أزواج النبي - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



هناك في تلك الحادثة لفتات مهمة جداً، وهي أننا على يقين تام بأن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وكان صلَّى الله عليه وآله وسلَّم خصوصاً في التشريع لا يتصرف إلا بحسب الأمر الإلهي. فلماذا إذا هذه الحركة الإلهية، يرسل أولا أبا بكر، ثم تنتزع منه هذه السورة المليئة بفظائع المنافقين ثم تعطى لأمير المؤمنين سلام الله عليه. كأن تلك الحركة الإلهية تلفت نظر المسلمين إلى أن قضية النفاق قضية متعلقة بالولاء والبراءة من أمير المؤمنين حيث أن من يبلغ الناس سورة _ مثل سورة براءة _ يجب قطعا أن يكون مبرئ من النفاق والرجس.

ثم إن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد فضح المنافقين من أهل المدينة مرات عديدة بأسمائهم ودلل عليهم، عندما أخرج من المسجد ستة وثلاثون صحابياً كانوا من المنافقين.

روى الطبري عن ابن عباس في قول الله وممن حولكم من الأعراب منافقون من أهل المدينة مردوا على النفاق........ إلى قوله عذاب عظيم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا يوم الجمعة فقال أخرج يا فلان فإنك منافق أخرج يا فلان فإنك منافق فأخرج من المسجد ناسا منهم فضحهم فلقيهم عمر وهم يخرجون من المسجد فاختبأ منهم حياء أنه لم يشهد الجمعة وظن أن الناس قد انصرفوا واختبئوا هم من عمر ظنوا أنه قد علم بأمرهم.

ورواه ابن كثير قال ألسدي عن أبي مالك عن ابن عباس في هذه الآية قال قام رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خطيبا يوم الجمعة فقال أخرج يا فلان إنك منافق وأخرج يا فلان فإنك منافق فأخرج من المسجد ناسا منهم فضحهم فجاء عمر وهم يخرجون من المسجد فاختبأ منهم حياء أنه لم يشهد الجمعة وظن أن الناس قد انصرفوا واختبؤا هم من عمر ظنوا أنه قد علم بأمرهم.

ورواه ابن كثير قال الإمام أحمد و حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة عن عياض بن عياض عن أبيه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال إن منكم منافقين فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين

وروى في مجمع الزوائد قوله تعالى: {وممن حولكم من الأعراب منافقون}. عن ابن عباس في قوله تعالى: {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة خطيباً فقال: "قم يا فلان فاخرج فإنك منافق، أخرج يا فلان فإنك منافق". فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم ولم يكن عمر بن الخطاب شهد تلك الجمعة لحاجة كانت له فلقيهم عمر وهم يخرجون من المسجد فاختبأ منهم استحياء أنه لم يشهد الجمعة وظن أن الناس قد انصرفوا واختبؤوا هم من عمر وظنوا أنه قد علم بأمرهم


وروى في مجمع الزوائد عن أبي مسعود قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن منكم منافقين فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا قال أو منكم فاتقوا الله قال فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع قد قال مالك قال فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعدا لك سائر اليوم رواه أحمد والطبراني في الكبير.

روى احمد في مسنده عن أبن مسعود قال ثم خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال منافقين فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال أو منكم فاتقوا الله قال فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع قد قال مالك قال فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعدا لك سائر اليوم

وروى ابن حزم في المحلى عن ابن مسعود قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر في خطبته ما شاء الله تعالى ثم قال إن منكم منافقين فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى عد ستة وثلاثين ثم قال إن منكم فسلوا الله العافية فمر عمر برجل مقنع قد كان بينه وبينه معرفة قال ما شأنك فأخبره بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عمر تبا لك سائر اليوم.

والسؤال الذي يرد من هو فلان وفلان؟ ألم يكن يعرفهم المسلمون في ذلك الوقت؟ هل كانوا لوحدهم أم كان لهم بقية وأتباع؟ هل صاروا من المستنفذين من الخلفاء والأمراء والولاة؟ هل هم من المعتمدين في رواية الحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في كتب أهل السنة؟ لماذا وضع رواة الحديث بدل أسمائهم فلان وفلان؟ لماذا لجأ ذلك الصحابي المنافق والمقنع بعد إن خرج من المسجد إلى عمر بن الخطاب؟ ما هي علاقة عمر بذلك المنافق؟ لماذا لم يكن عمر في المسجد في تلك الحادثة؟.

