الشيعة والتشيع - سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین - نسخه متنی

صلاح الدین الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



كونوا مع الصادقين

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: مع علي بن أبي طالب.

وأخرج ابن عساكر عن أبي جعفر في قوله {وكونوا مع الصادقين} قال: مع علي بن أبي طالب.

علي خاصف النعل ويقاتل على التأويل

وروى الحاكم في مستدركه أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني، حدثنا ابن أبي غرزة، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا شريك، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، أتاه ناس من قريش. فقالوا: يا محمد، أنا حلفاؤك وقومك، وإنه لحق بك أرقاؤنا، ليس لهم رغبة في الإسلام، وإنما فروا من العمل، فارددهم علينا. فشاور أبا بكر في أمرهم. فقال: صدقوا، يا رسول الله. فقال لعمر: (ما ترى؟). فقال مثل قول أبي بكر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر قريش، ليبعثن الله عليكم رجلا منكم، امتحن الله قلبه للإيمان، فيضرب رقابكم على الدين). فقال أبو بكر: أنا هو، يا رسول الله؟ قال: (لا). قال عمر: أنا هو، يا رسول الله؟ قال: (لا، ولكنه خاصف النعل في المسجد). وقد كان ألقى نعله إلى علي يخصفها. ثم قال: أما إني سمعته يقول: (لا تكذبوا علي، فإنه من يكذب علي يلج النار). هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

وروى المتقي الهندي في كنز العمال إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قيل: أبو بكر وعمر، قال: لا، ولكنه خاصف النعل - يعني عليا.

مسند أبي سعيد قال كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم منا أحد فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله، فقام أبو بكر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة، فخرج علينا علي.

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله". فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: "لا". قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: "لا ولكنه خاصف النعل". وكان أعطى علياً نعله يخصفها. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي سعيد قال: كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلف عليها


علي يخصفها، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال: "إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله". فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال: "لا ولكنه خاصف النعل". قال: فجئنا نبشره، قال: فكأنه قد سمعه. رواه أحمد في مسنده ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.

روى احمد في مسنده حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا قطر عن اسمعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد قال: -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله قال فقام أبو بكر وعمر فقال لا ولكن خاصف النعل وعلي يخصف نعله.

وروى احمد في مسنده أيضا حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسين بن محمد حدثنا فطر عن اسمعيل بن رجاء الزبيدي عن أبيه قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول: -كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال لا ولكنه خاصف النعل قال فجئنا نبشره قال وكأنه قد سمعه.

وروى السيوطي في الجامع الصغير "إِنَّ عَلِيّاً حَمَلَ بَابَ خَيْبَرَ" أخرجه الحاكم من طرق عن جابر بلفظ: "إِنَّ عَلِيّاً لَمَّا انْتَهَى إلى الْحِصْنِ اجْتَذَبَ أَحَدَ أَبْوَابِهِ فَألْقَاهُ بِالأَرْضِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ بَعْدُ سَبْعُونَ رَجُلاً فَكانَ جُهْدُهُمْ أَنْ أَعَادُوا الْبَابَ".

وأخرجه ابن إسحاق في سيرته عن ابن رافع: "وَإِنَّ سَبْعَةً لَمْ يَقْلِبُوهُ".

وهناك العشرات من الروايات التي تتعلق بفضائل أمير المؤمنين تركناها للقارئ العزيز حتى يدقق النظر فيها، وكذلك تركنا العديد من الآيات والتي كان من أسباب نزولها أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام، ولكن المهم هنا أنني قد بينت لك بعض الدلائل من كتب أهل السنة والتي تؤكد على إن أمير المؤمنين سلام الله عليه هو وصي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وخليفته من بعده، وإذا أردت المزيد فيما يتعلق بموضوع الوصية فهناك كتب متخصصة بحثت في هذا المضمون بشكل مفصل، لكنني في هذا البحث أحاول إن أوصل إلى ذهنك موضوعا معينا وبشكل ضمني حسب ما يحتاجه كتابنا هذا الذي بين يديك.


