اخلاق نظری (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اخلاق نظری (2) - نسخه متنی

مرکز تدوین و نشر متون درسی حوزه (متون)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والمِزاحِ، والتزامِ الخوف والحزنِ والانكسار والإطراقِ والصَّمْتِ بحيثُ يَظْهَرُ أثرُ الخشية على هَيْأَته وسيرته وحركته وسكونه ونُطقهِ وسكوتهِ. لا ينظُرُ إليه ناظر إلاّ وكان نظرُه مُذَكِّراً للّه تعالى.

وملازَمَةِ الآداب الشرعيّة القوليّةِ والفعليّةِ الظاهرةِ والخفيّةِ، كتِلاوة القرآنِ مُتَفَكِّراً في معانيه، مُمتثِلاً لأوامره، منزَجراً عندَ زواجره، واقفاً عند وعده ووعيده، قائماً بوظائفه وحدودِه، وذِكْرِ الله تعالى بِالقلب واللسان، وكذلك ما وَرَدَ مِن الدَعَواتِ والأذكارِ في آناءِ الليل والنهار ونوافلِ العبادات مِن الصلاة والصيام وحجِّ البيت الحرام، ولا يقتصر مِن العبادات على مجَرَّدِ العلم; فَيَقْسُوَ قلبُه ويُظْلِمَ نورُه.

وزيادةِ التنظيفِ بإزالة الأوساخ، وقَصِّ الأظفار وإزالة الشُّعور المطلوبِ زوالُها، واجتنابِ الروائح الكريهة، وتسريحِ اللحية، مجتهِداً في الاقتداء بالسُنّة الشريفة، والأخلاقِ الحميدة المُنِيفةِ.

ويُطَهِّرَ نفسَه مِنْ مَساوِئ الأخلاق وذَميم الأوصاف: مِن الحسد والرِئاء والعُجْب واحتقار الناس، وإنْ كانوا دونه بدرجات، والغِلِّ والبَغْي والغَضَب لغير الله، والغِشِّ والبُخل والخُبْث والبَطَرِ والطَمَعِ والفَخْرِ والخُيَلاءِ والتنافسِ في الدنيا والمباهاةِ بها والمداهَنَةِ والتزَيُّنِ للناسِ وحُبِّ المدحِ بما لم يَفْعَلْ، والعَمى عن عيوبِ النفس والاشتغالِ عنها بعيوبِ الناس، والحميَّةِ والعصبيَّةِ لغير الله، والرَغْبَةِ والرَّهْبَة لغيره، والغِيْبة والنميمةِ والبُهتانِ والكذبِ والفُحشِ في القول.

ولهذه الأوصاف تفصيلٌ وأدويةٌ وترغيبٌ وترهيبٌ، محَرَّرٌ في مواضِعَ تَخُصُّه; والغرضُ مِنْ ذكرها هنا تنبيهُ العالم والمتعلِّم على أُصولها، لِيَتَنَبَّهَ لها ارتكاباً واجتناباً على الجملة، وهي وإن اشتركتْ بين الجميع، إلاّ أنّها بهما أولى، فلذلك جعلناها مِنْ وظائفهما; لأنّ العلم عبادة القلب وعمارته وصلاة السِّرِّ، وكما لا تَصِحُّ الصلاةُ ـ التي هي وظيفة الجوارح ـ إلاّ بعدَ تطهيرها مِن الأحداثِ والأخباثِ، فكذلك لا تصِحُّ عبادةُ الباطن إلاّ بعدَ تطهيرِهِ مِن خَبائِثِ الأخلاق.

ونور العلم لا يَقْذِفُهُ الله تعالى في القلب المُنَجِّسِ بالكدوراتِ النفسيّة والأخلاقِ الذميمة، كما


/ 148