هؤلاء المنافقين استطاعت السلطة الحاكمة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أن تخفي أسمائهم. فنحن اليوم لا نعرفهم، ولا ندري كيف اندسوا بين المسلمين، وربما أيضا كانوا من رواة الحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فإذا أعطينا القدسية والعدالة لجميع الصحابة فربما نقرأ اليوم حديثاً وتأخذ بمحتويات متنه على أساس أنها أحكام شرعيه من الله، وتكون في الحقيقة من احد أولئك الذين أخرجهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من المسجد ربما لا ندري، وربما الجواب في حديث حذيفة الآتي ذكره.

روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان قال ثم إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون


روى البخاري في صحيحه أيضا عن حذيفة قال ثم إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان.

وهذا يدلك على إن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان على علم ودراية باؤلئك المنافقين فهو يصرح بأنهم يجهرون بالكفر بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولولا أنهم كانوا من ذوي السلطة والنفوذ لما خشي حذيفة من ذكر أسمائهم.

روى مسلم في صحيحه عن قيس قال ثم قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.وروى هذا الحديث معظم صحاح وسنن أهل السنة، وأوردناه مفصلا في بحث اغتيال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

هؤلاء الذين كانوا على رأس مؤامرة اغتيال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والانقلاب عليه. أيضا من هم، أين هم، ما موقعهم اليوم في كتب الحديث عند أهل السنة. هل هم من رواة الإسلام ونقله , هل لهم روايات تتعلق بالأحكام الشرعية يتعبد المسلم بها ربه، وهو لا يدري أنها ربما تكون من وضع ذلك المنافق أو ذاك. وأنا لاأشك في أن أولئك الصحابة الذين تجرؤوا على التخطيط لإغتيال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لم يكونوا لوحدهم , بل كان لهم شركاء. وكانوا أيضا من المتقنفذين بين أصحابهم وشركائهم. و المؤثرين في أتباعهم.

وهذا الصنف من الصحابة من المقطوع إننا لا نستطيع أن نأخذ عنهم دينناً لأنهم لا يدعون إلى الإسلام بل يصدون عنه. وبما أن التاريخ قد أخفى أسمائهم فهم غير معروفين للمسلمين. فكيف يستطيع المسلم أن يميز في أخذه لدينه عن أولئك من غيرهم. وهذه معضلة كبيرة، المخرج منها أن يلتزم المسلم مع من أمر الله بأتباعهم والإقتداء بهم. لأنه (ص) قال: لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما، أي أن الأخذ من جميع الصحابة غير مأمون العاقبة بينما الأخذ من أهل البيت لا يمكن أن يؤدي إلى الضلال، فأنهم سلام الله عليهم لن يخرجوكم من هدى ولن يدخلوكم في ضلال كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

ثم إن هناك العديد من الذين اسلموا في مكة قبل الهجرة كان في قلبهم مرض هذا المرض وهو الشك والارتياب و بعد الهجرة إلى المدينة انقلب إلى نفاق، ولإثبات وجود هذا النوع من الصحابة أقدم بين يديك الأدلة المفصلة على ذلك.


قال تعالى في سورة المدثر. الآية: 30 { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا...

الآية ألشريفة تحدد عدة أصناف من الناس، كافرون، أهل كتاب، مؤمنون , في قلوبهم مرض،والآية مكية نزلت في مكة قبل الهجرة. تكشف عن أربعة أصناف من الناس كانوا متواجدين في المجتمع المكي بعد بعثة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وهؤلاء الأصناف هم،الكافرون كانوا كفار قريش، وأهل الكتاب معروفون، و المؤمنون هم الذين آمنوا برسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم واتبعوه. فمن هم أولئك الذين في قلوبهم مرض الذين كشفت عنهم الآية؟ هم قطعاً أولئك الذين كانوا أصلا مرتابون ولم يسلموا إلا لمصالح شخصية ربما يستطيعون الحصول عليها في فترة عز الإسلام. فلربما هاجر هؤلاء مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولما استشرى النفاق كانوا من بين أولئك المنافقين في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وبعد وفاته.