الشيعة والتشيع

الشيعة والتشيع

قضية الشيعة والتشيع، شغلت الكثيرين من المشككين والمبغضين لأهل البيت سلام الله تعالى عليهم، ومن أهم ما شكك فيه أولئك المبغضون، أنهم ادعوا انه لم يكن هناك تشيع أو شيعة إلا بعد القرن الثالث الهجري. وغالبا ما يكون أولئك المشككون من أهل السنة والجماعة. فمن عادة هذه الفئة من المسلمين الأخذ بدون تقصي وبحث وكذلك معاداة ما يجهلون. ولذلك نجدهم دائما ينكرون أي وجود للشيعة والتشيع منذ عهد النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بل نقلوا تلك المقولة وذاك الادعاء أن الشيعة والتشيع ظهر بعد القرن الثالث الهجري. ولم يكن على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهذا القول قطعا باطل ويدل على قلة إطلاع صاحبه وجهله بما عنده من كتب للحديث النبوي من صحاح ومسانيد.

وسوف أحاول في هذه السطور، وضع بحث مختصر عن الشيعة والتشيع، واثبت للقارئ العزيز أن الشيعة والتشيع كانت منذ عهد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وان أول من دعى لذلك هو رسول الله محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وذلك من خلال أحاديث صحيحة وآيات شريفة نزلت بهذا الخصوص وذلك من كتب أهل السنة.

ولا تستغرب أن تلك الكتب مليئة من الأحاديث التي تحث على مشايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته من ألائمة المعصومين. وكذلك تدل على متابعتهم، والمهم أن هناك أحاديث وآيات تشرح فضل شيعة أمير المؤمنين وثوابهم.وماذا أعد لهم رب العزة جل وعلا من الثواب والدرجات العليا في الجنان، بسبب متابعة ومشايعة أهل البيت سلام تعالى عليهم. فبالتالي


لا يبقى مجال لأي إنسان مسلم يجهل هذا الأمر المهم الذي لطالما ندب ودعا له نبينا محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

ولا ينكر الشيعة والتشيع بعد بيان كل تلك الحقائق إلا إنسان مكابر فقط يريد بمكابرته أن يبرر جهله وعدم علمه بوجود تلك الحقيقة الشرعية التي أعطاها الشارع المقدس صفة شرعية خاصة.

نعود الآن إلى معنى الشيعة اللغوي، ثم نبين هل حول الشارع المقدس تلك اللفظة إلى حقيقة شرعية خاصة، أم أنها بقيت حقيقة لغوية لها معنى لغوي خاص.

الشيعة لغة هم الأتباع وهم من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه. والشياع والانتشار. ويقال شيعه وشيع وأشياع، وقال تعالى (وان من شيعته لإبراهيم)) وقال ((هذا من شيعته وهذا من عدوه)) أي أتباعه، وقال تعالى((وجعل أهلها شيعا)) فرقا، وقال تعالى ((في شيع الأولين)) وقال ((ولقد أهلكنا أشياعكم)) أتباعكم.

ذكر ابن الأثير في النهاية- اصل ألشيعه هم الفرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين والجميع، المذكر والمؤنث بلفظ واحد. وقد غلب هذا الاسم على هل من يزعم انه يتولى عليا رضي الله عنه وأهل بيته، حتى صار اسما خاصا، فإذا قيل فلان من الشيعة عرف انه منهم.

إذن كلمة الشيعة، كلمة من اللغة العربية، لها مدلول خاص، وردت في القرآن الكريم بالمعنى اللغوي في عدة آيات.

وقد قلنا في بحث أهل البيت أن كل حقيقة لغوية، إذا صرفت عن معناها اللغوي إلى معنى خاص بحسب قرائن شرعية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة. فإن المعنى يصبح ذا حقيقة شرعية خاصة لا يجوز صرفها عن معناها لغيره. ولذلك اقر المسلمون جميعا بمفهوم ابن الأثير، إن هذا الاسم وهو الشيعة صار له حقيقة شرعيه، وبذلك صار المعنى الشرعي للشيعة هو من تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته وعادى أعدائهم.

