إغتيال السنة النبوية - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الإمام الحادي عشر جاء إلى مقام الإمامة بعد أبيه بأمر من اللّه تعالى وحسب ما أوصى به أجداده الكرام وطـوال مـدة خـلافته التي لا تتجاوز السبع سنين كان ملازما التقية , وكان منعزلا عن الناس حتى الـشـيـعـة , ولـم يسمح إلا للخواص من أصحابه بالاتصال به , مع كل هذا فقد قضى زمنا طويلا في السجون.

والسبب في كل هذا الاضطهاد هو:

أولا: كـان قد وصل عدد الشيعة إلى حد يلفت الأنظار, وان الشيعة تعترف بالإمامة , وكان هذا الأمر واضحا جليا للعيان , وان أئمة الشيعة كانوا معروفين , فعلى هذا كانت الحكومة آنذاك تتعرض للائمة أكثر من ذي قبل وتراقبهم , وكانت تسعى للإطاحة بهم وإبادتهم بكل الوسائل الخفية.

ثـانيا: قد اطلعت الدولة العباسية على أن الخواص من الشيعة يعتقدون أن هناك ولدا للإمام الحادي عشر, وطـبـقا للروايات التي تنقل عن الإمام الهادي , وكذا من أجداده ,يعرفونه ب(المهدي الموعود) وقد اخـبـر عـنـه الـنـبـي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بموجب الروايات المتواترة عن الطريقين العامة والخاصة , ويعتبرونه الإمام الثاني عشر لهم.

ولـهـذا السبب كان الإمام الحادي عشر أكثر مراقبة من سائر الأئمة , فصمم خليفة الوقت أن يقضي عـلـى مـوضوع الإمامة عند الشيعة بكل وسيلة تقتضي الضرورة لذلك ,وبهذا يغلق هذا البحث_ الآمامة _ الذي طالما كان مثارا لإزعاجهم.

ولـما سمع المعتمد الخليفة العباسي بمرض الإمام الحادي عشر أرسل إليه الأطباء مع عدد من القضاة ومـن يـعـتمد عليهم كي يراقبوا الإمام عن كثب وما يجري في داره , وبعد استشهاد الإمام ووفاته , فـتـشـوا الـبـيـت بدقة , وفحصوا الجاريات اللواتي كن يخدمن في بيت الإمام بواسطة الممرضات (القابلات), وبقوا يبحثون عن خلف للإمام لمدة سنتين حتى استولى عليهم اليأس.

دفن الإمام الحادي عشر بعد وفاته في داره في مدينة سامراء بجوار مدفن أبيه.

ولا يـخـفـى أن أئمة أهل البيت عليهم السلام طوال حياتهم علموا وربوا العديد من العلماء والمحدثين , إذ يصل عددهم المئات , ومراعاة للاختصار لم نستعرض فهرست أسماء هؤلاء ومؤلفاتهم والآثار العلمية التي تركوها, وشرحا لأحوالهم.

ولم يبق إلا الإمام الثاني عشر، الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فهو الوعد الإلهي الذي تنتظره الأرض والسماء وبشرت به جميع الديانات والذي تواترت عنه الأخبار والروايات عند جميع طوائف المسلمين، ونسأل الله العلي القدير إن يعجل بظهوره الشريف وان يكرمنا به عليه السلام حتى يعود الحق إلى أهله، وحتى يزول الظلم والجور من العالم.


اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين

إغتيال السنة النبوية

إغتيال السنة النبوية

قال تعالى في سورة البقرة الآية: 159 {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}.

قال تعالى في سورة آل عمران. الآية: 187 {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}.

وقال تعالى في سورة البقرة: الآية: 146 {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}.

هذا بحث آخر أقدمه بين يدي القارئ العزيز، محاولاً فيه المقارنة بين اليهود والنصارى وبين الأمة الإسلامية، حيث قام اليهود والنصارى، بنبذ سنن أنبياءهم وراء ظهورهم، أبين فيه أن المسلمين قد نبذوا سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأقواله وأحاديثه، ولم يلقوا لها بالاً، بل يمكن القول أنهم قد اغتالوا سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأحاديثه، خصوصاً في العصور الأولى للإسلام.