هذه حقيقة نوع من الصحابة , فكيف نعتبر أن جميع الصحابة عدول بعد هذا البحث وهل نستطيع أن نأخذ ديننا عن من لا ندري هل هو منافق أم مؤمن - وهل يستطيع أن ينقل لنا ديننا من هو غير معصوم. والله تعالى يقول في سورة يونس. الآية: 35 {.... أفمن يَهِدِّي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون}.

القضية واضحة ولا مجال للعاطفة فيها. فإذا نظر المسلم انه في هذه الحياة يعمل ليرضي ربه وينال الثواب العظيم والنعيم المقيم , فعليه أن يميط لثام العصبية والجهل عن عقله، وينظر للأمور يشكل عقلاني، حتى يكون مستعد لإستقبال وإستيعاب الحق، فإنه حتما سوف يصل إلى النتيجة التي فيها رضى الله ورسوله والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

أزواج النبي

النوع الخامس من الصحابة: أزواج النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

وممن صحب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أزواج النبي، فالزوجة صاحبة وقد وردت آيات تخص معنى الصاحبة بالزوجة، قال تعالى في سورة المعارج. الآية: 12 - 13 (وصاحبته


وأخيه، وفصيلته التي تؤويه) قال تعالى في سورة الأنعام. الآية: 101 {بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم }.

فمنهن من مدحها النص الشرعي وأثنى عليها تمجيدا وتخليدا لمواقفها البطولية للإسلام في بداية الدعوة وأثناء مسيرة حياتهن مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ومنهن من هددها وحذرها القرآن الكريم وكذلك رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، لكن في المحصلة كانت الدعوة الإسلامية مطلوبة من زوجات رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كما كانت لغيرهن من الناس، ولم ينزل أي نص يدل على وجوب إتباعهن والإقتداء بهن بل فرضت عليهن الدعوة الإسلامية الحجاب وحرمت عليهن الزواج بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، والالتزام ببيوتهن.

ولذلك تعاملت النصوص الشرعية معهن كما تتعامل مع أي إنسان مسلم في ذلك الوقت قال تعالى في سورة الأحزاب. الآية: 59 {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}.

وقال تعالى في سورة الأحزاب. الآية: 28 - 33 {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما، يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا، ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما، يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله }.

وعلى ذلك فبالنظر إلى الآيات الشريفة، فإنه ليس لمقام الزوجية مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أي اعتبار إلا إذا كان مقترنا بالتقوى والإحسان والإلتزام الكامل بأوامر الله ورسوله من قبلهن، فمن خالفت منهن ذلك فإن العذاب مضاعف عليها، وأما من أحسنت منهن واتقت فإن الله قد اعد للمحسنات منهن أجرا عظيما.

أما أنهن لسن كسائر النساء فنعم هذا صحيح، ولكنه مشروط في الآية بجملة (إن اتقيتن) ومن أهم شروط التقوى التي أمرن بها هي إن يقرن في بيوتهن ولا يخرجن إلا لحاجة قصوى، ولذلك فإن حرمة مقام الزوجية لزوجات رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ذات شقين اثنين.

الأول علاقتهن بأنفسهن مع مراعاة هذا المقام، فإذا التزمن بكل ما أمر الله ورسوله به واتقين الله فأنهن من المحسنات، وأما إذا كان العكس أي مخالفة أوامر الله ورسوله، فإن حق المقام يقتضي عند ذلك مضاعفة العذاب لهن.

وأما الشق الثاني فهو كيفية نظر المسلمين لزوجات الرسول وفقا لمقام الزوجية مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فإنه يجب على كل مسلم إن ينظر أليهن بحسب ما أمرت به النصوص


الشرعية، ومنها انه لا يجوز نكاحهن بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وأيضا اعتبرهن الله سبحانه وتعالى بمنزلة الأمهات قال تعالى في سورة الأحزاب. الآية: 6 {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم...} أي إن ا الشرع اعتبرهن أمهات للمؤمنين إلا إن الفرق هنا بين ألام الحقيقية وهذه المنزلة الاعتبارية للأمومة، أنها تشبهها في بعض الوجوه وتختلف عن الكثير منها،كالتوارث وحرمة النظر إلى وجوههن وعدم الخلوة بهن وغير ذلك من الأحكام المتعلقة بأمهات المؤمنين.