وإليك عددا من القرائن التي تدل على أن المعنى خاص، قد أطلقه الشارع المقدس، وأقره الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ودعى إليه، وان أتباع أهل البيت سلام الله عليهم، قد طبقوا أمر الله ورسوله، بمشايعتهم لأمير المؤمنين وأهل بيته، وبالتالي فأنهم أي الشيعة رضوان الله تعالى عليهم، قد التزموا بالحقيقة الشرعية التي فيها رضى الله ورضى رسوله صلَّى الله عليه وآله:

أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال:كنا عند النبي صلى الله عليه و إله و سلم فأقبل علي فقال النبي:"و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة"،و نزلت:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا:جاء خير البرية.


أخرج ابن عدي و ابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا:"علي خير البرية".

و أخرج ابن عدي عن ابن عباس قال:لما نزلت:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية قال رسول الله صلى الله عليه و إله و سلم لعلي:"هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين".

أخرج ابن مردويه عن علي قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه و إله و سلمـ:"أ لم تسمع قول الله:إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية أنت و شيعتك، موعدي و موعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين".

أخرج ابن مردويه عن عائشة، قالت:قلت:يا رسول الله من أكرم الخلق على الله؟قال:"يا عائشة أما تقرأين:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية"البينة.

روى ابن حجر في صواعقه عن أم سلمة:كانت ليلتي،و كان النبي صلى الله عليه و إله و سلم عندي فأتته فاطمة فتبعها علي رضي الله عنهما فقال النبي:"يا علي أنت و أصحابك في الجنة،أنت و شيعتك في الجنة".

روى ابن الأثير في نهايته:قال النبي مخاطبا عليا:"يا علي،إنك ستقدم على الله أنت و شيعتك راضين مرضيين،و يقدم عليه عدوك غضابا مقمحين"ثم جمع يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح.قال ابن الأثير:الإقماح:رفع الرأس و غض البصر.

روى الزمخشري في ربيعه:أن رسول الله قال:"يا علي،إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله تعالى،و أخذت أنت بحجزتي،و أخذ ولدك بحجزتك،و أخذ شيعة ولدك بحجزهم،فترى أين يؤمر بنا".

روى أحمد في المناقب:انه صلى الله عليه و إله و سلم قال لعلي:"أما ترضى إنك معي في الجنة،و الحسن و الحسين و ذريتنا خلف ظهورنا،و أزواجنا خلف ذريتنا،و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا".

روى الطبراني:أنه صلى الله عليه و إله و سلم قال لعلي:"أول أربعة يدخلون الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين،و ذريتنا خلف ظهورنا،و أزواجنا خلف ذرياتنا،و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا".

أخرج الديلمي:"يا علي،إن الله قد غفر لك و لذريتك و لولدك و لأهلك و لشيعتك،فابشر انك الأنزع البطين".

أخرج الديلمي عن النبي أنه قال:"أنت وشيعتك تردون الحوض رواء مرويين،بيضة وجوهكم،وإن عدوك يردون الحوض ظماء مقمحين".


روى المغازلي بسنده عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله:"يدخلون من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم ثم التفت إلى علي فقال:ـ هم شيعتك و أنت إمامهم".

روى المغازلي عن كثير بن زيد قال:دخل الأعمش على المنصور، فلما بصر به قال له:يا سليمان تصدر،قال:أنا صدر حيث جلست إلى أن قال في حديثه: حدثني رسول الله قال:"أتاني جبرئيل عليه السلام آنفا فقال:تختموا بالعقيق،فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية،و لي بالنبوة،و لعلي بالوصية،و لولده بالإمامة،و لشيعته بالجنة".

و روى أيضا بسنده إلى سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه و إله و سلم قال:"يا علي تختم باليمين تكن من المقربين،قال:يا رسول الله و من المقربون؟قال:جبرئيل و وميكائيل، قال:فبما أتختم يا رسول الله؟قال:بالعقيق الأحمر،فإنه جبل أقر لله بالوحدانية،و لي بالنبوة،و لك بالوصية،و لولدك بالإمامة،و لمحبيك بالجنة،و لشيعتك و شيعة ولدك بالفردوس".

