيقة، وإنّما هو مصطلحات مُدَوَّنَةٌ وفوائدُ مجموعةٌ. فإذا وَقَفَ على مقاصدِهِ انتقل إلى قِراءة الحديث بالرواية والتفسير والبحث على حسب ماتقتضيه الحال وَيَسَعُه الوقتُ.

ثُمَّ يَنتقل منه إلى البحث عن الآيات القرآنيّة المتعلِّقَةِ بالأحكام الشرعيّة، وقد أفْرَدَها العلماء(رضوان الله عليهم) بالبحث، فَلْيُطالع فيها كتاباً، ولْيَبْحَثْ عن أسرارها، وَلْـيـُـمْعِـنِ النَظَرَ في كشف أغوارها، فليس لها حدٌّ تَقِفُ عليه الأفهامُ; إذ ليستْ كغيرها مِنْ كلام الأنام، وفَهْمُ الناسِ لها على حَسَبِ ماتَصِلُ إليه عقولُهم وتُدْركُه أفهامُهُم.

فإذا فَرَغَ منها انْتَقَلَ بعدَها إلى قِراءة الكُتُب الفقهيّة، فيقرأ منها أوّلاً كتاباً يَطَّلِعُ فيه على مطالبه ورؤوس مسائله، وعلى مصطلحات الفقهاء وقواعدهم; فإنّها لا تكادُ تُسْتَفادُ إلاّ مِنْ أفواه المشايخ.

ثم يَشْرَعُ ثانياً في قِراءة كتاب آخر بالبحث والاستدلال، واستنباط الفرع من أُصوله، واستفادة الحكم مِن كتاب أو سُنّة مِنْ جِهة النصِّ أو الاستنباط مِن عمومِ لفظ أو إطلاقه، ومِنْ حديث صحيح أو حسن أو غيرهما، لِيَتَدَرَّبَ على هذه المطالب على التدريج; فليس من العلوم شيء أشدُّ ارتباطاً بغيره، ولا أعمُّ احتياجاً إليها منه، فَلْيَبْذُلْ فيه جُهْدَه ولْيُعْظِمْ فيه جِدَّه; فإنّه المقصدُ الأقصى والمطلبُ الأسنى.

ولا يَكفي ذلك كلُّه إلاّ بهبة من الله تعالى إلهيّة وقُوّة منه قدسيّة تُوصِلُه إلى هذه البُغْيَة، وتُبَلِّغُه هذه الرُّتْبَة، وهي العُمْدَةُ في فقه دين الله تعالى، ولا حيلةَ للعبد فيها، بل هي مِنْحَةٌ إلهيّة ونَفْحَةٌ رَبّانيّة يَخُصُّ بها مَنْ يَشاءُ مِنْ عباده، إلاّ أنّ لِلْجِدِّ والمجاهدة والتوجُّهِ إلى الله تعالى، والانقطاع إليه أثراً بيّناً في إفاضتها من الجانب القدسي: ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإنَّ الله لَـمَـعَ الُْمحْسِنِينَ)(142).

/ 148