وبالمناسبة أحب أن اذكر بعض الروايات من كتب أهل السنة والتي تبين سبب تحريم الزواج من زوجات رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بعد وفاته حيث إن كان هناك الكثير من المنافقين ينتظرون وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حتى ينكحوا نسائه من بعده لأمر ما في نفوسهم.

روى القرطبي في الجامع لأحكام القران قوله تعالى: "ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا" روى إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة أن رجلا قال: لو قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة، فأنزل، الله تعالى: "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله" الآية. ونزلت: "وأزواجه أمهاتهم" [الأحزاب 6]. وقال القشيري أبو نصر عبد الرحمن: قال ابن عباس قال رجل من سادات قريش من العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء - في نفسه - لو توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوجت عائشة، وهي بنت عمي. قال مقاتل: هو طلحة بن عبيد الله..

وروى السيوطي في الدر المنثور وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وماكان لكم أن تؤذوا رسول الله...} قال: نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده قال سفيان: ذكروا أنها عائشة رضي الله عنها.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجل: لئن مات محمد صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة. فأنزل الله {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله...}.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول: إن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده، فكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل القرآن {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله...}.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ألسدي رضي الله عنه قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمد عن بنات عمنا، ويتزوج نساءنا من بعدنا، لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده. فنزلت هذه الآية.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: قال طلحة بن عبيد الله: لو قبض النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها. فنزلت {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله...}.


وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله...} قال: نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال: إذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها.

وأخرج البيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لو قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة. أو أم سلمة. فأنزل الله {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله...}.

وعلى ذلك فإن موقف المسلمين اتجاه زوجات رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم هو اعتبارهن بما اعتبرهن به الشرع الحنيف، والموقف الآخر هو واقع كل واحدة منهن والتزامها وتقواها بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فمن أوفت بكل التزاماتها من تقوى وإحسان والإقرار في البيوت كانت زوجته في الآخرة.

روى المتقي الهندي في كنز العمال أيتكن اتقت الله ولم تأت بفاحشة مبينة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة

. (ورواه ابن سعد - عن عطاء بن يسار) إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأزواجه - فذكره.

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم"يا عائشة إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، ولا تستخلفي ثوبا حتى ترقعيه، وإياك ومجالسة الأغنياء". ورواه ابن سعد

وبالنظر لموقف كل واحده منهن على حده، ومعرفة حقيقتها وحقيقة التزامها تتحدد وجهة نظر المؤمن تجاهها. وهي معرفة الحق من الباطل. ومعرفة وفاءهن بعهدهن والتزامهن. وعدم اخذ موقف متعصب تجاه فكرة جامدة لا تتغير ولا تتبدل، بحيث تحجب المسلم عن إتباع ألفرقه المحقة. كما حصل بين عائشة أم المؤمنين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب. هنا لابد من موقف للمسلم يحدد وجهة نظره وحركة سيره في هذه الحياة. ولذلك كان من الضروري معرفة مدى التزامهن وتقواهن، ونعرف كل واحدة منهن هل هي من ذوات الثواب المضاعف إذا قرت في بيتها واتقت وأحسنت ولم تأتي بفاحشة، أم أنها خالفت وخرجت ولم تقر في بيتها ولم تلتفت إلى التحذيرات القرآنية والنبوية الشريفة، وبالتالي يضاعف لها العذاب، وهذا يشكل بحثا هاماً ضروريا لكل مسلم لا يجوز أن يغمض عينيه عنه عند المرور عليه.

وبالنظر إلى سيرة أزواج النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تجد أن هناك نصوصاً قد مدحت السيدة خديجة ووصفتها بأنها سيدة نساء أهل الجنة.

وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن حبان والحاكم عن أنس "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد،


وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وآسية امرأة فرعون " وأخرجه ابن أبي شيبة عن الحسن.

ثم إن بقية زوجاته لم يذكر عنهن شيء من المخالفات وعدم الالتزام بالآيات والأحكام. إلا ما كان من عائشة وحفصة.