ولا تستغرب ذلك ولا تستعجب , فكما حاولت ألأمة اغتيال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كما أثبتنا لك في بحث اغتيال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكذلك قاموا بعزل أهل البيت والنبوة والرحمة ,


واغتالوهم وقتلوهم , فإنه من السهل عليهم اغتيال سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وطمسها وحرقها , ومنع المسلمين من تدوينها والجهر بها.

هذا المنع من تدوين السنة ومحاولة اغتيالها, خططوا ورسموا له في وقت مبكر , أثناء وجود رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بينهم، إذا فأمر محاربة السنة النبوية ومنع تدوينها وعدم الاعتراف بها , كان مدبراً مسبقاً من قبل عدد من الصحابة حتى أثناء وجود رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بينهم في المدينة المنورة.

روى البيهقي في السنن الكبرى عن عبد الله بن عمرو قال كنت اكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأريد حفظه فنهتني قريش وقالوا تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الرضا والغضب قال فأمسكت فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال(أكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق وأشار بيده إلى فمه). ورواه الحاكم

أخرجه أبو داود في السنن عن مسدد وأبي يكر بن أبي شيبة إلا أنه قال ما يخرج منه إلا حق.

كما أنهم أعلنوا ذلك صراحة وعلنا قبل وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بأيام، عندما دعاهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبدا فقالوا حسبنا كتاب الله. وهذا معناه أنهم لا يريدون السنة النبوية.

روى البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ فَقَالَ دَعُونِي فَالَّذِي أنا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَوْصَاهُمْ بِثَلاثٍ قَالَ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ وَسَكَتَ عَنْ الثَّالِثَةِ أو قَالَ فَنَسِيتُهَا.

روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال:لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده). قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغط، قال: (قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع). فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه.

روى مسلم في صحيحه عن سعيد بن جبير. قال: قال ابن عباس: يوم الخميس! وما يوم الخميس! ثم بكى حتى بل دمعه الحصى. فقلت: يا ابن عباس! وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه. فقال (ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي) فتنازعوا.


وما ينبغي عند نبي تنازع. وقالوا: ما شأنه؟ أهجر؟ إستفهموه. قال (دعوني. فالذي أنا فيه خير. أوصيكم ثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب. وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). قال: وسكت عن الثالثة. أو قال فأنسيتها.

وبقولهم حسبنا كتاب الله يظهر ذلك الأمر بشكل واضح جلي، أن المؤامرة على السنة النبوية كانت مدبرة مسبقا ومخطط لها من عدد كبير من الصحابة المنافقين، ومع أن القرآن الكريم ذكر في عدة آيات أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وحي قال تعالى في سورة النجم. الآية: 3 { وما ينطق عن الهوى} وقال تعالى في سورة الحشر الاية7(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وأن السنة مثل القران , وأهميتها واضحة للمسلمين. فلم يبين القرآن أغلب الأحكام التفصيلية بل بينتها السنة النبوية. كعدد ركعات الصلاة , وكيفية أداء العبادات وتفاصيلها وغير ذلك من الأحكام. ولذلك فإن السنة لا تفصل عن القرآن , والقرآن لا ينفصل عن السنة. إلا أنهم قالوا حسبنا كتاب الله , ولم يريدوا السنة النبوية.

أما بالنسبة لموقف الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي أوتي علم الأولين والآخرين، فقد كان على علم بذلك المخطط الرهيب لإغتيال السنة، ولذلك قام بعدة خطوات للمحافظة عليها , وأيضا لكشف المتآمرين في المستقبل عند كل من له عقل سليم , وإحساس حي.

أما بالنسبة للنقطة الأولى وهي المحافظة على السنة، فقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه يدون بخط يده وإملاء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. كان يدون جميع تفاصيل سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في صحيفة، تعرف بالصحيفة العلوية.

الصحيفة العلوية

هذه الصحيفة العلوية المباركة

تحتوي على جميع تفاصيل الأحكام الشرعية صغيرها وكبيرها, وهي التي تناقلها ألائمة الأطهار من أهل بيت النبوة والرحمة من آبائهم إلى أبنائهم , وعلموها لأتباعهم وشيعتهم. ولذلك لا يمكن أن يدخل إلى طريق أتباع أهل البيت سلام الله عليهم , أي تبديل أو تغيير على ما كان عليه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم, فلم يختلف أي أمام عن إمام في الأحكام والعقائد لأنها من نبع واحد. ولم يحصل انقطاع في تدوين السنة عند الأئمة من أهل البيت سلام الله عليهم.