روى ابن حجر:انه مر علي على جمع فأسرعوا إليه قياما، فقال:"من القوم؟"فقالوا:من شيعتك يا أمير المؤمنين،فقال لهم:خيرا،ثم قال:"يا هؤلاء مالي لا أرى فيكم سمة شيعتنا و حلية أحبتنا"فأمسكوا حياء،فقال له من معه:نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت و خصكم و حباكم،لما نبأتنا بصفة شيعتكم فقال:"شيعتنا هم العارفون بالله،العاملون بأمر الله".

وروي في الحديث أن ابن عباس قال:سمعت رسول الله يقول:"إذا كان يوم القيامة و رأى الكافر ما أعد الله تبارك و تعالى لشيعة علي من الثواب الزلفى و الكرامة...".

روي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور. للإمام جلال الدين السيوطي وهو من أكابر العلماء عند أهل السنة قال:أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} " فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية.

وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا: علي خير البرية.

وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين".

وأخرج ابن مردويه عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تسمع قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين".


وروى الإمام الطبري في جامع البيان في تفسير سورة البينة. القول في تأويل قوله تعالى: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين}. الآية حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عيسى بن فرقد، عن أبي الجارود، عن محمد بن علي {أولئك هم خير البرية} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت يا علي وشيعتك"

وفي كنز العمال للمتقي الهندي عن عبد الله بن يحيى أن عليا أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال: أبيضي وأصفري غري غيري، غري أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك، فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فإذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي! إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليك عدوك غضابا مقمحين

وفي مجمع الزوائد. للحافظ الهيثمي - وعن عبد الله بن أبي نجي أن علياً أتى يوم البصير بذهب وفضة فقال: ابيضي واصفري وغري غيري غري أهل الشام غداً إذا ظهروا عليك، فشق قوله ذلك على الناس، فذكر ذلك له، فإذن في الناس فدخلوا عليه، قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال: "يا علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضيين مرضيين ويقدم عليك عدوك غضاب مقمحين". ثم جمع يده إلى عنقه يريد الإقماح.

وفي مجمع الزوائد. للحافظ الهيثمي - وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا".

روى القتيبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فابشر فانك الأترع الطلق" فيه داود الوضاع.

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي، وثقه شعبه ووكيع وسفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني يوسف بن موسى التستري قال سمعت أبا داود يعنى الطيالسي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول سمعت سفيان الثوري يقول ما رأيت أورع من جابر الجعفي في الحديث حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا محمود بن غيلان نا أبو داود عن وكيع قال قال سفيان ما رأيت رجلا أورع في الحديث من جابر الجعفي. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبى نا إبراهيم بن مهدى قال سمعت إسماعيل بن علية قال سمعت شعبة يقول جابر الجعفي صدوق في الحديث. ووثقه يحيى بن سعيد القطان. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبى يقول نا الطنافسي قال سمعت وكيعا يقول مهما شككتم في شيء فلا تشكوا إن جابر بن يزيد أبا محمد الجعفي ثقة.

- وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "أنت وشيعتك تردون على الحوض رواءً مرويين مبيضة وجوهكم، وإن عدوك يردون على الحوض ظماءً مقمحين".


وعن أبي هريرة أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال: "فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخواناً على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنة". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "{إخواناً على سرر متقابلين} لا ينظر أحد في قفا صاحبه".

وروى الطبراني في معجمه الكبير حدثنا أحمد بن العباس المري القنطري ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا يحيى بن يعلى عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا مبعثا فلما قدم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الله ورسوله وجبريل عليهم السلام عنك راضون.

وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم وإن عدوك يردون علي ظماء مقبحين

وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي أما ترضى أنك أخي وأنا أخوك

وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي إن أول أربعة يدخلون الحنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا.

وروى ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث والأثر. في الحديث عن علي انه قال: قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: سَتَقْدَم على اللّه أنت وشيعتُك راضين مَرْضِيِّين، ويَقْدَم عليه عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحِين، ثم جَمع يَده إلى عُنُقه؛ يُريهم كيف الإقْماح> الإقماح: رَفْع الرأس وغَضُّ البَصَر. يقال: أقْمَحه الغُلُّ: إذا ترك رأسَه مرفوعاً من ضِيقِه.