ولذلك تجد أن الآيات التي كانت ينزل فيها وعيد لنساء النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بشكل عام كان المقصود به بشكل خاص حسب أسباب النزول الواردة عند أهل السنة هما حفصة وعائشة. وباستقراء النصوص بشكل دقيق تجد إن عائشة بالذات كانت أكثرهن تحذيراً من قبل رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكانت هي أكثرهن إيذاء لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وجرأة على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وعلى وصيه أمير المؤمنين وكانت كثيراً ما تستخدم حفصة لتنفيذ العديد من مآربها. وكانت أيضا شديدة الغيرة من نساء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الأخريات حتى من السيدة خديجة رضي الله عنها , وكانت كثيراً ما تتعامل مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكأنه ليس برسول. وهذا كان أثناء وجود رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فما بالك بعد وفاته موقفها وبغضها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب حبيب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ووصيه وخليفته من بعده واضحة في كتب الحديث السنية وكذلك قيادتها لمعركة الجمل ضد أمير المؤمنين وخروجها على إمام زمانها ثابتة لا يمكن للمسلم المنصف أن يتجاهلها.

إصبر عزيزي القارئ حتى تصل إلى نهاية الموضوع ولا تستغرب ولا تستعجل إذا كنت تريد الوصول إلى الحقيقة و سبيل النجاة فسأذكر لك بعد قليل العديد من الآيات والأحاديث من كتب أهل السنة تثبت لك كل ما أخبرتك به وأكثر.

لكن المهم أن تعرف أن من كان هذا حاله فإنه لا يمكن أن يكون من المستأمنين على أمر هذا الدين ونقله

سورة التحريم من السور القرآنية التي نزلت تتعلق بنوع من التعاملات. التي لا تليق بأية زوجة أن تعامل زوجها بها، فما بالك برسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله الله رحمة للعالمين.

روى البخاري في صحيحه عن أبي جريج قال: زعم عطاء: أنه سمع عبيد بن عمير يقول: سمعت عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش، ويشرب عندها عسلا، فتواصيت أنا وحفصة، أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل: إني أجد فيك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال: (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له) فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى - إن تتوبا إلى الله} لعائشة وحفصة: رواه مسلم وغيره كثير

وأخرج البخاري ومسلم والبراز والطبراني وغيرهم..... عن ابن عباس: قلت لعمر من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله قال: عائشة وحفصة.


قال تعالى في سورة التحريم. الآية: 4 {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير}.

روى القرطبي في الجامع لأحكام القرآن عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ("وصالح المؤمنين" علي بن أبي طالب)

روى السيوطي في الدر المنثور: أخرج ابن أبي حاتم عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {وصالح المؤمنين} قال: "هو علي بن أبي طالب".

وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وصالح المؤمنين} قال: "علي بن أبي طالب".

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {وصالح المؤمنين} قال: هو علي بن أبي طالب.

إذا سورة التحريم تبين تظاهرة أو مؤامرة ضد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان من نتائجها نزول التهديد والوعيد من رب العالمين لحفصة وعائشة وطلب التوبة منهما.

ثم إن سورة التحريم تذكر في نهايتها زوجتين من زوجات الأنبياء وأنهما لم تطيعا فكانتا من أهل النار.

قال تعالى في سورة التحريم. الآية: 10 {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين}. وهذا يعني أن مقام الزوجية من النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مقام عظيم ولكنه لا يعطي ضمانة بالجنة.

وعلى ذلك فإن فهم أهل السنة للأمومة تجاوز أكثر من حده، ولذلك تجدهم إن تحدثوا عن أزواج رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان الحديث كله عن عائشة. فإذا نظرت في كتب الصحاح والمسانيد عند أهل السنة فأنك تجد أغلب الأحاديث تنقل عن عائشة، ويقولون في حديث وضع لهم من قبل معاوية وأعوانه -أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقول:خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء فكيف يكون ذلك ولم تثبت لها عصمه ولم تلتزم بأمر الله ورسوله. فقد قال لها الله سبحانه وقرن في بيوتكم فخالفت أمره وأمر رسوله وخرجت في حرب الجمل. وتمردت كما قالت على إمام زمانها. وأنني أحث كل مسلم على قراءة تفاصيل تلك المعركة وماذا جرى بها، ولكني في هذا المقام اذكر للقارئ العزيز بعض الروايات عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي كان يسبق الأحداث فقام بتحذير عائشة عدة مرات من التمرد على إمام زمانها علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وذكر لها الكثير من العلامات لعلها ترجع عن أفعالها.