ولكنني في هذا المقام أريد أن اثبت وجود هذه الصحيفة المباركة من كتب وصحاح أهل السنة والجماعة ومن البخاري ومسلم.

فقد اعترفوا بوجودها، وأنها مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه وأنها تحتوي على أحكام شرعيه بخط أمير المؤمنين وإملاء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

وحتى لو حاولوا التقليل من شأنها، إلا أنهم لم يستطيعوا إنكار وجودها ووجود سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فيها.


وقبل أن أقدم لك عزيزي القارئ , الأحاديث الصحيحة والتي تثبت وتعترف بوجود سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مع أمير المؤمنين علي من تلك الصحيفة التي دون فيها الوحي الذي نطق به رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي لا ينطق عن الهوى، قبل ذلك اذكر بأن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي أرسله الله رحمة للعالمين والذي يعلم مسبقاً بمؤامرة اغتيال السنة , كان عليه الصلاة والسلام وبأمر الهي , قد وجه المسلمين إلى موالاة أمير المؤمنين علي والى أهل البيت.

كما ذكر من خلال عشرات الأحاديث بل مئات الأحاديث من كتب وصحاح أهل السنة والتي ذكرنا قسماً كبيراً منها خلال بحثنا.

وأيضا قام رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بتوجيه المؤمنين بان الحق مع علي وعلي مع الحق وان القران مع علي وعلي مع القرأن فدوروا حيث دار.

وروى السيوطي في الجامع الصغير علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

أخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي وابن عساكر وابن النجار قال: لما نزلت {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال "أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي - رضي الله عنه - فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي".

وأخرج ابن سعد وأحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".

روى البزار والطبراني عن ابن عباس قال(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق.

هذه جملة مختصره من الأحاديث التي مر ذكرها بأسانيدها ومتونها المختلفة تبين للمسلمين انه في حال حصول الخلل بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فعليكم أيها المسلمون بعد أن تروا خلفاءكم وأمراءكم يحرقون سنة نبيكم ويمنعوا الناس من الجهر بها , عليكم بإتباع الحق الذي مع علي وان علي مع الحق ويبين لكم ما تختلفون فيه. فهو وصي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على دعوته وهو الأمين عليها.

والآن أقدم للقارئ العزيز جملة من الأحاديث التي تعترف بالصحيفة العلوية من صحاح أهل السنة.


روى البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.

روى البخاري في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم، ما بين عائر إلى كذا، من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. وقال: ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. ومن تولى قوما بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل)

روى البخاري في صحيحه عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: خطبنا علي فقال: ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة، فقال: فيها الجراحات وأسنان الإبل: (والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك، وذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه مثل ذلك).ولقد رواه البخاري في أكثر من موقع في صحيحه، في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، وكتاب الديات، وكتاب الفرائض، وفي باب إثم من عاهد ثم غدر، وفي كتاب الجهاد والسير، وفي باب فضائل المدينة، وفي كتاب العلم، إذن هو يعترف بالصحيفة العلوية في أكثر من عشرة مواقع في صحيحه، واخترت لك الأحاديث التي فيها أحكام من هذه الصحيفة تختلف عن الحديث الذي قبله، أي إن الصحيفة تحتوي على العشرات من الأحكام الشرعية، ففي الحديث الأول ذكر أحكاما تتعلق بالعقل والأسير والحدود الشرعية وفي الثاني تتعلق بحدود المدينة الجغرافية وحكم الإحداث فيها وأحكام الذمة وأحكام التولي، وفي الثالث أحكاما تتعلق بالجراحات وأسنان الإبل وان ذمة المسلمين واحدة.

روى مسلم في صحيحه عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: خطبنا علي بن أبي طالب فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة (قال: وصحيفة معلقة في قراب سيفه) فقد كذب. فيها أسنان الإبل. وأشياء من الجراحات. وفيها قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: " المدينة حرم ما بين عير إلى ثور. فمن أحدث فيها حدثا. أو آوى محدثا. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. وذمة المسلمين واحدة. يسعى بها أدناهم. ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا".

