اخلاق نظری (2) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
والحَسْرةَ أدْوَمُ على هذا العالمِ المنْسَلِخِ مِنْ علمه منها هذا الجاهلِ المتحيِّر في جهله، وكلاهما حائرٌ بائرٌ(1).وعن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:جاء رجل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله ما العلم؟ فقال: الإنصات.قال: ثُمَّ مَهْ يارسول الله؟ قال: الاستماع.قال: ثُمّ مَهْ؟ قال: الحفظ.قال: ثُمّ مَهْ يا رسول الله؟ قال: العمل به.قال: ثُمّ مَهْ يارسول الله؟ قال: نَشْرُهُ(2).وروى أبو بصير عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:قال أمير المؤمنين(عليه السلام) : يا طالبَ العلم، إنّ العلمَ ذو فضائلَ كثيرة، فرأسُه التواضعُ، وعَينُه البراءةُ مِن الحسد، وأُذُنه الفهمُ، ولِسانُه الصِدقُ، وحِفظُه الفَحصُ، وقَلبُه حُسنُ النيّةِ، وعَقلُه مَعرفةُ الأسباب والأُمور، ويدهُ الرحمةُ، ورِجلُه زيارةُ العلماء، وهمّتُه السلامةُ، وحكمتُهُ الوَرَعُ، ومُسْتَقَرّهُ النَجاةُ، وقائُده العافيةُ، ومَرْكبُه الوفاءُ، وسِلاحُه لِينُ الكلمةِ، وسيفُه الرِضى، وقوسُه المداراةُ، وجيشُه محاورةُ العلماءِ، ومالُه الأدبُ، وذخيرتُه اجتنابُ الذنوبِ، ورِداؤه المعروفُ، ومأواه الموادعةُ، ودليلُه الهُدى، ورَفيقهُ مَحبَّةُ الأخيارِ(3).وفي حديث عنوان البصري ـ الطويل ـ عن الصادق(عليه السلام):ليس العلمُ بكثرة التعلّم، إنّما هو نور يَقَعُ في قلب مَنْ يُريدُ الله أنْ يَهْدِيَه، فإذا أردْتَ العلمَ فاطلُبْ أوّلاً في نفسكَ حقيقةَ العُبوديّةِ، واطْلُب العلمَ باستعماله، واستَفْهِمِ الله يُفْهِمْكَ(4).[ ثمّ] اعلم أنّ العلم بمنزلة الشجرة، والعمل بمنزلة الثمرة، والغرض من الشجرة المثمِرةِ ليس إلاّ ثَمرتَها.