روى البخاري في صحيحه كِتَاب فَرْضِ الْخُمُسِ. باب مَا جَاءَ فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَأَشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَةَ فَقَالَ هُنَا الْفِتْنَةُ ثَلاثًا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ

روى البخاري في صحيحه كتاب العلم. باب: العلم والعظة بالليل. عن أم سلمة قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: (سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة).

روى المتقي الهندي في كنز العمال عن عائشة إن رسول الله قال كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب.(ورواه الحاكم

روى احمد في مسنده عن قيس بن أبي حازم أن عائشة قالت: لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: -أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس.

وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء عَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ عَائِشَةَ إِذَا قَرَأَتْ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوْتِكُنَّ} [الأَحْزَابُ: 33] بَكَتْ حَتَّى تَبُلَّ خِمَارَهَا. قَالَ أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ): حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ، فَلَمَّا بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الكِلاَبُ. فَقَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟ قَالُوا: مَاءُ الحَوْأَبِ. قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إلا أَنَّنِي رَاجِعَةٌ. قَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِيْنَ، فَيَرَاكِ المُسْلِمُوْنَ، فَيُصْلِحُ اللهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ. قَالَتْ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: (كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبُحُ عَلَيْهَا كِلاَبُ الحَوْأَبِ). هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوْهُ.

روى في العواصم من القواصم، للقاضي أبي بكر بن العربي قاصمة: اجتماع أصحاب الجمل بمكة وخروجهم إلى البصرة. روى قوم أن البيعة لما تمت لعليّ استإذن طلحةُ والزبير علياً في الخروج إلى مكة. فقال لهما عليّ: لعلكما تريدان البصرة والشام. فأقسما إلا يفعلا. وكانت عائشة بمكة. وهرب عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة إلى مكة، ويعلى بن أمية عامل عثمان على اليمن. فاجتمعوا بمكة كلهم، ومعهم مروان بن الحكم. واجتمعت بنو أمية. وحرّضوا على دم عثمان وأعطى يعلى لطلحة والزبير وعائشة أربعمائة ألف درهم. وأعطى لعائشة "عسكراً" جملاً اشتراه باليمن بمائتي دينار. فأرادوا الشام، فصدّهم ابن عامر وقال: لا ميعاد لكم بمعاوية، ولي بالبصرة صنائع، ولكن إليها. فجاءوا إلى ماء الحوأب، ونبحت كلابه، فسألت عائشة، فقيل لها: هذا ماء الحوأب. فردَّت خطامها عنه، وذلك لما سمعت النبي صلى الله عليه


وسلم يقول: "أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، التي تنبحها كلاب الحوأب؟" فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب، وخمسون رجلاً إليهم وكانت أول شهادة زور دارت في الإسلام.

روى ابن كثير في البداية والنهاية وكانت حفصة بنت عمر أم المؤمنين قد وافقت عائشة على المسير إلى البصرة، فمنعها أخوها عبد الله من ذلك، وأبى هو أن يسير معهم إلى غير المدينة، وسار الناس صحبة عائشة في ألف فارس. وقيل: تسعمائة فارس من أهل المدينة ومكة، وتلاحق بهم آخرون، فصاروا في ثلاثة آلاف، وأم المؤمنين عائشة تحمل في هودج على جمل اسمه عسكر اشتراه يعلى بن أمية من رجل من عرينة بمائتي دينار، وقيل: بثمانين ديناراً، وقيل: غير ذلك. وسار معها أمهات المؤمنين إلى ذات عرق ففارقنها هنالك وبكين للوداع، وتباكى الناس، وكان ذلك اليوم يسمى يوم النحيب. وسار الناس قاصدين البصرة، وكان الذي يصلي بالناس عن أمر عائشة ابن أختها عبد الله بن الزبير، ومروان بن الحكم يؤذن للناس في أوقات الصلوات، وقد مروا في مسيرهم ليلاً بماء يقال له الحوأب فنبحتهم كلاب عنده، فلما سمعت ذلك عائشة قالت: ما اسم هذا المكان؟ قالوا: الحوأب، فضربت بإحدى يديها على الأخرى، وقالت: أنا لله وأنا إليه راجعون ما أظنني إلا راجعة. قالوا: ولم؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لنسائه: ((ليت شعري أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب)). ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته، وقالت: ردوني ردوني أنا والله صاحبة ماء الحوأب.