روى أبو داوود في سننه عن إِبراهِيمَ التّيْمِيّ عن أبِيهِ عن عَلِيّ قال: "مَا كَتَبْنَا عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلا الْقُرْآنَ وَمَا في هَذِهِ الصّحِيفَةِ. قال قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: المَدِينَةُ حَرَامٌ ما بَيْنَ عَائِرَ إلى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أو آوَى مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله


وَالمَلاَئِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلاَ صَرَفٌ، وَذِمّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِماً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمَلاَئِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلا صَرَفٌ، وَمَنْ وَالَى قَوْماً بِغَيْرِ إذن مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمَلاَئِكَةِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلاَ صَرَفٌ".

وروى النسائي في سننه عَنِ الشّعْبِيّ قَالَ: سَمِعْتُ أبا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: سَأَلْنَا عَلِيّا فَقُلْنَا هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ سِوَى الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: لاَ وَالّذِي فَلَقَ الْحَبّةَ وَبَرَأَ النّسَمَةَ إلا أَنْ يُعْطِيَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ عَبْدا فَهْما فِي كِتَابِهِ أو مَا فِي هَذِهِ الصّحِيفَةِ قُلْتُ: وَمَا فِي الصّحِيفَةِ؟ قَالَ فِيهَا: "الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الأَسِيرِ وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ".

ولقد روى الأحاديث التي تعترف بوجود تلك الصحيفة كل كتب أهل السنة وصحاحهم، واكتفي بما ذكرت لك. وحتى أنهم لو قللوا من شأنها فأنهم اعترفوا بوجودها، ولم يستطيعوا إن ينكروها، ولا يمكن إن تكون تحتوي على ثلاثة أحكام شرعية فقط، لأنه لا داعي إن يكتب أمير المؤمنين ثلاثة أحكام ولا يستطيع إن يحفظها غيبا، فوجود الصحيفة مكتوبة يعني أنها تحتوي على كل الأحكام الشرعية،

بعد كل هذا البيان أكون قد أكدت لك أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد استوفى شروط ألنقطه الأولى وهي المحافظة على أحكام الشرع مدونه عند أمير المؤمنين علي عليه السلام، وبتوجيه الدعوة بالتشيع له وأتباعه. وان معه الحق، وأيضا فقد أقام الله سبحانه الحجة على أولئك الذين يشنعون أو يطعنون في أمير المؤمنين وأتباعه وشيعته، بأن أظهر لهم من كتبهم وجود الحق مع علي ووجود الصحيفة العلوية عنده وعند ألائمة الأطهار من ولده.

ثم إن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من أجل تطويق أولئك الذين يريدون اغتيال السنة النبوية وكشفهم , أمر (ص) المسلمين بالتبليغ عنه والحديث عنه وأن من حدث عنه له ثواب عظيم عند الله سواء أكان بكتابة حديثه أو نشره. واليك هذه المجموعة من الأحاديث النبوية.

روى الطبراني عن علي قال " خرج علينا رسول الله (ص) فقال: اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي، قالوا: يا رسول الله ومن خلفائك؟ قال: الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي ويعلمونها للناس والخطيب والديلمي وابن النجار والدينوري والقشيري وكنز العمال

حديث من حفظ على أمتي أربعين حديثا، فقد روي عن ثلاثة عشر صحابيا وبأكثر من عشرين طريقا، فقد روي عن علي وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي سعيد وأبي هريرة وأبي إمامة وابن عباس وابن عمر وابن عمرو وجابر بن سمرة وانس وبريدة

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة


قال النبي صلى الله عليه وسلم من حمل عني من أمتي أربعين حديثا لقي الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما.

قال النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم أربعين حديثا ابتغاء وجه الله تعالى ليعلم به أمتي في حلالهم وحرامهم حشره الله سبحانه وتعالى يوم القيامة عالما.

قال النبي صلى الله عليه وسلم من نقل عني إلى من لم يلحقني من أمتي أربعين حديثا كتب في زمرة العلماء وحشر من جملة الشهداء.

قال النبي صلى الله عليه وسلم من كتب أربعين حديثا رجاء إن يغفر الله له غفر له وأعطاه ثواب الشهداء الذين قتلوا بعبادان وعسقلان.

قال النبي صلى الله عليه وسلم من ترك أربعين حديثا بعد موته فهو رفيقي في الجنة.