هنا يجب ملاحظة أن من سمات أصحاب هذه الآية، الإيمان بولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام، والعمل الصالح لا يكون صالحا إلا إذا كان موافقا لما يريد الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله، ولا يكون ذلك إلا بمتابعة من يؤمن بمتابعتهم الهدى والصلاح ولزوم الصراط المستقيم.

وأيضا من سمات أولئك الشيعة أنهم يقبلون على الله راضين مرضين فرحين مبتهجين بما اعد الله لهم من ثواب ورضي بسبب التزامهم بأمر الله.

وبذلك صار معنى تلك الحقيقة الشرعية هو متابعة أمر الله وأمر الرسول بموالاة أمير المؤمنين ومعاداة أعداءه وتكون النتيجة نوال رضوان الله تعالى.

إذن هناك دلالة كاملة وواضحة من الآيات والأحاديث، تدلل بشكل جلي وواضح، أن وجود الشيعة والتشيع وجود شرعي، أمر به الله سبحانه، ودعا إليه رسول الله صلَّى الله عليه وآله، فكان


صلى الله عليه وآله، هو القدوة الحسنة، فلم يبق للمسلمين بعد هذا البيان مجال إلا الإقتداء والمتابعة والالتزام بأمر الله سبحانه وبهدي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

ثم انك لو أضفت إلى الموضوع، الآيات والأحاديث المتعلقة بالدعوة إلى الشيعة والتشيع فإن القضية سوف تزداد قوة ودلالة على صحة ما ذهبنا إليه. مثل

آية التطهير قال تعالى سورة الأحزاب. الآية: 33 (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

وآية الولاية قال تعالى سورة المائدة. الآية: 55 {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.

وآية المباهلة سورة آل عمران. الآية: 61 {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}. /

وكذلك حديث الثقلين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لكم فرط وإنكم واردون علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الأكبر كتاب الله عز وجل. سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما لتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم".

/ وحديث الولاية عن البراء بن عازب (رض) قال: أقبلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجة الوداع , فلما كان بغدير خم نودي الصلاة جامعة , فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تحت شجرة واخذ بيد علي , وقال: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟.

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

فقال: ألا من أنا مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه فلقيه عمر (رض) فقال: هنيئا لك يا علي بن أبي طالب , أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة وفيه نزلت: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك الآية.

وحديث السفينة قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول وهو آخذ بباب الكعبة ثم قال من عرفني فأنا من عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إلا إن مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق). وغيرها من الأحاديث.... التي تدل على الأمر الإلهي للمسلمين بمولاة أمير المؤمنين، ومعاداة عدوه. وركوب سفينة أهل البيت. وأن من تمسك بالكتاب والعترة، فإنه لن يضل أبدا. كل ذلك يدل على أن كلمة الشيعة والتشيع كانت موجودة منذ عهد النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقد ثبت ذلك بالنصوص المذكورة بخصوص هذه الكلمة. ثم لم يكتف النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بذكر الكلمة، بل دعا لتطبيقها وبين


طيلة فترة حياته الكيفية الصحيحة لأي مسلم حتى يدخل في صف المؤمنين الذين يعملون الصالحات، والذين أعد الله لهم من الثواب والأجر بسبب هذه المولاة ما لا يحصى. وورد في الحديث ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى عبد الله ابن عباس رضوان الله عليه قال سمعت رسول الله (ص) يقول ليس من آية في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها ولقد عاتب الله تعالى أصحاب محمد (ص) في القرآن وما ذكر عليا إلا بخير.

إذا هلم أخي المسلم لتركب سفينة النجاة، وبمولاة من أمر الله ورسوله بموالاته ولا تستنكر حقيقة وجدت منذ عهد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فإن من تمسك بتلك الحقيقة اعتبر من الناجين المرضيين. نسأل الله تعالى بحق محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وآل محمد أن يجعلنا من شيعة أهل البيت سلام الله تعالى عليهم وأن يثبتا على موالاتهم ومعاداة أعداءهم. وأن يرزقنا شفاعتهم إنه سميع مجيب.