روي في مجمع الزائد وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت رواه البزار ورجاله ثقات ورواه ابن أبي شبيبة، وفتح الباري، والاستيعاب، وسير أعلام النبلاء.

ثم أنها أيضا كانت تعامل رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بمعاملة ليست كمعاملة الأزواج، فقد روي عدة روايات عند أهل السنة تبين بعضا من تلك الأساليب والسلوكيات.

روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: {ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}. قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.

روى مسلم في صحيحه عن عائشة. قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وأقول: وتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله عز وجل: {ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت} [33 /الأحزاب/ الآية 51] قالت قلت: والله ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك.

وكانت تتمنى موت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قبلها حتى لا يعرس بنسائه في بيتها.


روى احمد في مسنده عن عائشة قالت: -رجع إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وا رأساه قال: بل أنا وا رأساه قال ما ضرك لو متِّ قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك قلت لكني أو لكأني بك والله لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدئ بوجعه الذي مات فيه.

وكانت أيضا في كثير من الأحيان تغضب على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولا تطيق ذكر اسمه.

روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى) قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: (أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم). قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك.

روى مسلم في صحيحه عن عائشة. قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى" قالت فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال "أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين: لا. ورب محمد! وإذا كنت غضبى، قلت: لا. ورب إبراهيم!" قالت قلت: أجل. والله! يا رسول الله! ما أهجر إلا اسمك.

وأيضا كانت هي وحفصة تغضبان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وتهجرانه حتى يظل سائر يومه غضبان.

روى البخاري في عن يحيى، عن عبيد بن حنين: أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه قال:مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق، عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه فقلت: يا أمير المؤمنين، من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه، فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به، قال: ثم قال عمر: والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم، قال: فبينا أنا في أمر أتأمره إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها: ما لك ولما ها هنا، فيما تكلفك في أمر أريده؟ فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان، فقام عمر، فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله أنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله، وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم، يا بنية لا


تغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، يريد عائشة، قال: ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها، فقالت أم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب، دخلت في كل شيء، حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه.

وكانت شديدة الغيرة ولا تحب السيدة خديجة رضي الله عنها وتذكرها بسوء، فكان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يغضب لذلك.

روى احمد، وبين عبد البر، وابن كثير عن عائشة قالت: كان رسول الله (ص): لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة , فتحسن الثناء عليها. فذكرها يوماً من الأيام , فأدركتها الغيرة , فقلت , هل كانت إلا عجوزاً , فقد أبدلك الله خيراً منها. فغضب رسول الله ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها , أمنت بي , إذ كفر بي الناس , وصدقتني إذ كذبتني الناس , وواستني في مالها إذ حرمني الناس. ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء.

وفي مجمع الزوائد عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين! قد أبدلك الله خيراً منها. قال: "أبدلني الله خيراً منها؟! قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس".

أيضا كانت تبغض أمير المؤمنين علي عليه السلام ولا تحبه حتى أنها كانت لا تطيق ذكر اسمه، مع أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال ذكر علي عبادة رواه السيوطي، وابن كثير، وفي كنز العمال، وفي حلية الأولياء، والديلمي في الفردوس وروي من حديث أبي بكر، وعمر، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وعمران بن حصين، وأنس، وثوبان، وعائشة، وأبي ذر، وجابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: النظر إلى وجه علي عبادة رواه الحاكم، والذهبي، والطبراني، وفي مجمع الزوائد، وغيرهم كثير.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عبد الله بن عتبة: أن عائشة قالت: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه، استإذن أزواجه في أن يمرض في بيتي، فإذن له، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين، تخط رجلاه في الأرض، بين عباس ورجل آخر. قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بن عباس فقال: أتدري من الرجل الآخر؟ قلت: لا. قال: هو علي.

وأيضا عندما بلغها مقتل الإمام علي فرحت وسجدت شكرا لله،

روى أبو الفرج في مقتل الإمام علي وقال: " لما أن جاء عائشة قتل الإمام علي سجدت " أي: سجدت شكرا لله مما بشروها به.

وروى الطبري وأبو الفرج وابن سعد وابن الأثير وقالوا: لما أتى عائشة نعي علي قالت:


/ 33