فمالابدَّ للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعيّة: كحفظ القرآن والأحاديث وعلومهما والفقه والأُصول والعربيّة ومعرفة رواة الحديث وأحوالهم والإجماع، ومايُحْتاجُ إليه في قِوام أمر المعاش كالطبِّ والحساب، وتَعَلُّمِ الصنائع الضروريّة كالخِياطة والفِلاحَةِ حتّى الحِجامَةِ، ونحوها. وأمّا السُّنَّةُ: فكَتَعَلُّمِ نَفْل العبادات والآداب الدينيّة ومكارمِ الأخلاق وشبه ذلك، وهو كثيرٌ. ومنه تَعَلُّمُ الهَيْأةِ للاطّلاع على عظمة الله تعالى، وما يترتَّبُ عليه من الهَنْدَسَة وغيرِها. وبَقِيَ علومٌ أُخَر: بعضُها محرّمٌ مطلقاً، كالسحر والشَّعْبَذَة وكلِّ ماتَتَرَتَّبُ عليه إثارةُ الشكوك. وبعضُها مُحَرَّمٌ على وجه دونَ آخرَ كأحكام النجوم والرَمل; فإنَّه يَحْرُمُ تعلُّمُها مع اعتقاد تاثيرها وتحقيق وقوعها، ومباحٌ مع اعتقاد كون الأمر مُسْتَنِداً إلى الله تعالى. وبعضُها مكروه كأشعار الموَلَّدِين المشتملة على الغَزَلِ وتزجية(138) الوقت بالبَطالة، وتضييع العمر بغير فائدة. وبعضها مباحٌ كمعرفة الوقائع والأشعار الخالية عمّا ذكر، ممّا لا يَدْخل في الواجب