حقيقة الصحابة

حقيقة الصحابة

يعتبر موضوع الصحابة من أكثر المواضيع أهمية لتحديد وجهة نظر المسلم، وخط سيره في الحياة، إما على خط الهداية والصراط المستقيم، وإما إلى الضلال والهلاك والزيغ، ذلك لأن اغلب المسلمين يأخذون دينهم وعقيدتهم وإحكامهم الشرعية بحسب ما نقل عن أولئك الصحابة.

هذا هو الإعتقاد السائد والمألوف عند اغلب الفرق الإسلامية، بأن الدين إنما نقل عن الصحابة، وبالتالي فإنهم كلهم عدول لأنهم حلقة الوصل بين الناس وبين رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، إلا ما كان من أتباع المذهب الحق مذهب أهل البيت عليهم السلام والذين لم يقلدوا أحدا في أخذ دينهم إلا من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ومن الأئمة المعصومين سلام الله عليهم، ولذلك فقد حدد الشيعة مسارهم واختاروا طريقهم وهو إتباع الصراط المستقيم، وركوب سفينة النجاة، وقرنوا الكتاب بالعترة الطاهرة من آل البيت عليهم السلام، واتبعوا أمر الله الذي من اتبعه فإنه لن يضل أبدا،

أخرج أحمد ومسلم والنسائي الترمذي، عن زيد بن أبي أرقم رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، والآخر عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما"

وهذا الإعتقاد بأن الصحابة كلهم عدول، جعل العلماء من أغلب الفرق الإسلامية يضعون هالة من القدسية والعدالة على جميع الصحابة، وأعطوهم من القدسية والحصانة في كثير


من الأحيان أكثر مما أعطوا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. فلو حاول احدهم أن يبحث أو يتقصى عن زلة أو خطأ حصل من قبل بعض الصحابة، مع العلم أن كتب التاريخ والسنن مليئة بعشرات الزلات والأخطاء، والحقائق والتي تكشف عن عدم عدالة الجميع مطلقا. ولذلك فلو حاول بعض من اكتشف من تلك الحقائق أن يطرحها أو يسأل عنها العلماء فإنه سوف يعرض نفسه للنقم والتهم الشنيعة الفظيعة.

وأذكر مرة أنني طرحت قضية رزية الخميس واتهام عمر ابن الخطاب لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. أنه يهجر أو يهذي ومع العلم بأن هذه القضية مشهورة ومعلومة في كل كتب صحاح أهل السنة_ بعد أن طرحت القضية_ فإن ذلك الشخص استغرب الأمر واستنكره استنكارا شديدا، ثم بعد أن أكدت له صدق مقالي بالإستدلال على ذلك من كتابي صحيحي البخاري ومسلم، وقف موقف المبرر والمدافع عن الصحابة وعدالتهم بكل ما يملك من قوة حتى أن دفاعه وصل أن يدعي أنه ربما كبر سن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم جعله يهجر حقيقة.

أنظر كيف يدافعون عن عدالة الصحابة وقدسيتهم على حساب الإفتراء والطعن في منزلة النبوة والرسالة، كل ذلك مقابل أن لا يمس أي صحابي بشيء يخرجه عن المروءة أو الآداب الإسلامية المحمدية، ومن أراد أن يطلع على المئات من المواقف والتي تطعن في منزلة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. بينما في نفس النصوص يرفعون من شأن الصحابي ولقد ذكرت لك العديد من الأحاديث في صحاح أهل السنة ومسانيدهم في بحث عصمة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولكن أذكرك عزيزي القارئ بمثال واحد من مئات الأمثلة من صحيح البخاري حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث قال: حدثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع، وهو صعيد أفيح، فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: إلا قد عرفناك يا سودة، حرصا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب.، انظر كيف جعلوا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لا يلتزم بما أمر الله ولا يلزم نسائه بالحشمة حتى أنهم في الحديث جعلوه لا يقبل نصيحة من احد، مقابل ذلك أظهروا عمر ابن الخطاب أنه كان أحرص من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على كل تلك الأمور، أليس في هذا الأمر حط كبير وشنيع من شأن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وطعن في منزلة النبوة والرسالة.