وقد خصص السيوطي جزءا خاصا لهذا الحديث جمع فيه كل طرقه ورواته، كما رواه الطبري، وابن عساكر، وفيض القدير، والبيهقي، والشوكاني، والنووي، وابن حجر، وغيرهم كثير، فهذا الحديث يعتبر من المشهور والمتواتر لفظا ومعنى، عند جميع فئات المسلمين حتى إن العشرات منهم قد كتبوا كتبا تحوي أربعين حديثا قاموا بشرحها، رجاء نيل الثواب من الله، ورجاء شفاعة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، مثل الأربعون النووية، والأربعون حديثا للإمام الخميني قدس الله سره، وغيرهم الكثير.

ويفهم من هذه المجموعة من هذا الحديث حرص رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على كتابة السنة ورعايتها ووعايتها ونقلها إلى المسلمين، وكما إن الحديث وعد بالثواب على ذلك فإن مفهوم المخالفة يعني العقاب والحرمان من الشفاعة على من يفعل عكس مضمون الحديث،

أقدم مجموعة أخرى من الأحاديث تأمر بحفظ الحديث النبوي ونقله ورعايته، وانه يجب الالتزام بذلك دون زيادة أو نقصان.

روى السيوطي في الجامع الصغير حدثوا عني بما تسمعون، ولا تقولوا إلا حقا؛ ومن كذب علي بني له بيت في جهنم يرتع فيه. رواه الطبراني، ورواه في كنز العمال، وفي مجمع الزوائد

روى المتقي في كنز العمال حدثوا عني ولا حرج حدثوا عني ولا تكذبوا علي ومن كذب علي متعمدا فقد تبوأ مقعده من النار.

روى المتقي في كنز العمال حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من افترى علي كذبا متعمدا ليضل به الناس بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. ابن عساكر - عن أنس.

روى احمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري: -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثوا عني ولا تكذبوا علي ومن كذب علي متعمدا فقد تبوأ مقعده من النار.


ثم إن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قد أمر بالكتابة صراحة فقد كان العديد من الصحابة يكتبون ولو كان هناك منع من الكتابة أو التدوين لحديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لما قاموا بذلك، وقد ذكرت لك في السابق كيف كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه يدون الصحيفة من إملاء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وبخط أمير المؤمنين عليه السلام، ولكن في هذه المجموعة من الأحاديث نبين انه كان هناك أمر من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بالكتابة وان صحابة آخرين غير أمير المؤمنين قد كتبوا ودونوا الحديث.

روى البخاري في صحيحه وهب بن منبه، عن أخيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب. تابعه معمر، عن همام، عن أبي هريرة.

روى مسلم في صحيحه عن وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنْ أَخِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إلا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فإنه كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ.

روى الطبراني في معجمه الكبير عن رافع بن خديج قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تحدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جنهم قلت يا رسول الله أنا نسمع منك أشياء فنكتبها فقال اكتبوا ولا حرج .

روى الهيثمي في مجمع الزوائد عن رافع بن خديج قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تحدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم" قلت: يا رسول الله أنا نسمع منك أشياء فنكتبها؟ قال: "اكتبوا ولا حرج". رواه الطبراني في الكبير

روى البخاري تحت باب كتابة العلم عن أبي هريرة: أن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث - عام فتح مكة - بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فركب راحلته فخطب، فقال: (إن الله حبس عن مكة القتل، أو الفيل - شك أبو عبد الله - وسلط عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، إلا وإنها لم تحل لأحد قبلي، ولم تحل لأحد بعدي، إلا وإنها حلت لي ساعة من نهار، إلا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد، فمن قتل فهو بخير النظرين: إما أن يعقل، وإما أن يقاد أهل القتيل). فجاء رجل من أهل اليمن فقال: اكتب لي يا رسول الله، فقال: (اكتبوا لأبي فلان). فقال رجل من قريش: إلا الإذخر يا رسول الله، فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إلا الأذخر إلا الأذخر). قال أبو عبد الله: يقال: يقاد بالقاف، فقيل لأبي عبد الله: أي شيء كتب له؟ قال: كتب له هذه الخطبة.


روى مسلم في صحيحه عن يحيى. أخبرني أبو سلمة؛ أنه سمع أبا هريرة يقول: إن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث. عام فتح مكة. بقتيل منهم قتلوه. فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فركب راحلته فخطب فقال: "إن الله عز وجل حبس عن مكة الفيل. وسلط عليها رسوله والمؤمنين. إلا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولن تحل لأحد بعدي. إلا وإنها أحلت لي ساعة من النهار. إلا وإنها، ساعتي هذه، حرام. لا يخبط شوكها ولا يعضد شجرها. ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد. ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين. إما أن يعطى (يعني الدية)، وإما أن يقاد (أهل القتيل)" قال: فجاء رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال: اكتب لي. يا رسول الله! فقال "اكتبوا لأبي شاه". فقال رجل من قريش: إلا الإذخر. فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا الإذخر".

واليك عزيزي القارئ جملة أخرى من الأحاديث والتي أيضا تحث على كتابة الحديث وحفظه ورعايته ووعايته ونقله إلى المسلمين.

روى السيوطي عن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم انه قال نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع. رواه احمد، والترمذي، وابن حبان

روى الطبراني في معجمه الكبير عن عبيد بن عمير عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه.

روى السيوطي عن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم انه قال نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه. رواه الترمذي.

روى الحافظ العراقي: قال رسول الله "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها" رواه الترمذي، وابن ماجه.

هذا الأمر بالكتابة والحديث، يؤكده القرآن الكريم في آيات عديدة، تأمر بالكتابة لأشياء حتى اقل شأناً من السنة النبوية , فكيف بحديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي هو وحي والذي لا ينطق إلا بالوحي.

قال تعالى في سورة البقرة. الآية: 282 {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو.......

إذن يتبين بعد كل ذلك أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم طلب من المسلمين كتابة حديثه. ورعايته وحفظه. وان من بلغ أو كتب عنه اعد الله له ثواباً عظيماً، ولا تغرنك عزيزي القارئ تلك


الروايات التي تنهى عن كتابة الحديث , لأن تلك الأحاديث تم وضعها في زمن الأمويين، من أجل تبرير موقف أبي بكر الذي حرق سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكذلك عمر الذي حرقها ومنع التحدث بها ولحقهم عثمان الذي سلك مسلك الشيخين في محو السنة وطمسها واغتيالها.

وأيضا فإن تلك الأحاديث تتنافى مع مقاصد الدين , ومع بديهيات العقل السليم, وتتعارض مع النصوص الصحيحة , والآيات الكريمة التي تأمر بالكتابة والتدوين , والتي ذكرناها آنفا.

أبو بكر والسنة

أبو بكر والسنة النبوية

ثم جاء عصر الخليفة الأول أبو بكر , فلننظر عزيزي القارئ ماذا جرى لسنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في عهد أبي بكر.

فقد قام أبو بكر من أول يوم بنبذ سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم باعتراف صريح في خطبته الأولى وتأكيدا على ما قاله عمر بن الخطاب يوم رزية الخميس حيث قال حسبنا كتاب الله.

روى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن بن أبي مليكة أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه

وهذا تصريح خطير فاضح , واعتراف واضح, يؤكد قول المسلمين الذين قالوا عند رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حسبنا كتاب الله. أي لا نريد سنة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. ولذلك كان أبو بكر كثيراً ما يقول لا تحملوني على سنة نبيكم فاني لا أطيقها، وهذا يؤكد على تصميمهم على اغتيال السنة النبوية الشريفة.

روى احمد في مسنده عن قيس بن أبي حازم قال: -إني لجالس عند أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر فذكر قصة فنودي في الناس ان الصلاة جامعة وهي أول صلاة في المسلمين نودي بها أن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه وهي أول خطبة خطبها في الإسلام قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس ولوددت أن هذا كفانيه غيري ولئن أخذتموني سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء. رواه المتقي الهندي في كنز العمال، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد

وقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أكد في مرات عديدة على إنه سيأتي بعده رجال لا يحتكمون إلى سنته وأكد إن حرام محمد حرام إلى يوم القيامة وحلاله حلال إلى يوم القيامة، وان ما حرم محمد هو ما حرم الله، وما حلل محمد هو ما حلل الله، لكنهم أبوا إن يحتكموا إلى هذه القاعدة النبوية الشريفة.


/ 33