ولو أردت أن تكتشف حقائق أخرى من خلال هذا الحديث غير رفع منزلة الصحابي فأنني اطرح عليك عزيزي القارئ سؤالا أترك لك الإجابة عليه بإنصاف، لماذا جعلت الرذيلة في هذا الحديث وهي ملاحقة ومراقبة النساء وتتبع عورة نساء النبي على الخصوص، وحولت إلى فضيلة ومنقبة للصحابي على حساب الحط من شأن الرسالة والنبوة ومن شأن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم صاحب الخلق العظيم.


وللمزيد من المعرفة في هذا الأمر إلا وهو الرفع من شأن الصحابي على حساب النبوة والرسالة فاني أنصحك عزيزي القارئ أن تقرأ كتاب صحيح البخاري أو صحيح مسلم من بدايته إلى نهايته بتدقيق ونزاهة وإنصاف فانك سوف ترى مئات المواقف والتي ربما هي أشنع من المثال الذي ذكرناه آنفا وأيضا قراءة موضوع عصمة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في هذا البحث.

عزيزي القارئ لا زال الجدال والبحث والتقصي في موضوع عدالة الصحابة ممنوعا عند أهل السنة لا يجوز البحث فيه ولا التعليق عليه.

لقد اختلف علماء السنة اختلافا كبيرا في الصحابة من ناحية من هو الصحابي، وحتى الآن لم يستقر أهل السنة على تعريف معين، انظر إلى كتب أصول الفقه عندهم تجد العديد من التعاريف التي لا أول لها ولا آخر. أيضا اختلفوا في مسألة أخرى وهي هل مذهب الصحابي ورأيه حجة في الأحكام الشرعية أم انه ليس بحجه؟ فمنهم من قال انه حجه ومنهم من لا يعتبره حجة لوحده. فمن قال أنه حجة ونظر إلى الإختلافات الفقهية بين الصحابة وتناقضاتهم فإنه يعتبر الإختلاف رحمة وإثراء للفكر الإسلامي. وأما من لم يعتبر ذلك حجة أي رأي الصحابي لوحده، فقد أقر بمبدأ الإجماع أي إذا أجمع الصحابة على أمر دون وجود المعصوم بينهم فإنه يعتبر حجة شرعية ودليل شرعي.

ثم اخترعوا أقساما لذلك الإجماع كالإجماع القولي والسكوتي وغير ذلك من التفاصيل والتي لا زالوا مختلفين على تحديدها.

إن كل تلك المسائل والخلافيات التي انبثقت عند أهل السنة بشان قضية عدالة الصحابة أجمعين كلها نتجت بسبب عدم الموضوعية في البحث عند معظمهم.

فهم عادة ما يأخذون آية واحدة من ضمن آيات عديدة تتعلق بموضوع واحد معين، وبعد ذلك يبنون حكمهم من خلال تلك الآية فقط ويتركون الآيات الأخرى، وهذا ما يسمى عدم الموضوعية المتكاملة في البحث، وهو ما تشتهر به كما أسلفنا مذاهب أهل السنة قاطبة، مع العلم أن عدم الموضوعية في البحث قد تسبب في إيجاد المئات من الاختلافات بينهم أنفسهم.

واليك مثال على صحة ما أقول لك، فبالمثال يتضح المقال:

خذ مثلا مسألة عذاب القبر فمنهم من يقول بوجود عذاب القبر ويؤمن به، ومنهم من ينكره ولا يعتقد به، ومنهم من أخذ موقفا آخر، والسبب في هذا الاختلاف أن كل فرقة من أهل السنة أخذت بآية واحدة تتعلق بالموضوع، وتركت بقية الآيات التي تعنى بنفس الموضوع فبالتالي تكون النتيجة التناقض والاختلاف فمثلا من أخذ بآية: {50}وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إلى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ{51} قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ {52}، وترك بقية الآيات المتعلقة بنفس الموضوع قال بأنه لا يوجد عذاب في القبر بعد الموت. ومن أخذ بآية: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد


/ 33